- الرئيسية
- الأخبار
- أخبار السلع والمعادن والمؤشرات
- النفط يصعد بعد قرار أوبك+ تعليق زيادة الإنتاج وسط تراجع بيانات المصانع في آسيا ومخاوف المعروض العالمي
النفط يصعد بعد قرار أوبك+ تعليق زيادة الإنتاج وسط تراجع بيانات المصانع في آسيا ومخاوف المعروض العالمي

ارتفعت أسعار النفط خلال تعاملات اليوم الاثنين، مدعومة بقرار تحالف أوبك+ تعليق خطط زيادة الإنتاج في الربع الأول من عام 2026، في خطوة تهدف إلى تهدئة المخاوف من تخمة المعروض العالمي. إلا أن المكاسب ظلت محدودة بفعل ضعف بيانات المصانع في آسيا، التي تشير إلى استمرار التباطؤ الصناعي في أكبر مناطق استهلاك النفط بالعالم.
أداء أسعار النفط اليوم
صعدت عقود خام برنت تسليم يناير 2026 بنسبة 0.37% لتصل إلى 65.01 دولارًا للبرميل بحلول الساعة 04:24 صباحًا بتوقيت غرينتش، بعد أن أنهت جلسة الجمعة مرتفعة بـ 7 سنتات.
أما خام غرب تكساس الوسيط الأميركي فقد ارتفع بنسبة 0.34% إلى 61.19 دولارًا للبرميل، بعد مكاسب سابقة بلغت 41 سنتًا في الجلسة الأخيرة من الأسبوع الماضي.
اتفق تحالف منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاؤها، المعروفون باسم أوبك+، خلال اجتماع الأحد، على زيادة الإنتاج بمقدار 137 ألف برميل يوميًا لشهر ديسمبر 2025، وهو نفس مستوى الزيادة الذي اعتمدته المجموعة لشهري أكتوبر ونوفمبر.
لكن البيان الختامي للتحالف أشار إلى أن الدول الثماني الكبرى في التحالف قررت تعليق زيادات الإنتاج خلال أشهر يناير وفبراير ومارس من عام 2026، مبررة القرار بعوامل موسمية وبالحاجة إلى استقرار السوق في ظل حالة عدم اليقين المتعلقة بالعرض والطلب العالميين.
تحليل الخبراء : نهج حذر واستمرار المخاطر الروسية
قالت هيليما كروفت، المحللة في آر بي سي كابيتال، إن القرار يعكس "مجالاً واسعًا لتبني نهج حذر في المرحلة المقبلة"، مشيرةً إلى أن الربع الأول من العام المقبل قد يشهد تقلبات في الإمدادات وضعفًا متوقعًا في الطلب.
وأضافت أن روسيا لا تزال تشكل عاملاً رئيسيًا في تذبذب المعروض، خصوصًا بعد العقوبات الأميركية المفروضة على شركتي "روسنفت" و"لوك أويل"، إضافةً إلى الهجمات المتكررة على البنية التحتية للطاقة الروسية.
هجمات أوكرانية على موانئ النفط الروسية
وفي سياق متصل، أفادت التقارير بأن ميناء توابسي، أحد أهم الموانئ النفطية الروسية على البحر الأسود، تعرض لهجوم بطائرات مسيّرة أوكرانية يوم الأحد، ما تسبب في اندلاع حريق وأضرار لحقت بناقلة نفط واحدة على الأقل.
ويأتي هذا التطور في وقت تزداد فيه الهجمات الأوكرانية على منشآت الطاقة الروسية، ما يضيف ضغوطًا إضافية على أسواق النفط العالمية.
أداء النفط خلال أكتوبر
سجل كلٌّ من خام برنت وخام غرب تكساس الوسيط تراجعًا بأكثر من 2% خلال شهر أكتوبر، ليكون الانخفاض الثالث على التوالي، كما بلغا أدنى مستوى لهما في خمسة أشهر في 20 أكتوبر.
