تراجع الذهب بأكثر من 2% لكنه يسجل مكاسب أسبوعية مع صعود الدولار وتراجع رهانات خفض الفائدة

شهدت أسواق المعادن النفيسة تحركات حادة، حيث سجّل الذهب أكبر خسارة يومية له منذ أسابيع متراجعاً بأكثر من 2%، وذلك رغم حفاظه على مكاسب أسبوعية مدعومة بمزيج من التذبذبات الاقتصادية العالمية والتوقعات المتغيرة بشأن السياسة النقدية الأمريكية.

وجاء هذا الهبوط في وقت تتعرض فيه أغلب الأصول المالية لموجة بيع واسعة، مع ارتفاع مؤشر الدولار وتقلص احتمالات خفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي خلال اجتماعه المقبل في ديسمبر.

وبالتوازي مع تراجع الذهب، شهدت أسعار الفضة هبوطاً أكثر حدة، بينما ارتفعت أسعار النفط، مما يعكس حالة عدم التجانس في تحركات الأسواق، نتيجة استمرار حالة الضبابية بعد انتهاء الإغلاق الحكومي الأمريكي الذي تسبب في تعطيل البيانات الاقتصادية المهمة.

أداء أسعار الذهب عند التسوية

سجّلت العقود الآجلة للذهب تسليم ديسمبر خسارة قوية بلغت 2.40%

• ما يعادل 100.3 دولار

• لتسجل عند الإغلاق عند 4094.20 دولار للأوقية

ورغم هذا التراجع اللافت في جلسة اليوم، فإن الذهب أنهى الأسبوع مرتفعاً بنسبة 2.10%، مما يشير إلى أن الزخم الصاعد ما زال قائماً على المدى الأسبوعي، لكن ضغوط السيولة والمضاربات اليومية تؤثر على المسار اللحظي للأسعار أما العقود الفورية للذهب فقد هبطت إلى:

• 4,079.62 دولاراً للأوقية

• بانخفاض 2.19%

ويأتي الهبوط الحاد على خلفية تراجع رهانات الأسواق على خفض الفائدة، وعودة الدولار للارتفاع من جديد.

أداء الدولار الأمريكي

ارتفع مؤشر الدولار الأمريكي إلى مستوى:

• 99.29 نقطة

• بزيادة 0.11%

ويواصل الدولار الضغط على المعادن النفيسة بسبب العلاقة العكسية بين الطرفين، إذ يُعد ارتفاعه إشارة على تحسن الطلب على العملة الأمريكية مقارنة بالأصول البديلة مثل الذهب والفضة.

أداء أسعار الفضة

شهدت الفضة هبوطاً أكثر حدة من الذهب، حيث:

• أغلقت عقود الفضة الآجلة عند 50.68 دولار للأوقية

• بتراجع كبير بلغ 4.67%

ويعكس هذا الانخفاض الحاد حساسية الفضة تجاه تحركات الدولار وتغير توقعات الفائدة، إضافة إلى ارتباطها الوثيق بالطلب الصناعي، والذي يتعرض لضغوط في ظل تباطؤ البيانات الاقتصادية العالمية.

انتهى هذا الأسبوع الإغلاق الحكومي الأمريكي الذي تسبب في تأخير نشر عدد من البيانات الاقتصادية الرئيسية، مثل:

• بيانات التوظيف

• بيانات التضخم

• مؤشرات النشاط الصناعي والخدمي

هذا التأخير وضع الاحتياطي الفيدرالي والمتداولين في موقف صعب، حيث أصبحت الصورة الاقتصادية غير مكتملة، ما أدى إلى زيادة التوتر في الأسواق واتساع فجوة التوقعات بشأن مستقبل أسعار الفائدة وفقاً لأداة CME FedWatch، تغيّرت توقعات الأسواق بقوة خلال الأسابيع الأخيرة:

احتمالات خفض الفائدة في ديسمبر

• تراجعت إلى 46%

• مقارنة بـ 94% قبل شهر واحد فقط

احتمالات تثبيت الفائدة

• ارتفعت إلى 54%

• مقارنة بـ 5.5% فقط قبل شهر

هذا التحول يعكس:

• قلق الفيدرالي من الضغوط التضخمية

• غياب البيانات المحدثة خلال فترة الإغلاق

• رغبة صناع السياسة في تجنب اتخاذ قرار مبني على معلومات غير مكتملة

وتُعد هذه التغيرات السبب الرئيسي في ضغوط البيع التي تعرض لها الذهب خلال جلسة اليوم.

خلاصة تحليلية

رغم الهبوط الحاد في جلسة الجمعة، فإن الذهب ما زال يحافظ على زخمه الأسبوعي بفضل تراجع عوائد السندات خلال الأسبوع وتقلبات الأسواق. لكن قدرة الذهب على مواصلة الصعود خلال الأسابيع المقبلة ستعتمد بشكل رئيسي على:

• البيانات الاقتصادية التي ستصدر بعد انتهاء الإغلاق

• مسار التضخم الأمريكي

• مواقف أعضاء الفيدرالي خلال الفترة التي تسبق اجتماع ديسمبر

• تحركات الدولار وعوائد السندات

وإلى حين وضوح هذه المعطيات، يتوقع أن يظل الذهب في نطاقات تذبذب واسعة بين ضغوط البيع قصيرة المدى ومشتريات التحوّط متوسطة المدى.