- الرئيسية
- الأخبار
- أخبار العملات والعملات الرقمية
- اليوان الصيني يتعافى أمام الدولار رغم تهديدات ترامب الجمركية وتوقعات خفض الفائدة الأميركية
اليوان الصيني يتعافى أمام الدولار رغم تهديدات ترامب الجمركية وتوقعات خفض الفائدة الأميركية

شهد اليوان الصيني يوم الخميس ارتفاعاً طفيفاً مقابل الدولار، بعد أن تراجع الليلة السابقة إلى أدنى مستوياته في أسبوعين، وسط حالة من الترقب في الأسواق العالمية لإجراءات جمركية أميركية جديدة وتصريحات مجلس الاحتياطي الفيدرالي بشأن الفائدة.
في الوقت ذاته، يتوقع محللون استمرار الضغط على العملة الصينية في النصف الثاني من العام بسبب ضعف الزخم الاقتصادي والفجوة في العائدات مع الولايات المتحدة.
تهديدات جمركية أميركية جديدة وتصاعد المخاوف
صعّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب من لهجته التجارية يوم الأربعاء، معلناً عن فرض رسوم جمركية بنسبة 50 في المئة على واردات النحاس إلى الولايات المتحدة، وكذلك على السلع القادمة من البرازيل، بدءاً من الأول من أغسطس (آب).
أثارت هذه الإجراءات قلق الأسواق من احتمال فرض رسوم أكبر أو جديدة على الصين، ما تسبب في تراجع اليوان الخارجي إلى أدنى مستوى له في أسبوعين عند 7.1881 مقابل الدولار عقب الإعلان.
لكن سرعان ما استعاد اليوان بعض توازنه مع تراجع الدولار الأميركي في الأسواق العالمية.
تراجع مؤشر الدولار ومزاد سندات أميركية قوي
سجل مؤشر الدولار انخفاضاً بنسبة 0.2 في المئة يوم الخميس ليصل إلى مستوى 97.38، مبتعداً عن أعلى مستوياته في أسبوعين. جاء هذا التراجع في أعقاب نتائج قوية لمزاد سندات أميركية لأجل 10 سنوات، مما عزز الطلب على السندات وخفف الضغوط على العملات المنافسة.
ورغم هذا التراجع الطفيف، لا تزال الأسواق تراقب كثافة مراكز البيع على الدولار. فقد أشار محللو بنك MUFG في مذكرة إلى أن الدولار الأميركي قد يستفيد مؤقتاً أمام العملات الآسيوية، في ظل تمركز كثيف لعمليات البيع عليه وجاء في مذكرتهم:
«قد يستفيد الدولار الأميركي مؤقتاً أمام العملات الآسيوية، إذ تبدو عمليات البيع على الدولار مزدحمة من حيث تمركز المتداولين. لكن في نهاية المطاف، قد تولي الأسواق أهمية أكبر لمسار سعر الفائدة الأميركية، الذي يمكن أن يحدد آفاق الدولار».
محاضر الاحتياطي الفيدرالي تشير إلى انقسام بشأن الفائدة
كشفت محاضر اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، المنعقد يومي 17 و18 يونيو (حزيران)، عن انقسام في الآراء بين أعضائه.
ففي حين رأى عدد قليل من المسؤولين أنه من الممكن خفض أسعار الفائدة هذا الشهر، أعرب معظم صناع السياسات عن قلقهم إزاء الضغوط التضخمية التي قد تنشأ من استخدام الإدارة الأميركية للرسوم الجمركية في إعادة تشكيل التجارة العالمية.
هذا الانقسام في الآراء يزيد من حالة عدم اليقين في الأسواق بشأن مسار السياسة النقدية الأميركية في المدى القريب.
تداولات اليوان في السوق الفورية والأسواق الخارجية
افتتح سعر صرف اليوان الفوري مقابل الدولار عند 7.1755 يوم الخميس، وتم تداوله لاحقاً عند 7.177 بحلول الساعة 03:20 بتوقيت غرينتش، أي أقوى بنحو 45 نقطة أساس مقارنة بإغلاق الجلسة السابقة.
لكن على الرغم من هذا التحسن، يظل اليوان أضعف بنسبة 0.36 في المئة عن السعر المرجعي الذي حدده بنك الشعب الصيني قبل افتتاح السوق، والذي بلغ 7.1510 مقابل الدولار.
