الين الياباني يواصل التراجع أمام الدولار ويقترب من أدنى مستوى في 9 أشهر وسط انكماش اقتصادي

يشهد الين الياباني موجة هبوط متواصلة لليوم الثاني على التوالي في السوق الآسيوية، مقتربًا من أدنى مستوى له في تسعة أشهر مقابل الدولار، وذلك وسط بيانات اقتصادية تُظهر انكماش الاقتصاد الياباني وتوقعات متزايدة باستخدام سياسات مالية تحفيزية بدل تشديد السياسة النقدية يأتي ذلك بالتزامن مع ضغوط عامة على العملات الآسيوية نتيجة تراجع توقعات خفض الفائدة الأمريكية.

أداء الين الياباني اليوم

واصل الين الياباني هبوطه في تعاملات الاثنين مقابل سلة من العملات الرئيسية، ليُسجل خسائر لليوم الثاني على التوالي أمام الدولار الأمريكي، مقتربًا من ملامسة أدنى مستوى في تسعة أشهر.

هذا التراجع جاء مباشرة بعد صدور بيانات أولية تُشير إلى انكماش الاقتصاد الياباني خلال الربع الثالث من العام، وهي بيانات حملت تأثيرًا واضحًا لفرض الرسوم الجمركية الأمريكية على الصادرات اليابانية، ما أدى إلى ضغوط إضافية على العملة.

يشير هذا الأداء المتراجع إلى ضعف زخم النشاط الاقتصادي الياباني، بالإضافة إلى تزايد توقعات السوق بأن بنك اليابان لن يتجه إلى رفع أسعار الفائدة في ديسمبر المقبل، خاصة في ظل التدخل المرتقب من جانب رئاسة الوزراء عبر برامج مالية توسعية.

أكدت البيانات الاقتصادية الضعيفة توجه رئيسة الوزراء اليابانية ساناي تاكايتشي نحو الاستمرار في تنفيذ حزم مالية تحفيزية تستهدف إنعاش الاقتصاد المحلي، بما يشمل دعم الشركات المتضررة من الرسوم الجمركية والضغط التضخمي.

هذه الاستراتيجية التحفيزية تتناقض مع أي توجهات لرفع أسعار الفائدة في الفترة المقبلة، وهو ما يقلل من جاذبية الين لدى المستثمرين، خاصة مع اتساع الفجوة بين العائد الياباني المنخفض وعوائد السندات الأمريكية المرتفعة.

ضغوط عامة على العملات الآسيوية

تراجعت معظم العملات الآسيوية في جلسة الاثنين، وسط تحول واضح في توقعات الفائدة الأمريكية.
وكان الوون الكوري الجنوبي الأكثر تضررًا، حيث ارتفع زوج الدولار/وون بنسبة 0.8%، في حين سجلت العملات التالية تحركات ملحوظة:

• الدولار/يوان (الصيني المحلي والخارجي): ارتفاع بنحو 0.1%.

• الدولار/الروبية الهندية: أداء مستقر دون تغير كبير.

• الدولار/الدولار السنغافوري: ارتفاع بنسبة 0.2%.

ويعكس هذا الأداء ضغوطًا مشتركة مصدرها الدولار القوي وغياب البيانات الأمريكية بسبب الإغلاق الحكومي.

الدولار الأمريكي يقترب من أعلى مستوياته

ارتفع مؤشر الدولار الأمريكي بنسبة 0.1%، وكذلك ارتفعت العقود الآجلة للمؤشر بالنسبة نفسها، في إشارة إلى استمرار قوة العملة الأمريكية مدفوعة بانخفاض احتمالات خفض الفائدة في ديسمبر إلى ≈40% فقط.

يأتي هذا في ظل تصريحات متشددة من أعضاء الاحتياطي الفيدرالي، الذين أكدوا أن التضخم ما يزال بعيدًا عن المستوى المستهدف، وأن سوق العمل لم يظهر تباطؤًا كافيًا لبدء دورة تيسير نقدي.

كما أدى إغلاق الحكومة الأمريكية إلى انقطاع تدفق البيانات الاقتصادية، وعلى رأسها تقرير الوظائف غير الزراعية (NFP)، ما خلق حالة من الحذر وقلل شهية المخاطرة لصالح الدولار.

