أسعار النفط تتراجع تحت ضغط ضعف الطلب العالمي وقرارات حاسمة من أوبك+

تراجعت أسعار النفط اليوم وسط مخاوف من ضعف الطلب العالمي، بعد إعلان "أوبك+" تمديد تخفيضات الإنتاج حتى نهاية 2026 وتأجيل زيادة المعروض. يشير ذلك إلى تحديات متزايدة تواجه سوق النفط بسبب زيادة الإنتاج من خارج المجموعة وضعف الطلب في الأسواق الرئيسية مثل الصين.

أسعار النفط في تعاملات اليوم

شهدت أسعار النفط انخفاضًا طفيفًا في التعاملات الآسيوية المبكرة اليوم الجمعة، حيث تراجعت عقود خام برنت الآجلة بمقدار 9 سنتات أو 0.1% لتصل إلى 72 دولارًا للبرميل. كما انخفضت عقود خام غرب تكساس الوسيط الأميركي بمقدار 4 سنتات أو 0.1% لتسجل 68.27 دولارًا للبرميل.

عوامل الضغط على الأسعار

1. ضعف الطلب العالمي:
   • تراجع الطلب الصيني، أكبر مستورد للنفط في العالم.
   • توقعات بحدوث فائض في المعروض خلال 2025 نتيجة زيادة الإنتاج من الأميركتين.
2. زيادة الإنتاج من خارج "أوبك+":
   • الارتفاع المتواصل في إنتاج النفط من دول غير أعضاء في المجموعة.
3. التطورات الجيوسياسية:
   • النزاعات في الشرق الأوسط وأوكرانيا دعمت الأسعار لفترة قصيرة، لكنها لم تستطع تغيير التوقعات السلبية طويلة المدى.

قرارات "أوبك+" وتأثيرها على السوق

• تمديد تخفيضات الإنتاج:
  قررت "أوبك+"، التي تضخ حوالي نصف الإنتاج العالمي من النفط، تمديد تخفيضات الإنتاج حتى نهاية 2026 بدلاً من تقليصها بدءًا من أكتوبر 2024.

• تأجيل زيادة الإنتاج:
  أرجأت المجموعة بدء زيادة الإنتاج لمدة ثلاثة أشهر إضافية حتى أبريل 2025، استجابةً لتباطؤ الطلب العالمي وزيادة المعروض من خارج المجموعة.

تصريحات وتحليلات الخبراء

• قلق بشأن فائض المعروض:
  موكيش ساهديف، رئيس التحليلات في ريستاد إنرجي، أكد أن "الإعلان يظهر بوضوح قلق المجموعة من فائض محتمل في السوق".

• آراء المحللين:

  • وفقًا لـ"مورغان ستانلي"، رغم استمرار توقع فائض في العام المقبل، فإن "أوبك+" أظهرت استعدادها لاتخاذ خطوات توازن السوق، مما دفع البنك لرفع توقعاته لأسعار خام برنت إلى 70 دولارًا للبرميل خلال النصف الثاني من العام المقبل.
  • محللو "ستاندرد تشارترد" أشاروا إلى أن خطة "أوبك+" الجديدة ستخفض كمية النفط المضافة في السوق بنسبة 61% مقارنة بالنهج السابق.

التوقعات المستقبلية

• من المتوقع أن تبقى أسعار النفط تحت ضغط خلال 2025، وسط استمرار ضعف الطلب الصيني وزيادة الإنتاج من الأميركتين.
• إلا أن القرارات الأخيرة لتحالف "أوبك+" قد تخفف من حدة الفائض المتوقع، ما يساعد في تحقيق استقرار نسبي للأسعار ضمن نطاقات مقبولة.

الخاتمة : تواجه أسواق النفط تحديات معقدة، حيث يتعين على "أوبك+" الموازنة بين ضعف الطلب العالمي والزيادة في الإنتاج من خارج المجموعة. ورغم الإجراءات التي اتخذها التحالف، يبقى المستقبل محاطًا بعدم اليقين، ما يستدعي متابعة مستمرة للتطورات في الأسواق العالمية