- الرئيسية
- الأخبار
- أخبار العملات والعملات الرقمية
- البيتكوين تفقد الزخم قبل بيانات التوظيف الأميركية وتحذيرات وزير الخزانة من ركود محتمل
البيتكوين تفقد الزخم قبل بيانات التوظيف الأميركية وتحذيرات وزير الخزانة من ركود محتمل

شهدت أسواق العملات المشفّرة تراجعًا ملحوظًا خلال تعاملات يوم الأحد، في ظلّ حالة من الترقّب والحذر التي تسيطر على المستثمرين قبيل صدور بيانات الوظائف الأميركية نهاية الأسبوع الجاري، والتي من شأنها أن توجّه توقعات الأسواق حيال مسار السياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي الأميركي.
يأتي ذلك في أعقاب تصريحات حذّر فيها وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت من التأثيرات السلبية لأسعار الفائدة المرتفعة على قطاعات الاقتصاد، ما زاد من ضبابية المشهد العام للأسواق المالية والرقمية على حد سواء.
أداء البيتكوين اليوم
فشل سعر بيتكوين، العملة الرقمية الأكبر في العالم، في تجاوز مستوى المقاومة البالغ 110,000 دولار، ما أثار قلق المستثمرين ودفع العديد منهم إلى جني الأرباح وسط مخاوف من تراجع أوسع نطاقًا.
وخلال الشهر الماضي، ظلّت العملة الرقمية الأكثر شهرة في العالم متقلبة دون اتجاه واضح، متأثرة بضعف الزخم الشرائي وتزايد الضغوط الناتجة عن ضعف الثقة العامة في السوق الرقمية، وهو ما انعكس سلبًا على مستويات التداول وحجم الطلب.
اللافت أن هذا التذبذب بدأ يمتد إلى سلوك المعدّنين أنفسهم، حيث تشير البيانات إلى تغيّرات ملحوظة في ديناميكيات السوق الداخلية، مع ميل بعضهم لبيع جزء من مخزوناتهم في ظلّ ضعف الأسعار وتراجع هوامش الربحية.
بيانات السوق الرقمية: خسائر محدودة ولكنها مؤثرة
بحسب بيانات منصة كوين غيكو (CoinGecko)، تراجعت بيتكوين بنحو 1.7% لتصل إلى حوالي 108 آلاف دولار خلال 24 ساعة، فيما انخفضت إيثريوم بنسبة 3.5% لتتداول قرب 3750 دولارًا. كما تكبّدت العملات البديلة خسائر أكبر نسبيًا، مع تمسّك المستثمرين بمراكز دفاعية وحذر واضح في التداولات.
وفي مقابلة متلفزة مع شبكة CNN خلال عطلة نهاية الأسبوع، أشار الوزير بيسنت إلى أن السياسة التقييدية للاحتياطي الفيدرالي الأميركي "قد دفعت بعض القطاعات، لا سيما العقارات، نحو الركود"، مؤكدًا أن البنك المركزي يملك الآن "مساحة للتحرك نحو خفض الفائدة".
ومع ذلك، حذّر من أن استمرار تكاليف الاقتراض المرتفعة قد يزيد من الضغوط الاقتصادية، خصوصًا على الأسر المثقلة بالديون، ما يعزز القلق بشأن مستقبل النمو في الولايات المتحدة.
تفاعل الأسواق مع تصريحات بيسنت
في البداية، تفاعلت الأسواق الرقمية بشكل إيجابي مع تصريحات بيسنت، إذ اعتبرها المستثمرون إشارة ضمنية لاحتمال خفض قريب للفائدة، الأمر الذي عادة ما يدعم الأصول عالية المخاطر مثل العملات المشفّرة.
لكن هذا التفاؤل تلاشى سريعًا، بعدما أدرك المتداولون أن أي خفض للفائدة قد يكون بدافع ضعف النشاط الاقتصادي وليس لتحفيزه، وهو ما قد يزيد من حالة التقلّب بدلًا من دعم السيولة.
وأشار محللو منصة غلاسنود (Glassnode) إلى أن بيتكوين فشلت في تجاوز مستوى 113 ألف دولار، وهو مستوى يُعدّ فاصلًا نفسيًا وتقنيًا مهمًا باعتباره متوسط تكلفة حيازة المستثمرين قصيري الأجل. وبقاء الأسعار دون هذا المستوى لثلاثة أسابيع بعد ستة أشهر من التداول فوقه يعكس ضعف الطلب عند المستويات الحالية وتزايد الميل نحو الحذر.
