الذهب يحقق مكاسب أسبوعية قوية… والفضة تسجّل أعلى مستوى قياسي في تاريخها
سجّلت أسعار الذهب مكاسب أسبوعية جديدة مع إغلاق تعاملات يوم الجمعة 19 ديسمبر/كانون الأول، مقتربةً من أعلى مستوياتها التاريخية، وذلك رغم صعود الدولار الأميركي وارتفاع عوائد سندات الخزانة، إضافة إلى تحذيرات صادرة عن أحد كبار مسؤولي الاحتياطي الفدرالي الأميركي بشأن دقة بيانات التضخم الأخيرة.
وجاء أداء الذهب مدعوماً بتزايد رهانات الأسواق على استمرار السياسة النقدية التيسيرية، بعد خفض الفدرالي الأميركي أسعار الفائدة للمرة الثالثة هذا العام، وهو ما يعزز جاذبية الأصول التي لا تدر عائداً مثل الذهب.
أداء الذهب في الأسواق العالمية
ارتفع سعر الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 0.1% ليصل إلى 4338.37 دولار للأونصة عند التسوية، محققاً مكاسب أسبوعية بلغت 0.9%.
كما صعدت العقود الأميركية الآجلة للذهب بنسبة مماثلة قدرها 0.1% لتسجّل 4370.10 دولار للأونصة.
ويأتي هذا الأداء القوي في وقت قفز فيه الدولار الأميركي إلى أعلى مستوى له في أكثر من أسبوع، وهو ما يزيد عادةً من تكلفة الذهب المقوّم بالدولار على حائزي العملات الأخرى، ويشكّل عامل ضغط على الأسعار، إلا أن المعدن الأصفر تجاهل هذه الضغوط.
الدولار وعوائد السندات… ضغوط محدودة التأثير
شهد مؤشر الدولار الأميركي استقراراً قرب أعلى مستوياته في أسبوع، بالتزامن مع ارتفاع عوائد سندات الخزانة الأميركية لأجل عشر سنوات، وهي عوامل غالباً ما تؤدي إلى تراجع أسعار الذهب.
غير أن الأسواق أبدت مرونة واضحة، مدفوعة بتوقعات خفض الفائدة واستمرار حالة عدم اليقين بشأن مسار التضخم الأميركي.
الفضة تتفوّق وتسجّل رقماً قياسياً جديداً
في تطور لافت، سجّلت أسعار الفضة قفزة تاريخية، حيث ارتفعت في المعاملات الفورية إلى 66.89 دولار للأونصة، وهو أعلى مستوى قياسي لها على الإطلاق.
وحقق المعدن الأبيض مكاسب استثنائية بلغت نحو 125% منذ بداية العام، متفوقاً بشكل واضح على الذهب الذي سجّل ارتفاعاً سنوياً بنحو 65%، ما يعكس زيادة شهية المستثمرين تجاه الفضة سواء لأغراض التحوّط أو الاستخدامات الصناعية.
تصريحات الفدرالي الأميركي وتأثيرها على الأسواق
قال رئيس الاحتياطي الفدرالي في نيويورك، جون ويليامز، يوم الجمعة، إن بيانات التضخم لشهر نوفمبر ربما تأثرت بـ"عوامل فنية" أدت إلى تشويه الصورة الحقيقية لمؤشرات الأسعار.
وأوضح ويليامز، خلال حديثه في برنامج Squawk Box على قناة CNBC، أن صعوبات في جمع البيانات خلال شهر أكتوبر والنصف الأول من نوفمبر أدت إلى تشوه بعض الفئات، ما ساهم في انخفاض مؤشر أسعار المستهلكين بنحو عُشر نقطة مئوية تقريباً عن مستواه الطبيعي.
تفاعل الأسواق ورؤية المحللين
من جانبه، قال بارت ميليك، الرئيس العالمي لاستراتيجيات السلع الأساسية لدى TD Securities، إن الأسواق تشهد حالياً ردود فعل مرتبطة بقوة الدولار وارتفاع العوائد، إلى جانب تحسّن طفيف في شهية المخاطرة منذ اليوم السابق.
وأضاف أن الأسواق تميل إلى التماسك دون تسجيل قمم جديدة، بعد أن خفّض مجلس الاحتياطي الفدرالي الأميركي أسعار الفائدة في ديسمبر بمقدار 25 نقطة أساس، وهو ما ساهم في إعادة تسعير الأصول المالية.
بيانات التضخم الأميركية ودعم الذهب
وأظهرت البيانات الاقتصادية أن أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة ارتفعت بنسبة 2.7% على أساس سنوي في نوفمبر/تشرين الثاني، وهو مستوى أقل من توقعات خبراء الاقتصاد التي بلغت 3.1%، رغم استمرار الضغوط المرتبطة بارتفاع تكاليف المعيشة.
وكان الفدرالي الأميركي قد خفّض أسعار الفائدة مؤخراً بمقدار ربع نقطة مئوية، في ثالث وآخر خفض هذا العام، وهو ما يدعم عادةً الطلب على الذهب باعتباره ملاذاً آمناً في بيئة أسعار فائدة منخفضة.
أداء بقية المعادن النفيسة
وعلى صعيد المعادن النفيسة الأخرى، ارتفعت أسعار البلاتين بنسبة 0.5% لتصل إلى 1924.59 دولار للأونصة، بعد أن لامست أعلى مستوى لها في أكثر من 17 عاماً.
في المقابل، تراجعت أسعار البلاديوم بنسبة 1.1% لتسجّل 1677.68 دولار للأونصة، بعد أن كانت قد سجلت أعلى مستوى لها في نحو ثلاث سنوات.