- الرئيسية
- الأخبار
- أخبار العملات والعملات الرقمية
- اليوان الصيني يتراجع تحت ضغط قوة الدولار رغم دعم هونغ كونغ وصعود الين الياباني بعد قرار الفائدة
اليوان الصيني يتراجع تحت ضغط قوة الدولار رغم دعم هونغ كونغ وصعود الين الياباني بعد قرار الفائدة

شهدت أسواق العملات الآسيوية يوم الجمعة تحركات متباينة بين تراجع اليوان الصيني أمام قوة الدولار الأمريكي وصعود الين الياباني بدعم من قرارات بنك اليابان.
وبينما يعاني اليوان من ضغوطات حادة مرتبطة بمسار السياسة النقدية الأمريكية، حاولت هونغ كونغ تعويض الخسائر عبر خطوات لدعم تدويل العملة الصينية. في الوقت نفسه، ألقى بنك اليابان بظلاله على الأسواق بإشارات جديدة نحو الخروج التدريجي من سياسة التيسير النقدي.
اليوان الصيني تحت ضغط الدولار القوي
انخفض اليوان في الأسواق الخارجية يوم الجمعة إلى ما دون مستوى 7.11 مقابل الدولار، ليسجل خسائر للجلسة الثانية على التوالي. جاء هذا التراجع مدفوعاً بارتفاع العملة الأمريكية، بعد أن أشار مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي إلى تبني نهج أكثر حذراً في دورة التيسير النقدي الجارية.
وكان الفيدرالي قد قرر يوم الأربعاء خفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، في خطوة متوقعة، لكنها جاءت مصحوبة برسائل أقل تشاؤماً من المتوقع بشأن وتيرة الخفض المقبلة، ما عزز ثقة المستثمرين في الدولار وأضعف الضغوط البيعية على العملة الخضراء.
دور هونغ كونغ في دعم اليوان
رغم الضغوط الناجمة عن قوة الدولار، فإن التطورات القادمة من هونغ كونغ حدّت من خسائر العملة الصينية. حيث أعلنت السلطات هناك عن خطط لتوسيع استخدام الرنمينبي دولياً من خلال:
-
إصدار سندات إضافية مقومة باليوان.
-
تسوية جزء من النفقات الحكومية بالعملة الصينية.
هذه الخطوات تؤكد أن بكين لا تزال تسعى بجدية إلى تعزيز مكانة اليوان في النظام المالي العالمي وتقليل الاعتماد على الدولار في المعاملات الدولية، وهو ما يعكس استراتيجية طويلة الأمد لمواجهة هيمنة العملة الأمريكية.
ترقب أسعار الفائدة الرئيسية في الصين
يتوجه اهتمام المستثمرين نحو أسعار الفائدة الرئيسية على القروض التي ستعلنها بكين خلال عطلة نهاية الأسبوع. ويُنظر إلى هذا المؤشر على أنه مفتاح لفهم توجهات السياسة النقدية الصينية في المرحلة المقبلة.
وعلى الرغم من التراجعات الأخيرة، يظل اليوان على المسار نحو تحقيق مكاسب أسبوعية، مما يعكس حالة توازن دقيقة بين ضغوط الدولار القوي وجهود الصين لدعم عملتها عبر سياسات مالية ونقدية.
العملات الآسيوية بين ضغوط الدولار وصعود الين
تحركت معظم العملات الآسيوية في نطاق ضيق يوم الجمعة، في ظل استمرار تعافي الدولار من أدنى مستوياته الأخيرة. إلا أن الين الياباني كان الاستثناء الأبرز، حيث سجل ارتفاعاً واسعاً أمام سلة من العملات، مدعوماً بتطورات السياسة النقدية اليابانية.
بنك اليابان يحافظ على الفائدة ويعلن بيع الأصول
-
أبقى بنك اليابان سعر الفائدة القصير الأجل دون تغيير للاجتماع الخامس على التوالي.
-
القرار لم يكن بالإجماع، إذ صوت عضوان لصالح رفع الفائدة، وهو انقسام غير معتاد عكس وجود تيارات مختلفة داخل المجلس.
-
أعلن البنك عن خطط بيع حصصه في صناديق الاستثمار المتداولة (ETFs)، وهو مؤشر واضح على توجهه نحو التراجع التدريجي عن السياسة النقدية فائقة التيسير والتخلص من إرث برنامج التحفيز الضخم الممتد لسنوات.
أداء الين في السوق
-
ارتفع الدولار مقابل الين بحوالي 0.55% إلى 147.20¥ بعد أن كان عند 147.99¥.
-
سجل الدولار أعلى مستوى عند 148.11¥، بينما أنهى الين تعاملات الخميس منخفضاً بنسبة 0.7%.
-
هذه التحركات عكست عودة نشاط عمليات شراء الين كملاذ استثماري، خاصة بعد مفاجأة الانقسام داخل لجنة السياسة النقدية اليابانية.
تحركات الدولار الأمريكي وأثرها على الأسواق
-
ارتفع مؤشر الدولار وعقوده الآجلة بنحو 0.1% في التداولات الآسيوية، مما يمدد مكاسب جلسات الخميس.
-
ورغم أن الدولار تراجع لأدنى مستوياته منذ أوائل 2022 قبيل قرار الفيدرالي، إلا أنه تعافى بقوة خلال الجلستين اللاحقتين.
-
الفيدرالي أكد مخاوفه من تباطؤ سوق العمل لكنه في المقابل شدد على استمرار مخاطر التضخم، رافضاً خفضاً أكبر للفائدة في هذه المرحلة.
بيانات سوق العمل الأمريكية
-
أظهرت بيانات الخميس زيادة ملحوظة في طلبات إعانة البطالة الأسبوعية.
-
الزيادة جاءت أقل قليلاً من المتوقع، مما أبقى الضغوط التضخمية قائمة وأعطى دعماً إضافياً للدولار.
بقية العملات الآسيوية: تحركات محدودة
-
ارتفع زوج USD/CNY بشكل طفيف، لكنه لا يزال قريباً من أدنى مستوى له في 10 أشهر.
-
زوج USD/INR عاد فوق 88 روبية، مع تركيز الأسواق على الحوار التجاري بين نيودلهي وواشنطن بشأن التعريفات الأمريكية.
-
زوج USD/KRW ارتفع بنسبة 0.4%.
-
زوج USD/SGD صعد بنسبة 0.1%.
-
زوج AUD/USD استقر بعدما سجل أعلى مستوى في 10 أشهر.
هذه التحركات المحدودة تعكس غياب إشارات قوية من الاقتصاديات الإقليمية، وتركيز الأسواق على مسار الفائدة الأمريكية كعامل مهيمن على تداولات العملات.
خلاصة
يتضح أن المشهد في أسواق العملات الآسيوية يتسم بالتناقض والتباين:
-
اليوان الصيني يواجه ضغوطاً من قوة الدولار، لكنه يتلقى دعماً من هونغ كونغ وجهود بكين لتوسيع استخدامه دولياً.
-
الين الياباني يحقق صعوداً ملحوظاً مع مؤشرات على تحول تدريجي في السياسة النقدية.
-
الدولار الأمريكي يواصل تعافيه مدعوماً بمرونة الاقتصاد الأمريكي رغم خفض الفائدة.
وبينما يترقب المستثمرون قرار الصين بشأن أسعار الفائدة الرئيسية، يبقى ميزان القوى بين الدولار والعملات الآسيوية مرهوناً بالسياسات النقدية الكبرى والتحولات الاقتصادية العالمية المقبلة.