أسعار النفط ترتفع من أدنى مستوياتها في 4 أشهر وسط ضغوط المخزونات الأمريكية وترقب اجتماع أوبك+
سجلت أسعار النفط الخام ارتفاعاً طفيفاً في تداولات الخميس بعد تراجعها الحاد إلى أدنى مستوياتها في أربعة أشهر خلال الجلسة السابقة وتأتي هذه التحركات وسط بيانات صادمة عن ارتفاع مخزونات النفط الأمريكية بأكثر من المتوقع، ومخاوف الأسواق من زيادة إضافية في إمدادات تحالف أوبك+ خلال الشهر المقبل، فضلاً عن تأثيرات الإغلاق الحكومي الأمريكي الذي يزيد من حالة الضبابية وعدم اليقين في الأسواق العالمية.
أداء أسعار النفط اليوم
شهدت العقود الآجلة للنفط تحسناً طفيفاً في تداولات آسيا يوم الخميس، حيث ارتفعت عقود خام برنت لشهر ديسمبر بنسبة 0.5% إلى 65.67 دولار للبرميل، بينما صعدت عقود خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بنفس النسبة تقريباً لتسجل 62.09 دولار للبرميل.
ويأتي هذا التعافي المحدود بعد أن انخفض كلا الخامين القياسيين إلى أدنى مستوياتهما منذ نحو أربعة أشهر يوم الأربعاء، مسجلين خسائر أسبوعية تقارب 7% حتى الآن. وتظل المعنويات ضعيفة نتيجة مزيج من المخاوف المرتبطة بزيادة المعروض النفطي وتراجع الطلب العالمي على الطاقة.
المخزونات الأمريكية تفاجئ الأسواق
أحد أبرز عوامل الضغط على أسعار النفط جاء من البيانات الأمريكية الأخيرة، حيث كشفت إدارة معلومات الطاقة (EIA) أن مخزونات النفط الخام ارتفعت بمقدار 1.8 مليون برميل خلال الأسبوع المنتهي في 26 سبتمبر، وهو ما تجاوز التوقعات البالغة 1.5 مليون برميل.
وهذه الزيادة تعد الأولى منذ ثلاثة أسابيع، ما اعتبر إشارة على تباطؤ نشاط التكرير وضعف الطلب المحلي.
كما أظهرت البيانات ارتفاع مخزونات البنزين بمقدار 300 ألف برميل لتصل إلى 228.7 مليون برميل، إضافة إلى صعود مخزونات المقطرات بنحو 600 ألف برميل لتسجل 120.9 مليون برميل، وهو ما عزز المخاوف من وجود تخمة في المعروض بالأسواق الأمريكية.
ترقب اجتماع أوبك+ واحتمالات زيادة الإنتاج
من ناحية أخرى، يترقب المستثمرون اجتماع تحالف أوبك+ المقرر في الخامس من أكتوبر وسط توقعات ببحث زيادة إضافية في الإنتاج خلال نوفمبر.
وكان التحالف قد أقر سابقاً زيادة متواضعة بمقدار 137 ألف برميل يومياً لشهر أكتوبر، إلا أن بعض التقارير تشير إلى إمكانية مناقشة رفع أكبر قد يصل إلى 500 ألف برميل يومياً.
وتثير هذه التكهنات قلق الأسواق من أن تؤدي أي زيادة كبيرة في المعروض إلى مفاقمة الضغوط السعرية، خاصة مع المؤشرات السلبية على جانب الطلب العالمي.
الإغلاق الحكومي الأمريكي يزيد المخاطر
لم تقتصر التحديات على عوامل المعروض والمخزونات فحسب، بل زادت الأوضاع السياسية في الولايات المتحدة من تعقيد المشهد. فقد دخلت الحكومة الأمريكية في إغلاق جزئي يوم الأربعاء بعد فشل الكونغرس في تمرير مشروع قانون التمويل.
هذا التطور قد يؤدي إلى تأخير إصدار بيانات اقتصادية رئيسية مثل تقرير الوظائف غير الزراعية وبيانات التضخم، وهو ما يحرم المستثمرين من مؤشرات بالغة الأهمية حول اتجاه الطلب على الطاقة والسياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي.
وعلى نطاق أوسع، ساهمت الأزمة السياسية في واشنطن في زيادة حالة عدم اليقين داخل الأسواق المالية العالمية، ما أدى إلى تراجع شهية المخاطرة والضغط على الأصول المرتبطة بالنمو مثل النفط والمعادن الصناعية.
نظرة مستقبلية: ما بين الضغوط والدعم
-
استمرار زيادة المخزونات الأمريكية يشير إلى ضغوط هبوطية محتملة على الأسعار.
-
قرارات أوبك+ المقبلة ستكون حاسمة في تحديد توازن العرض والطلب خلال الأسابيع المقبلة.
-
الإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة قد يزيد من تقلبات الأسواق عبر تعطيل البيانات الاقتصادية الضرورية.
-
من جهة أخرى، أي تحسن في الطلب الآسيوي أو الصيني قد يوفر دعماً للأسعار ويحد من الخسائر.
خلاصة:
تعيش أسواق النفط حالياً حالة من التوازن الهش بين ضغوط المعروض وارتفاع المخزونات الأمريكية من جهة، والترقب الحذر لاجتماع أوبك+ من جهة أخرى ومع دخول الإغلاق الحكومي الأمريكي على الخط، تبدو الأسواق مقبلة على فترة مليئة بالتقلبات، حيث ستتحدد اتجاهات الأسعار وفقاً لمخرجات اجتماع المنتجين الكبار والتطورات الاقتصادية العالمية.