نظرة سعرية تفصيلية لأداء الين الياباني

• سعر صرف الدولار/ين اليوم

ارتفع زوج الدولار/ين بنسبة 0.2% إلى 154.79 ين مقابل سعر الافتتاح عند 154.52ين، فيما بلغ أدنى مستوى خلال الجلسة 154.37ين

أنهى الين تعاملات الجمعة منخفضًا بنحو 0.1% فقط أمام الدولار، في محاولة محدودة للتعافي من أدنى مستوى في تسعة أشهر عند 155.04 ينات.

• الأداء الأسبوعي للين الياباني

فقد الين حوالي 0.75% خلال الأسبوع الماضي، مسجلًا ثالث خسارة أسبوعية خلال شهر واحد يرجع هذا الأداء إلى تأثير تصريحات تاكايتشي الداعمة للتحفيز المالي، والتي تُضعف أي توقعات لتشديد السياسة النقدية.

انكماش الاقتصاد الياباني: أضعف نمو في 6 أرباع

أظهرت البيانات الأولية للناتج المحلي الإجمالي انكماشًا بنسبة 1.8% سنويًا خلال الربع الثالث – وهي قراءة ضعيفة مقارنة بالأرباع السابقة، لكنها جاءت أفضل من متوسط توقعات السوق عند 2.5%.

وعلى أساس ربع سنوي، تراجع الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 0.4%، وهو ما يشير إلى فقدان الاقتصاد لزخمه بعد فترة نمو متواضع.

محركات الانكماش:

• السبب الرئيسي: تضرر الصادرات اليابانية بفعل الرسوم الجمركية الأمريكية.

• الاستهلاك الخاص: ارتفع بشكل محدود جدًا نظرًا للضغوط التضخمية المرتفعة التي تواجه الأسر اليابانية.

• نقطة القوة الوحيدة: الإنفاق الرأسمالي للشركات، والذي ارتفع رغم التحديات التجارية، مما يوحي بمرونة القطاع الصناعي.

هذا الأداء يؤكد ضرورة تدخل الحكومة عبر التحفيز المالي، ويضعف منطق رفع أسعار الفائدة اليابانية في ظل ضعف اقتصادي واضح.

تراجع توقعات خفض الفائدة الأمريكية يضيف ضغوطًا على آسيا

يرى المستثمرون أن الفيدرالي لن يخفف سياسته النقدية قريباً، نتيجة:

• استمرار التضخم فوق المستهدف

• مرونة سوق العمل

• تصريحات متشددة من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي

• تأخر البيانات الأمريكية بسبب الإغلاق الحكومي

هذا الخليط جعل الدولار أكثر جاذبية، ودفع العملات الآسيوية وعلى رأسها الين نحو المزيد من الضعف.

التحليل التقني المختصر لزوج الدولار/الين (USD/JPY)

الاتجاه العام ما يزال صاعدًا بقوة طالما السعر فوق 153.00¥.

أهم مستويات الدعم

• 154.30¥: أقرب دعم لحظي.

• 153.80¥: دعم متوسط الأجل.

• 153.00¥: دعم رئيسي وكسره يغيّر الاتجاه.

• 152.20¥: دعم قوي في حال امتداد الهبوط.

أهم مستويات المقاومة

• 155.00¥: أهم مقاومة حالية واختراقها يفتح الطريق لصعود جديد.

• 155.40¥: مقاومة تالية وقمّة سابقة.

• 156.20¥: هدف محتمل عند استمرار قوة الدولار.

• 157.00¥: مقاومة طويلة الأجل وقد تستدعي تدخلًا من اليابان.

سيناريوهات التحرك

السيناريو الصعودي (الأرجح)

اختراق 155.00ين يقود نحو 155.40 ثم 156.20¥.

السيناريو الهبوطي (تصحيحي)

كسر 154.30ين يهبط بالسعر إلى 153.80 ثم 153.00¥.

خلاصة

يشهد الين الياباني ضغوطًا مزدوجة ناتجة عن ضعف الاقتصاد المحلي ومعطيات السياسة النقدية الأمريكية، ما يهبط بالعملة إلى مستويات حرجة قرب أدنى مستوى في تسعة أشهر.

وبينما تتجه الحكومة اليابانية نحو التحفيز المالي، يبقى بنك اليابان بعيدًا عن أي رفع للفائدة، الأمر الذي يجعل من الصعب توقع انتعاش سريع للين في المدى القريب، خاصة مع قوة الدولار عالميًا.