تراجع طفيف في أسعار الذهب رغم ضعف الدولار وتحسّن شهية المخاطرة

سجلت أسعار الذهب تراجعًا طفيفًا خلال تعاملات يوم الأربعاء، مع عودة شهية المستثمرين للمخاطرة عقب إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن التوصل إلى اتفاق تجاري مع اليابان، قبيل المهلة النهائية التي كان من المتوقع أن تشهد فرض رسوم جمركية جديدة من الجانب الأميركي.

ورغم هذا التراجع الطفيف، ساهم ضعف الدولار الأميركي وانخفاض عوائد سندات الخزانة في الحد من الخسائر التي لحقت بالمعدن النفيس المقوّم بالدولار، ما حافظ على جزء من الزخم الإيجابي للأسعار.

أداء أسعار الذهب اليوم

أعلن الرئيس ترامب أن الولايات المتحدة واليابان توصّلتا إلى اتفاق تجاري جديد يتضمن فرض رسوم جمركية بنسبة 15% على الواردات الأميركية من طوكيو. ويُعد هذا الإعلان خطوة مهمة قبيل الموعد النهائي لفرض رسوم واسعة النطاق، مما ساعد في تهدئة المخاوف التجارية بشكل مؤقت.

من جهته، صرّح وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت أن مسؤولين من الولايات المتحدة والصين سيعقدون اجتماعًا في ستوكهولم الأسبوع المقبل، وذلك من أجل مناقشة إمكانية تمديد المهلة النهائية للتوصل إلى اتفاق تجاري جديد بين البلدين حتى تاريخ 12 أغسطس/آب.

قال تيم واترر، كبير محللي الأسواق في شركة "سي إم تريد"، إن التوصل إلى مزيد من الاتفاقات التجارية قبل الأول من أغسطس قد يؤدي إلى تعزيز شهية المستثمرين للأصول عالية المخاطر مثل الأسهم، مما سينعكس سلبًا على الطلب على الذهب كملاذ آمن وأضاف واترر:

"إذا استمر الضغط على الدولار الأميركي، فإن احتمال عودة الذهب إلى مستوى 3500 دولار للأونصة سيبقى قائمًا على المدى القريب."

قاد السوق الياباني موجة من الارتفاعات في الأسواق الآسيوية خلال تداولات اليوم الأربعاء، مدفوعًا بإعلان الاتفاق التجاري الأميركي الياباني، ما أسهم في تعزيز شهية المخاطرة بين المستثمرين العالميين.

في المقابل، تلقى الذهب دعمًا واضحًا من استمرار ضعف مؤشر الدولار الأميركي، والذي استقر بالقرب من أدنى مستوياته في أسبوعين مقابل سلة من العملات، وهو ما يجعل المعدن الأصفر أقل تكلفة للمستثمرين من خارج الولايات المتحدة.

كما لامست عوائد سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات يوم الثلاثاء أدنى مستوى لها منذ 9 يوليو/تموز، مما زاد من جاذبية الذهب كأداة استثمارية لا تدرّ فائدة.

في تطور لافت، واصل الرئيس الأميركي دونالد ترامب هجومه العلني على رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، واصفًا إياه بـ"الأحمق"، وأضاف أن باول "أبقى أسعار الفائدة مرتفعة جدًا" وأنه "سيغادر منصبه خلال ثمانية أشهر".

هذا الهجوم المتكرر من قبل ترامب يعكس استياءه من السياسة النقدية المتشددة نسبيًا التي ينتهجها الاحتياطي الفيدرالي، والتي يرى ترامب أنها تعيق النمو الاقتصادي وتضعف فرص التوسع التجاري.

أسعار الذهب عند تسوية تعاملات الثلاثاء

رغم التراجعات الطفيفة اليوم، فقد شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا ملحوظًا في جلسة الثلاثاء عند التسوية، مدعومة باستمرار التوترات التجارية مع اقتراب تطبيق الرسوم الجمركية الأميركية، بالإضافة إلى تعثّر المفاوضات مع الاتحاد الأوروبي.

وسجّلت العقود الآجلة للمعدن الأصفر تسليم أغسطس ارتفاعًا بنسبة 1.10% أو ما يعادل 37.6 دولارًا لتصل إلى 3444 دولارًا للأونصة في ختام جلسة الثلاثاء.

حركة أسعار الذهب والدولار الآن

• الذهب الفوري: تراجع بنسبة 0.12% إلى 3428 دولارًا للأونصة عند الساعة 12:00 بتوقيت تركيا، بعدما لامس في وقت سابق من الجلسة أعلى مستوى له منذ 16 يونيو/حزيران.

• عقود الذهب الآجلة: تراجعت بنسبة 0.11% إلى 3440 دولارًا.

• مؤشر الدولار الأميركي: استقر قرب أدنى مستوياته في أسبوعين مقابل سلة العملات الرئيسية.

أداء المعادن النفيسة الأخرى

سجلت المعادن النفيسة الأخرى تراجعًا طفيفًا في تداولات الأربعاء:

• الفضة الفورية: انخفضت بنسبة 0.2% إلى 39.20 دولارًا للأونصة.

• البلاتين: تراجع بنسبة 0.1% إلى 1439.65 دولارًا.

• البلاديوم: هبط بنسبة 0.2% إلى 1272.50 دولارًا.

خلاصة وتوقعات مستقبلية

في ظل تقلبات الأسواق العالمية، يبدو أن الذهب يواجه توازنًا دقيقًا بين عوامل الدعم مثل ضعف الدولار وتراجع العوائد، وضغوط سلبية ناجمة عن تهدئة التوترات التجارية وعودة شهية المخاطرة.

ويُجمع المحللون على أن المسار المستقبلي لأسعار الذهب سيعتمد بشكل أساسي على تطورات الاتفاقات التجارية الأميركية مع كل من اليابان والصين، إضافة إلى السياسات النقدية الأميركية وموقف الاحتياطي الفيدرالي خلال الأشهر المقبلة.