الذهب يتجه لتكبد خسارة أسبوعية رغم تصاعد التوترات التجارية وتثبيت الفائدة الأمريكية

تراجعت أسعار الذهب خلال تداولات الجمعة 1 أغسطس/آب، وسط ضغوط ناتجة عن قوة الدولار الأمريكي وتثبيت الفيدرالي لأسعار الفائدة، إضافة إلى تصاعد التوترات التجارية بعد فرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رسومًا جمركية جديدة على عشرات الدول. ويبدو أن الذهب يتجه نحو تسجيل خسارة أسبوعية، بعد أن أنهى شهر يوليو على خسارة شهرية رغم الإقبال المتزايد على الملاذات الآمنة.

أداء أسعار الذهب اليوم

سجلت أسعار الذهب تراجعًا ملحوظًا خلال تعاملات اليوم الجمعة، في مستهل شهر أغسطس/آب، متجهة نحو خسارة أسبوعية جديدة بعد تسجيلها خسارة شهرية خلال يوليو.

 

هذا التراجع جاء نتيجة ضغوط مجتمعة أبرزها ارتفاع الدولار الأمريكي بعد فرض رسوم جمركية أمريكية جديدة، وتثبيت الفيدرالي لأسعار الفائدة، وسط حالة من الترقب الحذر في الأسواق قبل صدور تقرير الوظائف الأمريكية المرتقب لاحقًا اليوم.

 

أشار المحلل في شركة "ماركس" (Marex)، إدوارد مير، إلى أن أسعار الذهب تواصل تحركاتها ضمن نطاق يتراوح بين 3,250 و3,450 دولارًا للأونصة منذ شهرين، مرجحًا إمكانية كسر الحد الأدنى لهذا النطاق قريبًا.

 

وعلّل ذلك بقوة الدولار المدعومة بتوجهات السياسة النقدية المتشددة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي، وهو ما يشكل ضغطًا مباشرًا على الذهب الذي لا يدر عوائد.

 

قرر الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، خلال اجتماعه الأربعاء الماضي، الإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير، ضمن نطاق يتراوح بين 4.25% و4.50%، ما أدى إلى تراجع التوقعات بخفض محتمل للفائدة في اجتماع سبتمبر المقبل. هذا القرار ساهم في دعم قوة الدولار، الأمر الذي انعكس سلبًا على جاذبية الذهب كأصل استثماري، خصوصًا في ظل بيئة العوائد المرتفعة.

قرارات ترامب التجارية

في خطوة مفاجئة،وقع الرئيس الأميركي دونالد ترمب أمراً تنفيذياً لتعديل الرسوم المتبادلة على العديد من الدول التي لم يتم التوصل معها لاتفاقات جمركية، مخفضاً في الوقت ذاته الرسوم على 4 دول عربية. 

 

الرسوم الجديدة تراوحت نسبتها بين 10% وهو الحد الأدنى الذي أعلن عنه في أبريل، و41% التي كانت من نصيب سوريا. وسيتم بدء تنفيذ هذه الرسوم خلال7 أيام من تاريخ توقيع الأمر التنفيذي. 

 

تشير الرسوم إلى أن ترمب تراجع عن زيادة الحد الأدنى للرسوم إلى 15% والتي كان قد أعلنها قبل أسبوع تقريباً.

 

وبحسب اللائحة التي نشرها البيت الأبيض، فإن ترمب رفع نسبة الرسوم على 20 دولة بينها تركيا وسويسرا وكندا، في حين خفضها على 40 دولة، وذلك مقارنة بالمستويات التي أعلنها في أبريل الماضي، في إطار ما أطلق عليه اسم "يوم التحرير".

 

ومع ذلك، ترك ترمب الباب مفتوحاً أمام الدول لتقديم عروض جديدة بخصوص توقيع اتفاقيات تجارية مع بلاده، وقال في تصريحات لشبكة NBC News: "هذا لا يعني أن أحدهم لن يأتي خلال أربعة أسابيع ليقترح صفقة ما".

