- الرئيسية
- الأخبار
- أخبار السلع والمعادن والمؤشرات
- الذهب يحقق مكاسب للأسبوع الخامس على التوالي بدعم من خفض الفائدة الأميركية
الذهب يحقق مكاسب للأسبوع الخامس على التوالي بدعم من خفض الفائدة الأميركية

ارتفعت أسعار الذهب العالمية يوم الجمعة 19 سبتمبر/أيلول لتسجل مكاسب للأسبوع الخامس على التوالي، مدفوعة بقرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي خفض أسعار الفائدة للمرة الأولى هذا العام.
ورغم صعود الدولار الأميركي، حافظ المعدن النفيس على زخمه بدعم من التوقعات المتزايدة بمزيد من إجراءات التيسير النقدي، في وقت لا تزال فيه المخاطر المتعلقة بالتضخم وضعف سوق العمل تضغط على السياسة الاقتصادية الأميركية.
مكاسب أسبوعية جديدة للذهب رغم قوة الدولار
أغلقت عقود الذهب الآجلة جلسة يوم الجمعة عند 3,717.52 دولاراً للأوقية بارتفاع قدره 1.07%، فيما صعدت العقود الفورية إلى 3,683.10 دولاراً للأوقية محققة زيادة نسبتها 1.06%.
بهذا الأداء، يواصل الذهب مكاسبه للأسبوع الخامس على التوالي، ما يعكس ثقة المستثمرين بقدرة المعدن النفيس على حماية الثروات في بيئة اقتصادية تتسم بارتفاع المخاطر، خصوصاً مع توجه البنوك المركزية الكبرى نحو سياسات نقدية أكثر مرونة.
أداء الدولار الأميركي
سجل مؤشر الدولار الأميركي ارتفاعاً إلى مستوى 97.65 نقطة، بزيادة نسبتها 0.30% أمام سلة من العملات الرئيسية، بما في ذلك اليورو والجنيه الإسترليني.
تقليدياً، يؤدي صعود الدولار إلى الضغط على أسعار الذهب المقومة به، إلا أن تأثير خفض الفائدة جاء أقوى من دعم الدولار، ما سمح للمعدن الأصفر بمواصلة مكاسبه.
الفضة والمعادن الأخرى: أداء قوي متفاوت
لم يكن الذهب وحده في دائرة المكاسب؛ إذ أنهت عقود الفضة الآجلة تعاملاتها عند 43.313 دولاراً للأوقية، مرتفعة بنسبة 2.84%. كما صعدت الفضة الفورية بنسبة 1.3% لتصل إلى 42.35 دولاراً للأوقية، مدعومة بالطلب الاستثماري المتزايد.
أما المعادن النفيسة الأخرى، فقد ارتفع البلاتين بنسبة 0.3% مسجلاً 1387.62 دولاراً، في حين صعد البلاديوم بنسبة 1.4% ليصل إلى 1166.15 دولاراً، لكنه بقي متجهاً لتسجيل خسارة أسبوعية قدرها 2.6%.
هذا الأداء المتباين يعكس اختلاف ديناميكيات العرض والطلب بين المعادن، حيث لا يزال الذهب والفضة أكثر استفادة من التوجهات النقدية التيسيرية.
تصريحات المحللين: إيجابية حذرة في الأسواق
قال كايل رودا، المحلل لدى كابيتال دوت كوم، إن "المعنويات لا تزال إيجابية، لكنها شهدت تراجعاً طفيفاً بعدما لم يقدم الاحتياطي الفيدرالي التوجيهات الكافية التي تدعم استمرار الارتفاع القوي للذهب".
وأشار رودا إلى أن توقع الأسواق لخفضين إضافيين في أسعار الفائدة خلال 2025 كان عاملاً إيجابياً، إلا أن تصريحات الفيدرالي بشأن خفض واحد فقط في 2026 جاءت أكثر تشدداً مما توقعت الأسواق، وهو ما انعكس بارتفاع العائدات والدولار نسبياً.
سياسة الفيدرالي الأميركي
أعلن مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي يوم الأربعاء استئناف خفض أسعار الفائدة، فاتحاً الباب أمام مزيد من إجراءات التيسير النقدي. لكن الرسالة لم تكن مطمئنة بالكامل، إذ أرفق قراره بتحذيرات من استمرار الضغوط التضخمية، ما أثار شكوك المستثمرين بشأن سرعة وتيرة التخفيضات المقبلة.
وأكد رئيس الفيدرالي جيروم باول أن هذه الخطوة تمثل "خفضاً لإدارة المخاطر" في مواجهة ضعف سوق العمل الأميركي، موضحاً أن البنك المركزي يواجه معضلة صعبة بين تحقيق الاستقرار السعري ودعم النمو الاقتصادي.
توقعات الأسواق: خفض إضافي في أكتوبر شبه محسوم
تشير بيانات أداة فيدووتش FedWatch التابعة لمجموعة CME إلى أن المستثمرين يمنحون احتمالية تبلغ 92% لقيام الفيدرالي بخفض إضافي قدره 25 نقطة أساس في اجتماعه المقرر في أكتوبر/تشرين الأول.
ويعتبر هذا التوجه داعماً أساسياً للذهب، إذ أن انخفاض أسعار الفائدة يقلل من تكلفة الفرصة البديلة لحيازة المعدن الأصفر الذي لا يدر عائداً، مما يعزز من جاذبيته مقارنة بالأصول ذات العوائد الثابتة.
التحليل الفني: مستويات دعم ومقاومة حرجة
من الناحية الفنية، يرى المحلل لدى رويترز وانغ تاو أن الذهب الفوري قد يواجه ضغطاً على مستوى 3630 دولاراً للأوقية، وهو ما قد يدفع الأسعار نحو نطاق يتراوح بين 3596 و3617 دولاراً في حال كسر الدعم.
ومع ذلك، فإن الزخم الشرائي القوي، مدعوماً بالتوقعات الاقتصادية العالمية، قد يحافظ على المسار الصاعد للذهب في المدى المتوسط، ما لم يسجل الدولار قفزات أكبر أو تظهر بيانات اقتصادية أميركية أكثر قوة مما هو متوقع.
لا يقتصر دعم أسعار الذهب على قرارات الفيدرالي وحدها؛ إذ أن التوترات الجيوسياسية، وضعف النمو في بعض الاقتصادات الكبرى، وتذبذب أسواق الأسهم والسندات، كلها عوامل تعزز من مكانة المعدن النفيس كملاذ آمن.
كما أن استمرار حالة عدم اليقين بشأن مسار التضخم الأميركي والعالمي يرفع من احتمالية زيادة الطلب على الذهب كأداة تحوط من تآكل القوة الشرائية للعملات.
الخلاصة
يواصل الذهب رحلة مكاسبه للأسبوع الخامس على التوالي، مدعوماً بقرار الفيدرالي بخفض الفائدة وتزايد الرهانات على مزيد من التيسير النقدي خلال الأشهر المقبلة. وبينما يظل الدولار عاملاً ضاغطاً، فإن البيئة الاقتصادية والسياسية العالمية المضطربة تمنح الذهب دعماً إضافياً ليبقى في صدارة الأصول الآمنة التي يقبل عليها المستثمرون.