الذهب يتراجع مع تحسن شهية المخاطرة وارتفاع الدولار لأعلى مستوى في 3 أسابيع
شهدت أسعار الذهب تراجعاً خلال تداولات اليوم الخميس، الموافق 17 يوليو/تموز، متأثرة بارتفاع مؤشر الدولار الأميركي وتحسن شهية المخاطرة في الأسواق، وسط انحسار التوترات التجارية وتصريحات جديدة من الرئيس دونالد ترامب حول رئيس الفيدرالي جيروم باول.
ورغم تراجع الأسعار، ظل الطلب على الذهب كملاذ آمن صامداً نسبياً، مع استمرار الضبابية بشأن الرسوم الجمركية الأميركية الوشيكة.
أداء أسعار الذهب اليوم
سجّلت أسعار الذهب انخفاضاً في التعاملات الآسيوية، اليوم الخميس، في ظل تحسّن طفيف في معنويات المستثمرين، نتيجة تراجع حدة التوترات السياسية والاقتصادية بين الولايات المتحدة وعدد من شركائها التجاريين.
وقد جاء هذا التراجع بعد أن خفّف الرئيس الأميركي دونالد ترامب من نبرته التصعيدية تجاه رئيس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، وهو ما انعكس إيجاباً على شهية المخاطرة في الأسواق، وأدى إلى تحفيز عمليات البيع قصيرة الأجل للمعدن الأصفر.
وتراجع سعر الذهب الفوري بنسبة 0.50% إلى 3,330 دولاراً للأونصة، في حين هبطت عقود الذهب الآجلة تسليم سبتمبر بنسبة 0.68% لتصل إلى 3,336 دولاراً للأونصة، بالتزامن مع صعود مؤشر الدولار بنسبة 0.41% إلى مستوى 98.47 بحلول الساعة 09:40 صباحاً بتوقيت تركيا.
كما شهدت أسعار المعادن الأوسع نطاقاً ركوداً وسط ضغوط من ارتفاع الدولار الأمريكي ، الذي استقر بالقرب من أعلى مستوى له في ثلاثة أسابيع بعد بيانات التضخم المرتفعة لشهر يونيو.
تصريحات ترامب تخفف الضغط.. لكن الضبابية قائمة
في تصريحات مثيرة للجدل، قال الرئيس دونالد ترامب، أمس الأربعاء، إنه "لا يخطط" لإقالة رئيس الفيدرالي جيروم باول، لكنه لم يستبعد الأمر نهائياً، مشيراً إلى أنه قد يُقدم على تلك الخطوة إذا ظهرت أدلة على "احتيال" في مشروع التجديد الجاري داخل الاحتياطي الفيدرالي.
ورغم أن التصريحات ساهمت في تهدئة المخاوف، فإن استمرار ترامب في انتقاد باول علناً زاد من حالة الترقب في الأسواق.
وقد ازدادت المخاوف حيال مستقبل باول على خلفية تصعيد الرئيس الأميركي هجماته عليه، خاصة في ظل مطالبة بعض الجمهوريين المقربين من ترامب بإقالته فوراً. ويعتقد ترامب أن رئيس الفيدرالي تأخّر كثيراً في خفض أسعار الفائدة، الأمر الذي – بحسب قوله – يهدد النمو الاقتصادي الأميركي، وطالب باتخاذ قرار فوري بخفض الفائدة لدعم الاقتصاد.
الاحتياطي الفيدرالي في موقف حرج
في المقابل، أبدى باول وعدد من أعضاء مجلس الاحتياطي الفيدرالي رغبتهم في الإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير، إلى حين اتضاح الأثر الكامل للرسوم الجمركية الجديدة التي فرضتها إدارة ترامب.
وتشير التوقعات الحالية إلى أن الفيدرالي سيبقي على أسعار الفائدة دون تعديل خلال اجتماعه المرتقب في وقت لاحق من يوليو، خاصة بعد صدور بيانات تضخم المستهلكين والمنتجين والتي أظهرت استمرار الضغوط التضخمية خلال شهر يونيو.
هذا الموقف أعطى دفعة قوية للدولار الأميركي، الذي استقر قرب أعلى مستوياته في ثلاثة أسابيع، بعد سلسلة من المكاسب المستمرة خلال الأسبوع الماضي.
السوق يترقب بيانات اقتصادية جديدة
تتوجه أنظار المستثمرين حالياً إلى البيانات الاقتصادية الأميركية المرتقبة في وقت لاحق من اليوم، والتي تشمل بيانات مبيعات التجزئة وطلبات إعانة البطالة الأسبوعية، إذ من المتوقع أن تقدم هذه البيانات إشارات إضافية حول حالة الاقتصاد الأميركي، وتؤثر بالتالي في قرارات الفيدرالي المستقبلية بشأن السياسة النقدية.
أداء المعادن الثمينة والصناعية
في سوق المعادن، حافظ البلاتين والفضة إلى حد كبير على أدائهما المتفوق مقارنة بالذهب. وارتفع سعر البلاتين الفوري بشكل طفيف إلى 1,424.55 دولاراً للأونصة، بعدما كان قد أغلق فوق مستوى 1,400 دولار في تداولات الأربعاء، وهو ما اعتبره محللو بنك ANZ مؤشراً محتملاً على استمرار الزخم الصاعد للبلاتين.
أما الفضة، فقد انخفض سعرها الفوري بنسبة 0.27% إلى 37.80 دولاراً للأونصة، في ظل ضغوط من ارتفاع الدولار وانخفاض الطلب قصير الأجل.
وفيما يتعلق بالنحاس، استقرت العقود القياسية للنحاس في بورصة لندن للمعادن عند 9,629.75 دولاراً للطن، في حين تراجعت عقود النحاس الأميركية (COMEX) بنسبة 0.44% لتسجل 5.4940 دولاراً للرطل، وسط ضبابية حول آفاق الطلب الصناعي في ظل استمرار التوترات التجارية على الساحة العالمية.
تعليقات المحللين: الدولار يضغط على الذهب
قال كبير محللي السلع في "ريلاينس سكيوريتيز"، في تصريحات لوكالة رويترز، إن تراجع الذهب جاء نتيجة استعادة الدولار قوته وسط حالة من الوضوح النسبي بشأن مصير رئيس الفيدرالي، مؤكداً أن الذهب انخفض نتيجة تلك التطورات.
ورغم التراجع الحالي في أسعار الذهب، لا تزال حالة عدم اليقين بشأن مستقبل السياسة النقدية الأميركية والتوترات التجارية تدعم الطلب طويل الأجل على المعدن الأصفر كأداة تحوط. ومع اقتراب موعد دخول الرسوم الجمركية الجديدة حيز التنفيذ خلال أسبوعين، يتوقع المحللون أن يعود الزخم إلى الذهب مجدداً في حال تصاعدت التوترات مجدداً أو ظهرت مؤشرات سلبية في البيانات الاقتصادية الأميركية.