- الرئيسية
- الأخبار
- أخبار السلع والمعادن والمؤشرات
- الذهب يواصل الصعود للأسبوع الرابع مدعوماً بتوقعات خفض الفائدة وتزايد الطلب الاستثماري
الذهب يواصل الصعود للأسبوع الرابع مدعوماً بتوقعات خفض الفائدة وتزايد الطلب الاستثماري

اختتم الذهب تعاملات يوم الجمعة 12 سبتمبر/أيلول على ارتفاع جديد، مسجلاً مكاسب للأسبوع الرابع على التوالي، في وقت تتزايد فيه قناعة الأسواق بأن مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي يتجه نحو خفض أسعار الفائدة خلال اجتماعه المقبل.
أداء أسعار الذهب اليوم
ارتفعت العقود الآجلة للذهب عند التسوية إلى 3,680.72 دولار للأوقية (بزيادة 0.20%)، فيما صعدت العقود الفورية إلى 3,642.21 دولار للأوقية (بزيادة 0.24%). ورغم ذلك، لم يحدّ ارتفاع مؤشر الدولار الأميركي إلى 97.60 نقطة (+0.06%) من شهية المستثمرين نحو المعدن النفيس، ما يعكس قوته كملاذ آمن.
شهدت البيانات الاقتصادية الأميركية الأخيرة تبايناً واضحاً:
-
أسعار المستهلكين ارتفعت بنسبة 0.4% في أغسطس، وهو أسرع معدل نمو منذ سبعة أشهر.
-
في المقابل، سجلت أسعار المنتجين تراجعاً غير متوقع، ما يشير إلى ضغوط انكماشية محتملة في سلاسل التوريد.
-
كما ارتفعت طلبات إعانة البطالة، في إشارة إلى تباطؤ سوق العمل الأميركي.
هذا الخليط المتناقض من المؤشرات يعزز الرهانات على أن الاقتصاد الأميركي يواجه تباطؤاً هيكلياً، ما يدفع الفيدرالي نحو مسار أكثر تيسيراً في السياسة النقدية.
توقعات الفيدرالي: خفض تدريجي للفائدة
تُظهر أداة FedWatch التابعة لـ CME أن الأسواق تمنح احتمالية مرتفعة لخفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماع 17 سبتمبر، مع احتمالية ضعيفة (لكن قائمة) لخفض أكبر بواقع 50 نقطة أساس.
ووفق استطلاع أجرته "رويترز" على 107 من خبراء الاقتصاد، يتفق معظمهم على أن الفيدرالي سيواصل التخفيض التدريجي للفائدة خلال الربع الرابع من 2025.
هذا التوجه يدعم الذهب بقوة، إذ أن الفائدة المنخفضة تقلص تكلفة الفرصة البديلة للاحتفاظ بالمعدن الذي لا يدر عائداً، وتجعل الأصول البديلة مثل السندات أقل جاذبية.
الذهب كملاذ آمن: قوة الدفع من العوامل الجيوسياسية
لم يكن الدعم للذهب مقتصراً على السياسة النقدية الأميركية، بل لعبت المخاطر الجيوسياسية دوراً محورياً، خاصة في ظل:
-
تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة وشركائها.
-
استمرار الحرب الروسية – الأوكرانية وما تسببه من اضطرابات في أسواق الطاقة والغذاء.
-
التوترات في شرق آسيا والشرق الأوسط.
في هذا السياق، ينظر المستثمرون إلى الذهب كأداة للتحوط من المخاطر الجيوسياسية وتذبذب الأسواق.
تحركات البنوك العالمية: توقعات بمزيد من الصعود
رفع بنك يو بي إس توقعاته لأسعار الذهب:
-
إلى 3,800 دولار للأوقية بحلول نهاية 2025.
-
إلى 3,900 دولار بحلول منتصف 2026.
