- الرئيسية
- الأخبار
- أخبار السلع والمعادن والمؤشرات
- الذهب والفضة يحطمان الأرقام القياسية مع تصاعد رهانات خفض الفائدة وتفاقم التوترات الجيوسياسية
الذهب والفضة يحطمان الأرقام القياسية مع تصاعد رهانات خفض الفائدة وتفاقم التوترات الجيوسياسية

سجلت أسواق المعادن النفيسة انطلاقة قوية مع بداية تعاملات يوم الاثنين، حيث اندفع كل من الذهب والفضة إلى مستويات تاريخية غير مسبوقة، في ظل بيئة عالمية تتسم بتراجع التضخم الأميركي، ضعف سوق العمل، وتصاعد التوترات الجيوسياسية، ما عزز الرهانات على أن الاحتياطي الفيدرالي بات أقرب إلى تبني دورة خفض للفائدة قد تبدأ في وقت مبكر من يناير المقبل.
وجاءت هذه القفزات السعرية في توقيت حساس للغاية، قبل عطلات أعياد الميلاد، وهو ما يعكس حجم القلق الكامن في الأسواق، ويؤكد أن الطلب على الملاذات الآمنة لا يزال مرتفعاً، سواء من قبل المستثمرين الأفراد أو المؤسسات الكبرى والبنوك المركزية.
قمم تاريخية جديدة للذهب مع تصاعد رهانات السياسة النقدية
سجلت أسعار الذهب العالمية مستويات قياسية جديدة خلال تعاملات صباح الاثنين، مواصلة سلسلة مكاسب قوية دفعت المعدن الأصفر إلى أفضل أداء سنوي له منذ أكثر من أربعين عاماً.
ويُنظر إلى هذا الصعود على أنه نتيجة مباشرة لتلاقي عدة عوامل رئيسية في آنٍ واحد، أبرزها:
-
بيانات اقتصادية أميركية أضعف من المتوقع
-
تراجع واضح في وتيرة التضخم
-
ارتفاع معدلات البطالة
-
ازدياد التوترات الجيوسياسية
-
توقعات متزايدة بخفض أسعار الفائدة
وقد عززت هذه العوامل مجتمعة من جاذبية الذهب كأحد أهم أصول الملاذ الآمن التقليدية، خاصة في ظل تراجع العوائد الحقيقية على السندات، واستمرار الضغوط على الدولار الأميركي.
أداء سنوي استثنائي: الذهب يرتفع 67% والفضة تقفز 125%
منذ بداية العام، ارتفع الذهب بنحو 67%، وهو أداء نادر الحدوث تاريخياً، ويعكس تحوّلاً هيكلياً في شهية المستثمرين تجاه المعدن النفيس. في المقابل، سجلت الفضة قفزة أكثر حدة، إذ ارتفعت بنسبة 125% منذ مطلع العام، مستفيدة من مزيج من الطلب الاستثماري والمضاربي، إلى جانب اختلالات حادة في جانب المعروض.
ويُعزى هذا الأداء القوي إلى عدة محركات رئيسية:
-
مشتريات قياسية من قبل البنوك المركزية
-
تدفقات قوية إلى الصناديق المتداولة المدعومة بالسبائك
-
مخاوف متزايدة بشأن الاستقرار الجيوسياسي
-
توقعات طويلة الأجل بتراجع قيمة العملات الورقية
بيانات التضخم الأميركي: نقطة التحول في توقعات الأسواق
أظهرت أحدث البيانات أن أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة ارتفعت بنسبة 2.7% على أساس سنوي خلال نوفمبر، وهي قراءة جاءت دون توقعات خبراء الاقتصاد الذين رجحوا ارتفاعاً بنسبة 3.1%، وفقاً لاستطلاع أجرته وكالة «رويترز».
هذا التباطؤ في التضخم أعاد إحياء الآمال بأن الاحتياطي الفيدرالي بات يمتلك مساحة أوسع لتخفيف سياسته النقدية، لا سيما في ظل إشارات واضحة على تدهور سوق العمل الأميركي، مع ارتفاع معدلات البطالة واستمرار الضغوط على التوظيف.
الفيدرالي الأميركي بين البيانات والضغوط السياسية
يراهن المتعاملون حالياً على أن الاحتياطي الفيدرالي قد يُقدم على خفض أسعار الفائدة مرتين خلال عام 2026، رغم أن البيانات الاقتصادية الصادرة الأسبوع الماضي لم تمنح صورة واضحة تماماً لمسار السياسة النقدية المستقبلية.