وفي السوق الخارجية، تم تداول اليوان عند 7.1804 مقابل الدولار، مسجلاً ارتفاعاً طفيفاً بنحو 0.06 في المئة خلال تعاملات جلسة آسيا.
توقعات الخبراء: انخفاض لليوان في النصف الثاني من العام
قالت بيكي ليو، رئيسة استراتيجية الصين الكبرى في بنك «ستاندرد تشارترد»، إن اليوان من المرجح أن يسجل انخفاضاً معتدلاً في النصف الثاني من العام الجاري.
وأوضحت أن هذا الانخفاض المتوقع يعود إلى عدة عوامل، أهمها:
-
ضعف الزخم الاقتصادي في الصين
-
استمرار الفجوة الواسعة في العائدات بين الصين والولايات المتحدة
-
استمرار تيسير السياسات النقدية من جانب بنك الشعب الصيني
-
تراجع آفاق الصادرات
-
غياب الحوافز السياسية الكبيرة لدعم العملة الصينية وأضافت ليو:
«إن حجم التدفقات الرأسمالية المحتملة نتيجة تحرير أدوات مثل QDII (برنامج المستثمر المؤسسي المحلي المؤهل)، وربط السندات باتجاه الجنوب، وربط المدفوعات، قد يحدّ من أي ارتفاع إضافي في اليوان».
سياق أوسع: توترات تجارية وتحديات داخلية
يأتي هذا التعافي الطفيف لليوان في سياق عالمي بالغ التوتر، حيث تلقي الحرب التجارية المستمرة بين الصين والولايات المتحدة بظلالها على الاستقرار المالي العالمي.
كما تواجه الصين تحديات داخلية تتعلق بنمو اقتصادي متباطئ وتراجع في الصادرات، في ظل تحول سلاسل التوريد العالمية ومحاولات أميركية للضغط عبر الرسوم الجمركية.
بنك الشعب الصيني يحاول بدوره تحقيق توازن صعب بين دعم النمو الاقتصادي من خلال سياسة نقدية ميسرة، وبين الحيلولة دون تراجع العملة إلى مستويات قد تزيد من خروج رؤوس الأموال.
تحركات العملات الآسيوية
شهدت معظم العملات الآسيوية تحركات محدودة يوم الخميس حيث استوعب المستثمرون موجة جديدة من التعريفات التجارية من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بينما ساهمت حالة عدم اليقين بشأن توجهات الاحتياطي الفيدرالي للفائدة في تقييد التحركات.
أعلن الرئيس ترامب يوم الأربعاء عن فرض تعريفات بنسبة 50% على واردات النحاس، اعتباراً من 1 أغسطس، مدعياً أن هذا الإجراء يهدف إلى تعزيز صناعة النحاس المحلية.
وفي وقت سابق من يوم الأربعاء، أعلن أيضاً أن التعريفة المتبادلة على البرازيل سترتفع إلى 50% من 10% ورد لولا محذراً من أن أي تعريفات جديدة ستواجه بإجراءات انتقامية.
بدأ ترامب بإرسال خطابات التعريفات إلى شركاء تجاريين رئيسيين هذا الأسبوع، وأعلن بالفعل عن رسوم بنسبة 25% على السلع من كوريا الجنوبية واليابان، من بين دول أخرى.
وفي حين كان لتهديدات التعريفات الأخيرة تأثير محدود على الأسواق الأوسع، لا يزال المتداولون حذرين من احتمالية تصعيد تجاري مستقبلي.
انخفض زوج الوون الكوري الجنوبي (دولار/وون) بنسبة 0.1%، بينما ظل الين الياباني (دولار/ين) دون تغيير يذكر.
كما استقر زوج الدولار السنغافوري (دولار/دولار سنغافوري)، بينما انخفض زوج الروبية الهندية (دولار/روبية) بنسبة 0.1% وارتفع زوج الدولار الأسترالي (دولار أسترالي/دولار) بنسبة 0.1%.
خاتمة
رغم التعافي الطفيف المسجل يوم الخميس، تبقى التوقعات حذرة إزاء آفاق اليوان في المدى المتوسط إلى الطويل، في ظل استمرار التوترات التجارية، وتباين السياسات النقدية بين الصين والولايات المتحدة.
في الوقت نفسه، تبقى الأسواق شديدة الحساسية تجاه أي مؤشرات جديدة بشأن مسار الفائدة الأميركية أو الإجراءات الجمركية الإضافية التي قد تعلنها الإدارة الأميركية، ما يضمن استمرار التقلبات في أسواق الصرف الآسيوية في الأشهر المقبلة.