- الرئيسية
- الأخبار
- أخبار السلع والمعادن والمؤشرات
- الذهب يستقر بعد أكبر مكاسب يومية في شهرين مدعوماً بتوقعات خفض أسعار الفائدة الأميركية
الذهب يستقر بعد أكبر مكاسب يومية في شهرين مدعوماً بتوقعات خفض أسعار الفائدة الأميركية

استقر سعر الذهب اليوم بعد أن سجل في جلسة الجمعة الماضية أكبر قفزة يومية له منذ شهرين، مدعوماً بتوقعات متزايدة بخفض وشيك لأسعار الفائدة الأميركية على خلفية بيانات توظيف ضعيفة، وتصاعد التوترات التجارية العالمية إثر فرض الرئيس الأميركي دونالد ترامب رسوماً جمركية قاسية على عدد من الدول.
هذا المزيج من العوامل السياسية والاقتصادية دفع المستثمرين للعودة إلى الذهب كملاذ آمن، وسط تزايد الرهانات على مزيد من المكاسب في الأفق.
أداء أسعار الذهب اليوم
استهل الذهب تعاملات الأسبوع الجديد بحذر، محافظاً على استقراره النسبي بعد أن حقق أكبر مكاسب يومية له خلال شهرين في جلسة الجمعة الماضية.
ويأتي هذا الأداء في وقت يواصل فيه المستثمرون تقييم تأثير بيانات التوظيف الأميركية الضعيفة، وتداعيات الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، على توجهات السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي.
تيم ووترر، كبير المحللين في شركة KCM Trade، أشار إلى أن المعدن الثمين بدأ الأسبوع بتراجع طفيف نتيجة عمليات جني أرباح واستقرار نسبي في أداء الدولار الأميركي، بعد الارتفاع الحاد في نهاية الأسبوع الماضي. هذا التراجع الطفيف لا ينفي أن الزخم العام للذهب ما يزال صاعدًا في ظل الظروف الراهنة.
تداول الذهب في السوق الفوري قرب مستوى 3,360 دولاراً للأونصة، بعد أن قفز بنسبة 2.2% في جلسة الجمعة، مدفوعاً بعاملين رئيسيين:
-
تباطؤ حاد في وتيرة التوظيف في الولايات المتحدة، ما عزز التوقعات بخفض وشيك في أسعار الفائدة.
-
تصعيد في الحرب التجارية بعد أن فرض ترامب رسوماً جمركية تعتبر الأقسى منذ ثلاثينيات القرن الماضي.
هذا المزيج من التباطؤ الاقتصادي والتوترات السياسية دفع بأسعار الذهب للصعود بقوة، بينما شهدت مؤشرات الأسهم الأميركية تراجعًا ملحوظًا وسط تصاعد المخاوف بشأن التوقعات الاقتصادية.
بيانات الوظائف الأميركية تدفع الأسواق لتسعير خفض الفائدة
أكد تقرير وزارة العمل الأميركية أن عدد الوظائف غير الزراعية قد ارتفع بمقدار 73 ألف وظيفة فقط في يوليو، وهو رقم جاء دون التوقعات بكثير، كما تم تعديل بيانات يونيو إلى 14 ألف وظيفة فقط، في مؤشر على تباطؤ واضح في سوق العمل.
هذا التباطؤ دفع الأسواق لتسعير احتمالية خفض الفائدة في سبتمبر المقبل بنسبة 81%، وفقًا لأداة CME FedWatch، مما وفر دعماً إضافياً لسعر الذهب.
وفي تطور أربك الأسواق، أقال الرئيس ترامب رئيس مكتب إحصاءات العمل بعد ساعات فقط من صدور التقرير، في خطوة أثارت القلق بشأن استقلالية البيانات الحكومية ومصداقية المؤسسات الفيدرالية.
ترامب يُصعّد الحرب التجارية
جاءت التصريحات الأميركية لتزيد من غموض المشهد، إذ قال جيميسون غرير، الممثل التجاري الأميركي، في برنامج Face the Nation على شبكة CBS، إن الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب الأسبوع الماضي على عشرات الدول، من بينها كندا والبرازيل والهند وتايوان، "ستظل سارية"، ولن تكون قابلة للتفاوض في الوقت القريب.