ترقب حذر لتقرير الوظائف الأميركية
ومع استعداد الأسواق الأميركية لاستئناف التداولات يوم الاثنين، يركّز المستثمرون بشدة على تقرير الوظائف الأميركية المنتظر صدوره الجمعة المقبلة، والذي سيكشف عن وتيرة التوظيف واستقرار معدلات البطالة.
أي إشارات إلى تباطؤ في سوق العمل ستُفسّر على أنها دليل على تراجع النشاط الاقتصادي، مما قد يُعيد الجدل حول مدى قدرة الفيدرالي على تحقيق "الهبوط السلس" دون الوقوع في ركود فعلي.
تشير بيانات السوق إلى تغيّرات مهمة في سلوك حاملي بيتكوين على المدى الطويل، إذ خفّضوا وتيرة البيع خلال الأيام الأخيرة، حيث تراجعت الكميات المملوكة لهم بأكثر من 46,000 بيتكوين.
ورغم استمرار بعض عمليات التصريف، إلا أن هذا الانخفاض يشير إلى تحوّل محتمل نحو قناعة استثمارية أطول أمدًا وتقليل عمليات جني الأرباح، وهو ما يمنح السوق دعمًا مؤقتًا في مواجهة الضغوط البيعية.
وفي المقابل، يبدو أن المعدّنين بدأوا يتحولون إلى البائعين الرئيسيين في السوق. فبعد فشل السعر في اختراق مستوى 115,000 دولار، باع المعدّنون ما يقارب 172 مليون دولار من بيتكوين، وهي أكبر عملية تصريف منذ ستة أسابيع، في محاولة لتأمين أرباحهم وسط عدم استقرار السوق.
الضغوط السعرية والسيناريوهات قصيرة الأمد
رغم أن حجم عمليات البيع الأخيرة لا يُعدّ ضخمًا مقارنة بالقيمة السوقية الإجمالية لبيتكوين، إلا أن نشاط المعدّنين غالبًا ما يُعتبر مؤشرًا مبكرًا لتحولات المزاج العام في السوق.
وتشير الموجة الأخيرة من التصريف إلى ميل نحو الحذر وربما تحوّل مؤقت في التوقعات قصيرة الأمد، حيث يسعى المعدّنون إلى موازنة الأرباح والسيولة وسط تقلبات مرتفعة.
ويجري تداول بيتكوين حاليًا حول 107,730 دولارًا، محتفظة بقربها من مستوى الدعم الحيوي 108,000 دولار. تاريخيًا، يمثل هذا المستوى نقطة ارتداد أو كسر حاسمة، إذ كثيرًا ما تراجعت الأسعار أسفله في فترات جني الأرباح.
وفي حال تصاعد الضغوط البيعية، قد تهبط بيتكوين إلى 105,585 دولارًا، وهو أدنى مستوى في أسبوعين، بينما يظل الدعم الأهم عند 103,000 دولار.
إمكانيات الارتداد ونطاقات المقاومة
من الناحية المقابلة، إذا هدأت عمليات البيع واستقرت المعنويات، فقد تشهد بيتكوين ارتدادًا فنيًا نحو 110,000 دولار.
أما اختراق هذا المستوى بثبات فسيُمهّد الطريق أمام اختبار مقاومات أعلى عند 112,500 دولار، مما قد يُعيد الثقة للمستثمرين المتفائلين ويحفّز موجة شرائية جديدة على المدى القصير.
ويُظهر الرسم البياني الشهري لبيتكوين حالة من التردد الفني النادر؛ إذ تتشكل شموع التداول على نحو متقلب دون اتجاه واضح، وهو ما يسميه المتداولون بـ"شمعة الحيرة".
مؤشرات التردد وضعف الزخم الصاعد
تراوحت تداولات أكتوبر بين 103,600 دولار و126,000 دولار، وهي فجوة سعرية أوسع من الشهور الثلاثة السابقة مجتمعة، ورغم ذلك أنهت بيتكوين الشهر بانخفاض طفيف قدره 3.8%.
