النفط يسجل أكبر مكاسب أسبوعية منذ يونيو وسط هجمات أوكرانيا وتقييد صادرات روسيا

اختتمت أسعار النفط تعاملات يوم الجمعة 26 سبتمبر/ أيلول على ارتفاع ملحوظ، مسجلة أكبر مكاسب أسبوعية منذ يونيو/ حزيران الماضي جاء الصعود مدفوعاً بتصاعد الهجمات الأوكرانية على البنية التحتية للطاقة في روسيا، التي دفعت موسكو إلى فرض قيود جديدة على صادرات الوقود، إلى جانب مخاوف الأسواق من خفض إنتاج الخام.

ورغم هذا الدعم، واجهت الأسعار ضغوطاً محدودة من البيانات الاقتصادية الأميركية القوية واستئناف صادرات النفط من إقليم كردستان العراق.

أداء أسعار النفط في الأسواق العالمية

• صعدت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 66 سنتاً أو 0.99% لتغلق عند 70.03 دولار للبرميل.

• ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي بمقدار 74 سنتاً أو 1.14% لتسجل 65.72 دولار للبرميل.

وعلى الصعيد الأسبوعي، حقق الخامان القياسيان مكاسب تتجاوز 4%، وهي الأكبر منذ الأسبوع المنتهي في 13 يونيو/ حزيران، مدفوعين بمزيج من العوامل الجيوسياسية والاقتصادية.

العوامل الجيوسياسية الداعمة لصعود الأسعار

قال توني سيكامور، المحلل لدى "آي.جي"، إن استمرار الضربات الأوكرانية ضد البنية التحتية النفطية الروسية لعب دوراً محورياً في ارتفاع الأسعار. وأوضح أن هذه الهجمات، إلى جانب:

• تحذيرات حلف شمال الأطلسي لروسيا بشأن الاستعداد للرد على الانتهاكات الجوية،

• وقرار موسكو وقف صادرات رئيسية من الوقود،

قد خلقت بيئة داعمة للأسعار، عززت من المخاوف بشأن المعروض العالمي للطاقة.

قرارات روسيا بشأن صادرات الوقود والإنتاج

أعلن نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك يوم الخميس أن بلاده ستفرض حظراً جزئياً على صادرات الديزل حتى نهاية العام، مع تمديد الحظر الحالي على صادرات البنزين.

وتأتي هذه الإجراءات في وقت تواجه فيه روسيا تراجعاً في طاقتها التكريرية بسبب الضربات الأوكرانية، وهو ما يدفعها للاقترب من خفض إنتاج الخام، بينما تعاني بعض المناطق المحلية من نقص في أنواع معينة من الوقود.

عوامل إضافية دعمت مكاسب النفط

خلال الأسبوع، لامس الخامان أعلى مستوياتهما منذ الأول من أغسطس/ آب، وذلك بدعم من:

• انخفاض مفاجئ في مخزونات الخام الأميركية، ما يشير إلى قوة الطلب المحلي.

• استمرار الضغوط الأوكرانية على منشآت الطاقة الروسية، مما يحد من التوقعات بشأن استقرار الإمدادات.

الضغوط على الأسعار من الاقتصاد الأميركي وصادرات كردستان

رغم هذه المكاسب، واجهت أسعار النفط بعض الضغوط:

1. الاقتصاد الأميركي: ذكر مكتب التحليلات الاقتصادية أن الناتج المحلي الإجمالي نما بنسبة معدلة بالرفع بلغت 3.8% في الربع السابق على أساس سنوي، وهو ما يعكس قوة الاقتصاد. وقد تدفع هذه البيانات مجلس الاحتياطي الفيدرالي إلى التريث في مزيد من خفض أسعار الفائدة، بعد أن أجرى خفضاً أولياً الأسبوع الماضي بمقدار 25 نقطة أساس.

2. صادرات كردستان العراق: أعلنت حكومة الإقليم يوم الخميس أنها ستستأنف صادرات النفط خلال 48 ساعة، وهو ما أضاف ضغوطاً على الأسعار من ناحية المعروض الإقليمي.

خلاصة

يبدو أن أسواق النفط تعيش حالة من التوازن بين الدعم الجيوسياسي الناجم عن هجمات أوكرانيا والإجراءات الروسية، وبين الضغوط الاقتصادية التي تفرضها البيانات الأميركية واستئناف صادرات كردستان.

ومع استمرار التوترات في أوروبا الشرقية ومحدودية الطاقة التكريرية الروسية، قد تبقى أسعار النفط عرضة لمزيد من التقلبات، لكنها في الوقت ذاته وجدت دعماً قوياً مكّنها من تسجيل أكبر مكاسب أسبوعية منذ يونيو الماضي.