هذه التطورات، إلى جانب بيانات التوظيف السلبية، جعلت الذهب يستفيد بقوة، إذ سجل ارتفاعًا بأكثر من 25% منذ بداية العام، مدعومًا ب:
-
تزايد التوترات الجيوسياسية.
-
اضطراب السياسة الداخلية الأميركية.
-
تزايد مشتريات البنوك المركزية من الذهب.
-
ضعف الثقة في توجهات الفيدرالي الأميركي.
أداء الذهب عند تسوية الجمعة
عند التسوية يوم الجمعة، ارتفعت العقود الآجلة للذهب تسليم ديسمبر بنسبة 1.5% أو ما يعادل 51.2 دولار لتصل إلى 3399.80 دولارًا للأونصة، مسجلة مكاسب أسبوعية بنحو 0.21%.
ويُعزى هذا الأداء الإيجابي إلى التوقعات المتزايدة بأن الفيدرالي سيُعيد النظر في مسار سياسته النقدية، ويتجه نحو خفض أسعار الفائدة في اجتماعه المقبل في سبتمبر، في ظل تباطؤ سوق العمل.
الذهب والدولار في بداية الأسبوع
-
انخفض سعر الذهب الفوري بنسبة 0.12% إلى 3,358 دولارًا للأونصة، بعد مكاسب قوية يوم الجمعة.
-
ارتفعت العقود الآجلة للذهب في الولايات المتحدة بنسبة 0.37% لتصل إلى 3,411 دولارًا.
-
في المقابل، تراجعت عقود مؤشر الدولار بنسبة 0.19% لتسجل 98.74، مما قدم دعمًا إضافيًا للذهب.
أداء المعادن النفيسة الأخرى
-
الفضة الفورية ارتفعت بنسبة 0.2% إلى 37.10 دولارًا للأونصة.
-
البلاتين تراجع بنسبة 0.6% إلى 1,307.52 دولارًا.
-
البلاديوم انخفض بنسبة 0.6% أيضًا ليصل إلى 1,201.44 دولارًا.
"سيتي" يرفع توقعاته لسعر الذهب
في تطور مهم يعكس ثقة متزايدة في صعود الذهب، رفع بنك سيتي يوم الإثنين توقعاته لسعر الذهب خلال الثلاثة أشهر المقبلة إلى 3,500 دولار للأونصة، مقارنة بالتقدير السابق البالغ 3,300 دولار.
كما عدّل البنك نطاق التداول المتوقع للذهب إلى ما بين 3,300 و3,600 دولار، بدلاً من 3,100 إلى 3,500 دولار سابقًا. وأشار التقرير الصادر عن البنك إلى عدة عوامل وراء هذا التفاؤل:
-
تدهور آفاق النمو والتضخم في الولايات المتحدة على المدى القريب.
-
استمرار مخاوف الحرب التجارية والرسوم الجمركية التي فرضتها إدارة ترامب.
-
تزايد الشكوك حول مصداقية المؤسسات مثل الاحتياطي الفيدرالي ومكتب إحصاءات العمل.
-
ضعف الدولار الأميركي نتيجة البيانات الاقتصادية السلبية.
وأضاف التقرير أن الذهب، بصفته أحد أهم الملاذات الآمنة، يستفيد عادة من:
-
انخفاض أسعار الفائدة.
-
الاضطرابات الجيوسياسية.
-
عدم اليقين في السياسات الاقتصادية.
وأشار البنك أيضًا إلى أن الطلب على الذهب قد ارتفع بأكثر من الثلث منذ منتصف عام 2022، ما ساعد على تضاعف الأسعار تقريبًا بحلول منتصف 2025، بفضل:
-
الاستثمارات المؤسسية القوية.
-
مشتريات البنوك المركزية.
-
استقرار الطلب على الحُلي رغم ارتفاع الأسعار.
خاتمة: الذهب في موقع قوة رغم التذبذب قصير الأجل
رغم بعض التقلبات في بداية الأسبوع نتيجة عمليات جني الأرباح، إلا أن المعطيات الأساسية ما تزال تميل لصالح الذهب على المدى المتوسط إلى الطويل، خاصة في ظل ترجيحات خفض الفائدة وتصعيد الحرب التجارية.
وإذا استمرت الظروف الاقتصادية والسياسية على هذا النحو، فإن أسعار الذهب قد تتجه نحو مستويات قياسية جديدة، لتُكرّس موقع المعدن النفيس كأحد أكثر الأصول أمانًا في أوقات الأزمات.