ويرى المحللون أن هذا النمط يشير إلى تباطؤ في الزخم الصاعد واحتمال دخول السوق في مرحلة تجميع أفقي مؤقتة، بانتظار محفزات جديدة.
ويظهر مؤشر MACD الشهري، وهو أداة فنية لقياس قوة الاتجاه، تباطؤًا واضحًا في الزخم، مع تباعد هبوطي يشبه ما حدث قبيل قمة 2021، وهو ما يثير الحذر بين المتداولين المحترفين.
العوامل الخارجية المؤثرة والآفاق المستقبلية
يأتي هذا التردد رغم أنباء إيجابية مثل خفض الفائدة الأميركية المحتمل وتحسن العلاقات التجارية بين واشنطن وبكين، إلا أن هذه التطورات لم تُترجم إلى دعم قوي للأسواق الرقمية.
ويُعزى ذلك إلى أن الأسواق باتت تشكك في جدوى هذه الإشارات الإيجابية في ظلّ تباطؤ النمو العالمي.
كذلك، يعكس أداء بيتكوين الحالي ارتباطًا متزايدًا بمؤشر الدولار الأميركي (DXY)؛ فإذا استعاد الدولار قوته، كما حدث في فترات سابقة، فقد يضيف ذلك ضغوطًا إضافية على أسعار الأصول الرقمية.
وفي المحصلة، يبقى السيناريو الأقرب حاليًا هو استمرار التداول ضمن نطاق عرضي مائل للهبوط حتى ظهور محفزات اقتصادية جديدة، بينما العودة القوية فوق 116,000 دولار ستكون إشارة حاسمة على استئناف الموجة الصعودية.
التحليل الفني لبيتكوين
نظرة فنية عامة
تتحرك بيتكوين (BTC) منذ مطلع أكتوبر ضمن نطاق عرضي متذبذب، يعكس حالة من الحيرة بين المشترين والبائعين، مع تراجع تدريجي في الزخم الصاعد الذي كان واضحًا منذ منتصف العام.
وتُظهر المؤشرات الفنية على الأطر الزمنية المتوسطة والطويلة أن السعر يمرّ بمرحلة تجميع (Consolidation) عقب موجة صعود قوية استمرت أكثر من ثمانية أشهر، وهو سلوك معتاد في الأسواق الصاعدة طويلة الأمد، حيث تميل الأسعار إلى التوقف المؤقت قبل تحديد اتجاه جديد.
المستويات الفنية الرئيسية
1. مستويات الدعم (Support Levels):
-
108,000 دولار:
يمثل هذا المستوى الدعم الأولي والحيوي في الوقت الحالي، إذ يشكّل الحد السفلي للنطاق العرضي الأخير. وقد أظهر السوق مرونة واضحة عند هذا المستوى أكثر من مرة، ما يجعله خط الدفاع الأول أمام أي تصحيح أعمق. -
105,585 دولار:
يُعد هذا المستوى الدعم الثانوي الذي تمت ملامسته سابقًا في ذروة عمليات البيع الأخيرة. كسره سيعني احتمال توسع الهبوط نحو مستويات أدنى. -
103,000 دولار:
هذا هو الدعم الرئيسي متوسط الأمد، الذي في حال كسره بثبات، فقد يدفع السعر نحو 100,000 دولار، وهو مستوى نفسي قوي ومنطقة تجميع محتملة للمشترين على المدى الطويل. -
96,800 دولار:
يُعتبر هذا المستوى الدعم العميق وأحد المستويات التي قد يستهدفها السوق في حال ضعف الطلب بشكل واضح. يمثل هذا الحاجز مستوى التوازن بين العرض والطلب خلال موجة الارتفاع السابقة في الربع الثالث من 2024.