 

وأشار ترامب إلى أن الولايات المتحدة جمعت 26 مليار دولار من عائدات الرسوم في يونيو، وفقاً لبيانات وزارة الخزانة، وأضاف: "سنجني مئات المليارات من الدولارات، وبسرعة كبيرة".

 

ارتفع معدل التضخم في الولايات المتحدة خلال شهر يونيو، مدفوعًا بتأثير تطبيق الرسوم الجمركية الجديدة التي ساهمت في رفع تكلفة العديد من السلع. في هذا السياق، تتحول أنظار المستثمرين نحو تقرير الوظائف الأمريكية المنتظر صدوره لاحقًا اليوم، والذي يُعد مؤشرًا هامًا في تقييم التوجه المستقبلي للفيدرالي بشأن أسعار الفائدة.

لماذا يتأثر الذهب بأسعار الفائدة والدولار؟

يُعد الذهب من الأصول التي لا تدر عائدًا، لذا فإن بيئة أسعار الفائدة المنخفضة تزيد من جاذبيته كأداة تحوط، والعكس صحيح. ومع ثبات الفائدة عند مستويات مرتفعة، إلى جانب قوة الدولار، يتراجع الإقبال على المعدن الأصفر. وفي ظل ارتفاع مؤشر الدولار إلى أعلى مستوياته منذ 29 مايو، تصبح تكلفة حيازة الذهب أعلى بالنسبة لحائزي العملات الأخرى، ما يُضعف الطلب عليه.

أداء الذهب عند تسوية الأمس

عند تسوية تعاملات يوم الخميس، انخفضت العقود الآجلة للذهب تسليم ديسمبر –الأكثر نشاطًا– بنسبة 0.12% أو ما يعادل 4.2 دولار لتسجل 3348.60 دولارًا للأوقية. هذه الخسارة اليومية تُضاف إلى خسارة شهرية بلغت 0.42% في يوليو، وذلك رغم تزايد الإقبال على الملاذات الآمنة نتيجة اقتراب موعد سريان الرسوم الجمركية الأمريكية الجديدة.

الذهب والدولار الآن

خلال تعاملات الجمعة عند الساعة 11:00 بتوقيت تركيا :

  • الذهب الفوري تراجع بنسبة 0.11% إلى 3,286 دولارًا للأونصة، منخفضًا بنسبة 1.2% منذ بداية الأسبوع.

  • العقود الآجلة الأمريكية انخفضت بنسبة 0.33% إلى 3,337 دولارًا للأونصة.

  • مؤشر الدولار ارتفع بنسبة 0.11% ليصل إلى 99.84، وهو أعلى مستوى منذ أواخر مايو.

أداء المعادن النفيسة الأخرى

  • الفضة الفورية تراجعت بنسبة 0.80% إلى 36.42 دولارًا للأونصة.

  • البلاتين ارتفع بنسبة 0.4% إلى 1,295.76 دولارًا.

  • البلاديوم انخفض بنسبة 0.44% إلى 1,201 دولارًا.

ورغم هذه التغيرات الطفيفة، فإن جميع المعادن النفيسة تتجه لتسجيل خسائر أسبوعية، في ظل التوترات العالمية وارتفاع الدولار.

 

خلاصة وتوقعات

بين تثبيت أسعار الفائدة الأمريكية، وتزايد حدة الحرب التجارية، وتماسك الدولار عند مستويات مرتفعة، يجد الذهب نفسه في وضع حرج يفقد فيه الزخم الصعودي. ومع اقتراب صدور بيانات الوظائف الأمريكية، يترقب المستثمرون ما إذا كانت ستعزز التوجه المتشدد للفيدرالي، مما قد يُبقي الضغوط على الذهب لفترة أطول.

 

لكن في المقابل، تبقى التوترات الجيوسياسية والتجارية عاملًا داعمًا للذهب على المدى المتوسط، ما يعني أن أي تصعيد أو خيبة أمل في الاتفاقات التجارية قد تدفع المستثمرين مجددًا نحو المعدن الأصفر كملاذ آمن.

تم التحديث في: الجمعة, 01 آب 2025 10:58
حقوق النشر © جميع الحقوق محفوظة لشركة أصول