كما عدّل البنك تقديراته لحيازات صناديق المؤشرات المتداولة المدعومة بالذهب (ETFs) لتتجاوز 3,900 طن متري بحلول نهاية 2025، وهو مستوى قريب جداً من الرقم القياسي التاريخي عند 3,915 طن (أكتوبر 2020).
وأشار البنك أيضاً إلى أن مشتريات البنوك المركزية ستظل داعماً أساسياً للأسعار، مع توقعات بشراء 900–950 طناً خلال 2025، بعد مستوى شبه قياسي في 2024 بلغ حوالي 1,000 طن.
لكن "يو بي إس" حذّر في الوقت نفسه من أن المخاطر تكمن في احتمال اضطرار الفيدرالي لرفع الفائدة بشكل مفاجئ إذا شهدت معدلات التضخم قفزات غير متوقعة.
مكاسب قياسية منذ بداية 2025
سجل الذهب ارتفاعاً سنوياً بنسبة 39% منذ مطلع العام، ليصبح من بين أفضل السلع أداءً عالمياً، متقدماً على مؤشرات الأسهم الرئيسية مثل S&P 500.
الأسباب الرئيسية لهذه القفزة:
-
مشتريات البنوك المركزية واسعة النطاق.
-
تصاعد حالة عدم اليقين الجيوسياسي.
-
تزايد التدفقات الاستثمارية نحو صناديق المؤشرات.
كما تمكن الذهب هذا الأسبوع من كسر ذروته المعدلة حسب التضخم، والتي تعود إلى أكثر من 45 عاماً، ما يعكس قوة الطلب الاستثماري طويل الأجل.
المعادن النفيسة الأخرى: صعود جماعي
-
الفضة: ارتفعت بنسبة 1.56% لتغلق عند 42.805 دولار للأوقية.
-
البلاديوم: استقر عند 1,188.34 دولار للأوقية.
-
البلاتين: سجل أيضاً تحسناً طفيفاً، مواكباً الاتجاه الصعودي للمعادن.
هذا الارتفاع الجماعي يعكس أن المستثمرين لا يركزون على الذهب وحده، بل على قطاع المعادن النفيسة ككل كأداة تحوطية واستثمارية.
الصين تدخل المشهد: خطوة لتعزيز مرونة السوق
أعلن بنك الشعب الصيني عن خطة لاستطلاع آراء الجمهور بشأن تبسيط إجراءات استيراد وتصدير الذهب. هذه الخطوة من شأنها:
-
زيادة مرونة سوق المعادن النفيسة.
-
تعزيز سيولة التداول.
-
تسهيل دور الصين كلاعب رئيسي في سوق الذهب العالمي.
النظرة المستقبلية: صعود مع مخاطر محدودة
-
السيناريو الإيجابي: استمرار مسار الفيدرالي التيسيري + ضعف الدولار + استمرار مشتريات البنوك المركزية → يدعم أسعار الذهب نحو 3,800 – 3,900 دولار على المدى المتوسط.
-
السيناريو السلبي: أي مفاجآت تضخمية قوية قد تدفع الفيدرالي إلى رفع الفائدة مجدداً، ما يضغط على الذهب مؤقتاً.
-
المدى الطويل: يظل الذهب مرشحاً للاحتفاظ بجاذبيته كـ "ملاذ آمن" ومخزن للقيمة، خاصة في ظل تزايد المخاطر الجيوسياسية والاقتصادية العالمية.
خلاصة تحليلية
الذهب اليوم ليس مجرد سلعة، بل هو انعكاس مباشر للتقلبات الاقتصادية والجيوسياسية العالمية. ومع استمرار ضعف سوق العمل الأميركي، وتوقعات خفض الفائدة، وتزايد المشتريات الرسمية من البنوك المركزية، فإن الاتجاه العام للذهب يبقى صاعداً، وإن كانت الطريق محفوفة بمخاطر التضخم ومفاجآت السياسة النقدية.