الدولار يرتفع وسط ترقب خطاب باول في جاكسون هول والنيوزيلندي يتراجع بعد خفض الفائدة
ارتفع الدولار الأميركي لليوم الثالث على التوالي مع ترقّب الأسواق لندوة جاكسون هول للفيدرالي، بينما هبط الدولار النيوزيلندي إلى أدنى مستوياته منذ 4 أشهر بعد خفض بنك نيوزيلندا سعر الفائدة. تحليل شامل للتحركات النقدية، توقعات الفائدة، والتأثيرات الفنية على سوق العملات.
شهدت الأسواق المالية العالمية يوم الأربعاء تقلبات كبيرة في سوق العملات، إذ صعد الدولار الأميركي لليوم الثالث على التوالي، مع ترقّب المستثمرين لندوة جاكسون هول السنوية التي ينظمها مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، بحثاً عن أي مؤشرات حول مستقبل السياسة النقدية، خصوصاً إمكانية خفض أسعار الفائدة الشهر المقبل.
في المقابل، تعرض الدولار النيوزيلندي لهبوط حاد بعد إعلان بنك الاحتياطي النيوزيلندي خفض سعر الفائدة، وهو ما أثر على العملات الأخرى المرتبطة بالاقتصادات الناشئة والمستقرة.
أداء مؤشر الدولار الأميركي
ارتفع مؤشر الدولار الأميركي، الذي يقيس قوة العملة مقابل سلة من ست عملات رئيسية، بنسبة 0.1% ليصل إلى 98.438، وهو أعلى مستوى له منذ 12 أغسطس. ويأتي هذا الصعود بعد مكاسب تراوحت نحو 0.4% في أول يومين من الأسبوع، مدفوعاً بتوقعات الأسواق حول سياسات الاحتياطي الفيدرالي.
المستثمرون يترقبون خطاب رئيس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، المقرر يوم الجمعة، حيث يسعى المتعاملون لمعرفة ما إذا كانت هناك أي إشارات قد تعارض توقعات الأسواق بشأن خفض الفائدة الشهر المقبل، والتي تُقدَّر احتمالاتها حالياً بـ84%. كما أن الأسواق تسعّر خفضاً إضافياً بإجمالي 54 نقطة أساس بنهاية العام.
وكانت البيانات الاقتصادية قد دعمت هذه التحركات:
-
بيانات التوظيف الضعيفة في وقت سابق عززت رهانات المستثمرين على خفض الفائدة.
-
بيانات التضخم الاستهلاكي الأخيرة أظهرت ضغطاً محدوداً من الرسوم الجمركية، مما أعطى زخماً إضافياً لرهانات خفض الفائدة.
-
مع ذلك، قراءة أسعار المنتجين المرتفعة الأسبوع الماضي أضافت عنصراً من عدم اليقين، إذ تعقد المشهد أمام قرارات الفيدرالي المقبلة.
باول كان قد أشار في وقت سابق إلى تردده في خفض الفائدة بشكل سريع بسبب الضغوط التضخمية المتوقعة من الرسوم الجمركية خلال الصيف، وهو ما يجعل خطاب جاكسون هول محط أنظار المتعاملين للحصول على أي مؤشرات جديدة.
تراجع الدولار النيوزيلندي بعد خفض الفائدة
هبط الدولار النيوزيلندي، المعروف بـ«الكيوي»، بنسبة 0.9% ليصل إلى 0.5841 دولار، وهو أدنى مستوى له منذ 14 أبريل، بعد إعلان بنك الاحتياطي النيوزيلندي خفض سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس ليصل إلى 3%.
خلفية خفض الفائدة:
ناقش البنك خفضاً أكبر بمقدار نصف نقطة مئوية، لكنه اكتفى بتخفيض ربع نقطة فقط، مع الإبقاء على ميله نحو التيسير الكمي. وأوضح صانعو السياسات أنه إذا استمرت ضغوط التضخم في الانخفاض كما هو متوقع، فسيكون هناك مجال لمزيد من التخفيضات في المستقبل.
توقعات مستقبلية للفائدة:
-
من المتوقع أن ينخفض معدل الفائدة الرسمي إلى 2.7% بحلول الربع الرابع من عام 2025.
-
ثم يستقر بين 2.5% و2.6% في عام 2026.
-
بعد ذلك، يتوقع أن يتراجع تدريجياً إلى ما بين 2.7% و2.8% في عام 2027.
هذه التوقعات توحي بإمكانية حدوث خفض إضافي واحد هذا العام وآخر في أوائل 2026، وهو ما يعكس استمرار السياسة النقدية التيسيرية لدعم النمو.
المؤشرات الاقتصادية في نيوزيلندا:
-
استمرار تباطؤ الاقتصاد المحلي.
-
تراجع التضخم نحو مستويات معتدلة.
-
تعثر التعافي بسبب انكماش إنفاق الأسر والشركات نتيجة عدم اليقين السياسي العالمي، وضعف سوق العمل، وارتفاع تكاليف المعيشة، وانخفاض أسعار المساكن.
تحركات العملات الرئيسية
-
الدولار الأميركي مقابل الفرنك السويسري: ارتفع 0.1% إلى 0.80885.
-
الدولار مقابل الين الياباني: تراجع إلى 147.56 ين.
-
اليورو مقابل الدولار: انخفض 0.2% إلى 1.1626 دولار.
-
الجنيه الإسترليني مقابل الدولار: تراجع 0.2% إلى 1.3463 دولار.
-
الدولار الأسترالي مقابل الدولار: انخفض 0.3% إلى 0.6435 دولار، وهو أدنى مستوى منذ 1 أغسطس.
التحليل الفني لزوج الدولار النيوزيلندي/الدولار الأميركي (NZD/USD):
شهد الزوج هبوطاً مخترقاً مستوى الدعم عند 0.5855، ليستأنف انخفاضه من مستوى 0.6119.
-
الهدف التالي: تصحيح فيبوناتشي 50% من مستوى 0.5484 إلى 0.6119 عند 0.5802، والذي قد يوفر دعماً مؤقتاً للزوج.
-
مستوى المقاومة: أي اختراق لمستوى 0.5906، الذي تحول إلى مقاومة بعد الإعلان، قد يشير إلى تشكيل قاع قصير الأجل.
-
سيناريو الهبوط: الكسر الحاسم لمستوى 0.5802، بالتوازي مع تسارع الهبوط عبر القناة الهابطة قصيرة المدى، قد يؤدي إلى استمرار تصحيح فيبوناتشي بنسبة 61.8% من مستوى 0.5727 نحو أدنى مستوى عند 0.5484، ما يوضح استمرار الضغوط على الكيوي مقابل الدولار.
خاتمة:
تظل أسواق العملات العالمية في حالة ترقب شديدة لمؤشرات الفيدرالي الأميركي خلال خطاب جاكسون هول، حيث سيحدد مدى قوة الدولار في المدى القريب، بينما يواصل الدولار النيوزيلندي تراجعه بعد خفض الفائدة ومخاوف تباطؤ الاقتصاد المحلي. مع استمرار التباين في السياسات النقدية بين الولايات المتحدة ونيوزيلندا، يُتوقع استمرار تقلبات كبيرة في أزواج العملات المرتبطة بهذه الاقتصادات.