- الرئيسية
- الأخبار
- أخبار السلع والمعادن والمؤشرات
- أسعار الذهب تشهد تقلبات حادة وسط ترقب الأسواق لقرار الفيدرالي وتصاعد الصراع الإيراني الإسرائيلي
أسعار الذهب تشهد تقلبات حادة وسط ترقب الأسواق لقرار الفيدرالي وتصاعد الصراع الإيراني الإسرائيلي

شهدت أسعار الذهب العالمية تقلبات ملحوظة خلال تداولات يوم الأربعاء، وسط حالة من الترقب الشديد تسود أوساط المستثمرين قبيل صدور قرار السياسة النقدية الحاسم من مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، بالتزامن مع تصاعد التوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط جراء استمرار التصعيد العسكري بين إيران وإسرائيل.
وتأتي هذه التطورات في ظل بيانات اقتصادية أميركية ضعيفة دعمت الرهانات على خفض وشيك في أسعار الفائدة، وهو ما دفع مؤسسات مالية بارزة، مثل بنك "غولدمان ساكس"، إلى رفع توقعاتها لسعر الذهب خلال العامين المقبلين إلى مستويات غير مسبوقة.
أداء أسعار الذهب اليوم
انخفضت أسعار الذهب بشكل طفيف خلال تعاملات الأربعاء، حيث ساد الحذر أسواق المال مع إحجام المستثمرين عن الدخول في رهانات كبيرة قبل صدور قرار السياسة النقدية من مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي.
في الوقت ذاته، تواصلت حالة الترقب تجاه تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط، ولا سيما مع استمرار الحرب الجوية المفتوحة بين إيران وإسرائيل، والتي دخلت يومها السادس وسط تصعيد متبادل للهجمات الصاروخية، رغم الدعوات الأميركية للتهدئة.
وفي هذا السياق، قال محللون في بنك ANZ في مذكرة بحثية إن الذهب يواجه موجة من التقلبات بسبب الارتباك الجيوسياسي في المنطقة، إلى جانب تأثره بالبيانات الاقتصادية الأميركية الضعيفة، التي عززت من رهانات الأسواق على قرب خفض أسعار الفائدة الأميركية.
الضغط على الأسواق العالمية
تطورات الصراع العسكري بين إيران وإسرائيل تصدّرت المشهد الجيوسياسي، حيث تبادلت الدولتان تنفيذ ضربات صاروخية جديدة فجر الأربعاء، في تصعيد إضافي ينذر باتساع رقعة النزاع الإقليمي.
وأكد ثلاثة مسؤولين أميركيين في تصريحات لوكالة "رويترز" أن الولايات المتحدة قررت تعزيز وجودها العسكري في الشرق الأوسط عبر إرسال مزيد من الطائرات المقاتلة، بالإضافة إلى تمديد انتشار قواتها الجوية القائمة في المنطقة، في خطوة تعكس مخاوف واشنطن من تحول المواجهات إلى صراع أوسع.
الرئيس الأميركي دونالد ترامب، من جانبه، وجّه رسالة مباشرة لإيران دعاها فيها إلى "الاستسلام غير المشروط"، ما يعكس تشدد الإدارة الأميركية تجاه طهران في ظل الوضع العسكري المتفاقم.
بيانات اقتصادية أميركية ضعيفة تعزز من فرص خفض أسعار الفائدة
على الجانب الاقتصادي، أظهرت بيانات صدرت يوم الثلاثاء أن مبيعات التجزئة الأميركية تراجعت خلال شهر مايو بأكثر من المتوقع، مدفوعة بانخفاض حاد في مبيعات السيارات، نتيجة تراجع الإقبال الاستباقي من المستهلكين على الشراء قبيل تطبيق زيادات محتملة في الرسوم الجمركية.
كما سجلت بيانات الإسكان والإنتاج الصناعي أيضاً أداءً أضعف من المتوقع، ما زاد من قناعة الأسواق بأن الاقتصاد الأميركي يواجه تباطؤاً في بعض قطاعاته الحيوية.