2. مستويات المقاومة (Resistance Levels):
-
110,000 دولار:
يمثل هذا المستوى المقاومة الفورية التي فشل السعر في تجاوزها مؤخرًا. اختراقها بثبات يومي سيعدّ إشارة أولية على عودة المشترين إلى السيطرة. -
112,500 دولار:
تُعد هذه المقاومة النقطة الفاصلة بين الحياد والميل الإيجابي. تجاوزها سيمنح السوق دفعة قوية نحو إعادة اختبار القمة السابقة. -
115,000 دولار:
يمثل هذا المستوى مقاومة نفسية رئيسية. وهو المستوى الذي شهد عنده نشاط بيع مكثف من المعدّنين خلال الأسابيع الماضية. نجاح السعر في تجاوزه بثبات قد يغيّر المشهد العام كليًا ويعيد الزخم الإيجابي بقوة. -
118,600 – 120,000 دولار:
منطقة مقاومة مزدوجة قوية تجمع قمم أكتوبر ونوفمبر السابقة. اختراقها بإغلاق أسبوعي سيكون تأكيدًا حاسمًا على استئناف الاتجاه الصاعد واستهداف مناطق جديدة قرب 125,000 – 128,000 دولار.
المؤشرات الفنية المساندة
-
مؤشر القوة النسبية (RSI):
يتحرك RSI حاليًا قرب مستوى 47 على الإطار اليومي، ما يشير إلى حالة توازن بين القوى الشرائية والبيعية دون أي تشبّع سعري واضح، لكنه يميل طفيفًا نحو الجانب السلبي، مما يدعم احتمالات بقاء السعر ضمن نطاق جانبي قصير الأمد. -
مؤشر MACD:
يُظهر تباعدًا هبوطيًا خفيفًا، حيث تتقاطع خطوط المؤشر دون الصفر للمرة الأولى منذ أربعة أشهر. هذا يعكس ضعف الزخم الصاعد، إلا أن بقاء المؤشر قريبًا من مستوى الصفر يوحي بإمكانية ارتداد قريب إذا تم الحفاظ على الدعم الحالي. -
المتوسطات المتحركة (MA):
-
المتوسط المتحرك لـ50 يومًا (MA50) يستقر عند 109,400 دولار، ويتقاطع حاليًا مع السعر، ما يجعل هذا المستوى نقطة محورية لمتابعة اتجاه المدى القصير.
-
المتوسط المتحرك لـ200 يوم (MA200) يقع عند 98,700 دولار، وهو مستوى دعم رئيسي طويل الأمد، ويُعدّ خط الدفاع الأخير أمام أي انعكاس هيكلي في الاتجاه العام.
-
السيناريوهات المحتملة للفترة المقبلة
السيناريو الإيجابي (الارتداد الصاعد):
إذا حافظت بيتكوين على الدعم بين 107,000 و108,000 دولار، واستطاعت تجاوز 110,000 دولار بإغلاق يومي قوي، فقد نرى عودة تدريجية للمشترين.
اختراق 112,500 دولار سيعزز هذا السيناريو، ويفتح الطريق نحو 115,000 ثم 120,000 دولار. هذا الارتداد سيكون أكثر ترجيحًا إذا جاءت بيانات الوظائف الأميركية ضعيفة، لأنها ستعزز توقعات خفض الفائدة وبالتالي تحفيز شهية المخاطرة.
السيناريو السلبي (الهبوط التصحيحي):
في المقابل، إذا فشل السعر في الحفاظ على الدعم عند 108,000 دولار، فقد يزداد الضغط البيعي بسرعة.
كسر مستوى 105,585 دولار سيؤدي إلى تصحيح أعمق نحو 103,000 دولار، بينما كسر هذا الأخير قد يدفع الأسعار نحو 100,000 دولار وربما 96,800 دولار.
هذا السيناريو سيزداد احتمالًا في حال جاءت بيانات التوظيف الأميركية قوية، ما يدعم بقاء الفائدة مرتفعة لفترة أطول، ويؤدي إلى تراجع السيولة في أسواق الأصول الخطرة.
خلاصة فنية
في ضوء المعطيات الحالية، تبقى بيتكوين محصورة بين دعم 108,000 دولار ومقاومة 110,000 دولار.
كسر أي من الطرفين سيحدد الاتجاه المقبل بوضوح، بينما استمرار التداول داخل هذا النطاق سيعني مرحلة انتظار وترقب قبل صدور بيانات اقتصادية جديدة قادرة على تحريك السوق.
ويمكن القول إن السيناريو الصاعد ما زال قائمًا مشروطًا بالحفاظ على الدعم الحالي، لكن فقدانه سيحوّل الصورة نحو نطاق تصحيحي أوسع يمتد حتى مستويات 100,000 دولار قبل أي محاولة ارتداد قوية جديدة.