جاء هذا التراجع وسط مخاوف من وفرة المعروض العالمي واستمرار الضغوط الاقتصادية المرتبطة بالرسوم الجمركية الأميركية، والتي أثرت على النشاط الصناعي والطلب على الطاقة.
أظهر استطلاع أجرته وكالة رويترز أن المحللين أبقوا توقعاتهم لأسعار النفط دون تغيير كبير، إذ قابل ارتفاع إنتاج أوبك+ وضعف الطلب العالمي تأثير المخاطر الجيوسياسية على المعروض.
وتراوحت تقديرات فائض سوق النفط بين 190 ألفًا إلى 3 ملايين برميل يوميًا، وهو ما يعكس استمرار حالة التوازن الهش بين قوى العرض والطلب في الأسواق العالمية.
ذكرت إدارة معلومات الطاقة الأميركية يوم الجمعة أن إنتاج النفط الخام الأميركي ارتفع بمقدار 86 ألف برميل يوميًا في أغسطس 2025، ليصل إلى 13.8 مليون برميل يوميًا، وهو أعلى مستوى إنتاج في التاريخ الأميركي الحديث.
ويُعد هذا الارتفاع مؤشراً على أن الولايات المتحدة تواصل تعزيز مكانتها كأكبر منتج عالمي للطاقة، في وقت تحاول فيه أوبك+ ضبط التوازن بين العرض والطلب عبر قرارات إنتاج حذرة.
في سياق منفصل، نفى الرئيس الأميركي دونالد ترامب يوم الجمعة أن تكون بلاده تفكر في شن ضربات داخل فنزويلا، رغم تصاعد التوقعات بأن واشنطن قد توسع قريباً عملياتها ضد شبكات تهريب المخدرات.
ويرى محللون أن أي تصعيد أميركي في أمريكا اللاتينية قد تكون له انعكاسات على صادرات النفط الفنزويلية، وبالتالي على توازن الأسواق.
تباطؤ الاقتصاد الآسيوي يحد من المكاسب
تزامنت هذه التطورات مع تراجع الطلب الصناعي في آسيا، وفقاً لمسوح الأعمال الصادرة لشهر أكتوبر، والتي أظهرت انخفاض الطلب على الصادرات نتيجة ضعف الطلب الأميركي وارتفاع الرسوم الجمركية المفروضة من إدارة ترامب.
ويشير المحللون إلى أن استمرار تباطؤ القطاع الصناعي الآسيوي، وخاصة في الصين واليابان وكوريا الجنوبية، سيظل عاملاً ضاغطًا على الطلب العالمي على الطاقة خلال الأشهر المقبلة.
نظرة مستقبلية: بين التحليل الأساسي والفني
من منظور التحليل الأساسي (Fundamental Analysis)، يُتوقع أن تبقى أسعار النفط مدعومة نسبيًا بقرار أوبك+ الحذر وباستمرار المخاطر الجيوسياسية في روسيا وأوكرانيا والشرق الأوسط.
ومع ذلك، فإن ارتفاع الإنتاج الأميركي القياسي واستمرار تباطؤ الطلب في آسيا قد يفرضان ضغوطًا على الأسعار، مما يجعل نطاق التداول المتوقع خلال الربع الأول من 2026 بين 62 و68 دولارًا لخام برنت.
أما من منظور التحليل الفني (Technical Analysis)، فإن أسعار خام برنت تواجه مستوى مقاومة قويًا عند 66.50 دولارًا، وهو الحد الأعلى للقناة السعرية الحالية، في حين يشكل مستوى 63 دولارًا منطقة دعم رئيسية. كسر أحد هذين المستويين قد يحدد الاتجاه المقبل للسوق، إما نحو 70 دولارًا في حال اختراق المقاومة، أو إلى 60 دولارًا في حال فقدان الدعم.
بصورة عامة، تشير المؤشرات إلى أن سوق النفط ستبقى في نطاق تذبذب ضيق على المدى القصير، بانتظار وضوح مسار السياسات الاقتصادية الأميركية والتطورات الجيوسياسية التي قد تعيد رسم مشهد الطاقة العالمي.