ويأتي ذلك في وقت يواصل فيه الرئيس الأميركي دونالد ترمب دعوته العلنية إلى خفض حاد في أسعار الفائدة، في محاولة لدعم النمو الاقتصادي وتقليل تكاليف الاقتراض، ما يضيف بعداً سياسياً إلى قرارات السياسة النقدية.
ومن المعروف أن السياسات النقدية التيسيرية تمثل عاملاً داعماً رئيسياً للذهب والفضة، باعتبارهما من الأصول التي لا تدر عائداً، وبالتالي ترتفع جاذبيتهما كلما انخفضت الفائدة الحقيقية.
التوترات الجيوسياسية تعيد رسم خريطة الطلب على الملاذات الآمنة
إلى جانب العوامل الاقتصادية، لعبت التطورات الجيوسياسية دوراً محورياً في دعم أسعار المعادن النفيسة. فقد كثفت الولايات المتحدة حصارها النفطي على فنزويلا، ما زاد الضغوط على حكومة الرئيس نيكولاس مادورو، وأعاد المخاوف بشأن استقرار إمدادات الطاقة العالمية.
في الوقت نفسه، شنت أوكرانيا هجوماً غير مسبوق على ناقلة نفط تابعة لما يُعرف بـ"أسطول الظل" الروسي في البحر المتوسط، في خطوة تمثل تصعيداً جديداً في الصراع، وتفتح الباب أمام مخاطر أوسع على طرق التجارة والطاقة العالمية.
هذه التطورات دفعت المستثمرين إلى تعزيز مراكزهم في الذهب والفضة، باعتبارهما أدوات تحوط فعالة في فترات الاضطرابات الجيوسياسية.
عام تاريخي للمعادن النفيسة منذ 1979
تتجه أسواق المعادن النفيسة إلى اختتام عام يُعد من بين الأكثر استثنائية منذ عام 1979، حيث يسجل كل من الذهب والفضة أقوى مكاسبهما السنوية منذ ذلك الحين.
ووفقاً لبيانات جمعتها «بلومبرغ»، شهدت الصناديق المتداولة المدعومة بالذهب تدفقات إيجابية على مدى خمسة أسابيع متتالية، بينما تُظهر بيانات «مجلس الذهب العالمي» أن إجمالي الحيازات في هذه الصناديق ارتفع في جميع أشهر العام باستثناء شهر مايو.
تعافى الذهب سريعاً بعد تراجعه من ذروته المسجلة في أكتوبر، والتي اعتبرها البعض حينها موجة صعود مبالغاً فيها. إلا أن مؤسسات مالية كبرى، وعلى رأسها غولدمان ساكس، لا تزال ترى أن الاتجاه الصاعد لم يفقد زخمه.
وتتوقع المجموعة أن يصل سعر الذهب إلى 4900 دولار للأونصة كسيناريو أساسي خلال عام 2026، مع وجود مخاطر صعودية، مشيرة إلى أن مستثمري الصناديق المتداولة باتوا ينافسون البنوك المركزية بشكل مباشر على الإمدادات المادية المحدودة من الذهب.
قال ديلين وو، الاستراتيجي لدى «بيبرستون غروب ليمتد»، إن مشتريات البنوك المركزية، إلى جانب الطلب الفعلي والتحوط الجيوسياسي، تشكل دعائم رئيسية لدعم أسعار الذهب على المديين المتوسط والطويل.
وأشار إلى دخول لاعبين جدد إلى السوق، من بينهم مُصدرو العملات المستقرة مثل «تيذر»، إضافة إلى بعض الجهات السيادية التي بدأت بتخزين المعادن النفيسة، ما أضاف طبقة جديدة من الطلب طويل الأجل وعزز مرونة السوق.
الفضة تسجل مستويات تاريخية
ارتفعت الفضة بما يصل إلى 2.7% لتسجل مستوى قياسياً عند 68.9883 دولار للأونصة، مدعومة بتدفقات مضاربية قوية، واستمرار اختلالات المعروض عبر مراكز التداول الرئيسية، خاصة بعد موجة ضغط بيعي تاريخية شهدتها الأسواق في أكتوبر.
كما ارتفع إجمالي حجم التداول على عقود الفضة الآجلة في شنغهاي إلى مستويات قريبة من تلك التي سُجلت خلال فترات الأزمات السابقة، ما يعكس تصاعد الاهتمام العالمي بالمعدن.
البلاتين والبلاديوم يواصلان الصعود القوي
وجاء هذا الصعود بالتزامن مع قيام البنوك بإيداع كميات أكبر من المعدن في الولايات المتحدة للتحوط من مخاطر الرسوم الجمركية، إلى جانب قوة الصادرات إلى الصين، مع بدء تداول العقود في بورصة غوانغتشو للعقود الآجلة.