ويُتوقع على نطاق واسع أن يُبقي الفيدرالي الأميركي على أسعار الفائدة دون تغيير في ختام اجتماعه اليوم، إلا أن تركيز المستثمرين ينصب الآن على التوقعات الاقتصادية المحدثة التي سيصدرها البنك المركزي، وعلى خارطة طريقه المستقبلية بشأن أسعار الفائدة الأساسية.
توقعات "غولدمان ساكس" لأسعار الذهب
وسط هذه البيئة المليئة بالغموض والضبابية، أصدر بنك الاستثمار الأميركي الشهير "غولدمان ساكس" مذكرة توقع فيها أن تشهد أسعار الذهب قفزة نوعية خلال العامين المقبلين، مدفوعة بعدة عوامل، أبرزها:
-
استمرار الطلب الهيكلي القوي من قبل البنوك المركزية العالمية على المعدن النفيس، كجزء من استراتيجيات تنويع الاحتياطيات وتقليل الاعتماد على الدولار.
-
دعم متوقع من صناديق المؤشرات المتداولة (ETFs) التي من المرجح أن تعزز حيازاتها من الذهب مع بدء الاحتياطي الفيدرالي الأميركي بخفض أسعار الفائدة.
وبحسب المذكرة، يرى "غولدمان ساكس" أن الذهب قد يصل إلى مستوى 3700 دولار للأونصة بنهاية عام 2025، قبل أن يتجاوز حاجز 4000 دولار للأونصة في منتصف عام 2026، في حال استمر السيناريو الداعم للطلب وزادت الضغوط التضخمية.
أداء الذهب عند التسوية وتأثير ارتفاع الدولار
رغم تصاعد الطلب على الأصول الآمنة، إلا أن ارتفاع الدولار الأميركي في جلسة الثلاثاء شكّل ضغطاً على أسعار الذهب، ما أدى إلى تراجع العقود الآجلة للمعدن الأصفر عند التسوية.
فقد انخفضت العقود الآجلة لتسليم أغسطس بنسبة 0.30% أو ما يعادل 10.4 دولار لتغلق عند مستوى 3406.90 دولاراً للأونصة.
سعر أونصة الذهب والدولار اليوم
شهد مؤشر الدولار تراجعاً طفيفاً بنسبة 0.24% ليصل إلى 98.16 نقطة أمام سلة من العملات الرئيسية المنافسة، وهو ما جعل الذهب أقل تكلفة نسبياً لحاملي العملات الأخرى، وساهم في التخفيف من الضغوط البيعية على المعدن الأصفر.
وفي تداولات الأربعاء عند الساعة 10:50 بتوقيت تركيا، تراجع الذهب الفوري بنسبة 0.14% ليصل إلى 3384 دولاراً للأونصة، كما هبطت العقود الأميركية الآجلة للذهب بنسبة 0.13% لتسجل 3402 دولاراً.
أداء المعادن النفيسة الأخرى
في بقية أسواق المعادن النفيسة، سجلت الأسعار أداءً متفاوتاً:
-
ارتفعت أسعار الفضة الفورية لتسجل 37.20 دولاراً للأونصة.
-
صعد سعر البلاتين بنسبة 0.4% ليبلغ 1,267.88 دولاراً.
-
كما ارتفع البلاديوم بنسبة 0.69% إلى مستوى 1,066 دولاراً للأونصة.
خلاصة تحليلية
في ظل المعطيات الحالية التي تشمل توترات جيوسياسية متصاعدة، وبيانات اقتصادية ضعيفة، وترقب لقرارات نقدية حاسمة، تبدو سوق الذهب في حالة من اللايقين، لكنها تحظى بدعم طويل الأجل وفقاً لرؤية مؤسسات مالية كبرى.
وإذا ما صدقت توقعات "غولدمان ساكس"، فقد يكون الذهب أمام موجة صعود قوية خلال العامين المقبلين، مدفوعة ببيئة مالية ونقدية أكثر مرونة، ومخاوف مستمرة من أزمات جيوسياسية وركود اقتصادي محتمل.