في المقابل، ارتفع البلاديوم بنسبة 4.4%، مستفيداً من تحسن المعنويات في أسواق المعادن الصناعية.
تحركات الأسعار الفورية
-
الذهب الفوري: 4,414.5 دولار للأونصة (+1.75%) عند الساعة 10:30 بتوقيت تركيا
-
العقود الآجلة للذهب: 4,450 دولار (+1.43%)
-
عقود الفضة: 68.98 دولار (+2.19%)
-
البلاتين: +4%
-
البلاديوم: +4.4%
-
مؤشر بلومبرغ للدولار: -0.1%
اليابان تثير اضطراباً في أسواق العملات
في سياق موازٍ، أثارت اليابان حالة من الترقب في أسواق الصرف، بعدما حذر كبير دبلوماسيي العملة، أتسوشي ميمورا، من اتخاذ إجراءات مناسبة ضد التقلبات المفرطة في سوق العملات.
ورغم رفع بنك اليابان سعر الفائدة الأسبوع الماضي وتبنيه خطاباً أكثر تشدداً، واصل الين تراجعه، وسط خيبة أمل الأسواق من غياب إشارات واضحة بشأن المسار المستقبلي للسياسة النقدية، إضافة إلى مخاوف تتعلق بالتوسع المالي والصحة المالية للبلاد.
توقعات فنية طويلة الأجل: الذهب والفضة في دورة صعود ممتدة
يرى ريتش روس، رئيس التحليل الفني في Evercore ISI، أن الذهب يشهد اختراقاً فنياً واضحاً مقابل الدولار الأميركي، مع استهداف مستوى 5400 دولار للأونصة، مدعوماً بضعف الدولار وتراجع العوائد.
أما الفضة، فيصفها روس بأنها تدخل دورة فائقة طويلة الأجل، بعد اختراق تشكيل فني تاريخي استمر 45 عاماً، مع هدف سعري طموح عند 100 دولار للأونصة.
الخلاصة
تعكس التحركات الحالية في أسواق الذهب والفضة تحوّلاً عميقاً في المشهد الاستثماري العالمي، حيث تلتقي السياسة النقدية التيسيرية، المخاطر الجيوسياسية، واختلالات العرض والطلب، لتدفع المعادن النفيسة إلى صدارة المشهد كأدوات تحوط واستثمار استراتيجي طويل الأجل.
أخبار ذات صلة
سجّلت أسعار الذهب مكاسب أسبوعية جديدة مع إغلاق تعاملات يوم الجمعة 19 ديسمبر/كانون الأول، مقتربةً من أعلى مستوياتها التاريخية، وذلك رغم صعود الدولار الأميركي وارتفاع عوائد سندات الخزانة .. اقرأ المزيد
ارتفعت أسعار الذهب خلال تعاملات يوم الأربعاء، مقتربة من تسجيل قمة قياسية جديدة، بعدما أظهر تقرير الوظائف في الولايات المتحدة ارتفاع معدل البطالة خلال شهر نوفمبر، الأمر الذي عزز توقعات .. اقرأ المزيد
شهدت أسعار الفضة العالمية ارتفاعًا استثنائيًا خلال تعاملات يوم الأربعاء، لتسجل مستوى قياسيًا جديدًا، مدفوعة بتزايد الإقبال على الملاذات الآمنة في ظل تصاعد المخاوف المتعلقة بأداء الاقتصاد الأمريكي .. اقرأ المزيد
واصلت أسعار الذهب العالمية تسجيل مكاسب قوية خلال التعاملات الآسيوية ليوم الاثنين، لتستقر قرب أعلى مستوياتها في نحو شهرين، مستفيدة من تراجع الدولار الأميركي وانخفاض عوائد سندات الخزانة .. اقرأ المزيد
شهدت الأسواق العالمية في ختام تداولات يوم الجمعة تباينًا واضحًا في أداء العملات والسلع، حيث واصل الدولار الأمريكي خسائره للأسبوع الثالث على التوالي، في حين ارتفعت أسعار الذهب إلى ...اقرأ المزيد
لامست أسعار الذهب أعلى مستوياتها في سبعة أسابيع خلال تعاملات الجمعة، مستفيدة من التحول التدريجي في توقعات الأسواق بشأن مسار أسعار الفائدة الأمريكية خلال العام المقبل،.اقرأ المزيد
أسعار الصرف في سوريا
محول العملات
روزنامة الأخبار
