- الرئيسية
- الأخبار
- أخبار العملات والعملات الرقمية
- الليرة التركية تتراجع بقوة رغم تدخلات المركزي و الدولار يقترب من أعلى قمة تاريخية
الليرة التركية تتراجع بقوة رغم تدخلات المركزي و الدولار يقترب من أعلى قمة تاريخية

أفاد البنك المركزي التركي أن القوة الشرائية الدولية لليرة التركية، كما يقيسها مؤشر سعر الصرف الحقيقي (REER)، قد انخفضت بشكل ملحوظ خلال شهر يوليو 2025، لتصل إلى أدنى مستوياتها منذ عشرة أشهر، مما يشير إلى استمرار حالة الضعف الهيكلي في العملة المحلية.
فقد تراجع المؤشر، الذي يعتمد على قياس القيمة المعدلة للتضخم لليرة مقابل سلة من العملات الأجنبية، إلى مستوى 69.36 في يوليو، مقارنة بـ 70.02 في يونيو، مسجلاً بذلك سادس انخفاض شهري متتالٍ.
أداء سعر صرف الليرة التركية
يُضاف إلى هذا التدهور في القوة الشرائية للعملة، تراجع آخر أكثر حدة في مؤشر REER المعدل بحسب أسعار المنتجين المحليين، وهو ما يعكس بصورة أكثر دقة تكاليف الإنتاج والتنافسية الصناعية في تركيا.
إذ أظهرت البيانات أن قيمة الليرة التركية وفقًا لهذا المؤشر قد انخفضت بمقدار 1.36 نقطة لتصل إلى 91.92 في يوليو، مقارنة بـ 93.28 في يونيو، وهو أدنى مستوى يتم تسجيله منذ مارس 2024، ضمن اتجاه هبوطي بدأ منذ فبراير من العام ذاته.
وأوضح البنك المركزي التركي أن هذا الانخفاض في المؤشرات، رغم تصاعد معدلات التضخم داخل البلاد، يعكس أن وتيرة تدهور الليرة في الأسواق العالمية كانت أسرع من وتيرة ارتفاع الأسعار داخل تركيا.
فقد شهد شهر يوليو ارتفاعًا في متوسط سعر صرف الدولار الأميركي بنسبة 1.95%، كما ارتفع اليورو بنسبة 3.65% مقابل الليرة مقارنة بالشهر السابق. في المقابل، ارتفع مؤشر أسعار المستهلك (CPI) في تركيا بنسبة 2.06%، بينما زاد مؤشر أسعار المنتجين المحليين (PPI) بنسبة 1.73%.
وعلى الرغم من أن التضخم المحلي يؤدي عادة إلى رفع المؤشر نظريًا، فإن هذا لم يكن كافيًا لتعويض أثر تدهور الليرة، حيث ساهمت تقلبات أسعار العملات وسلة التضخم العالمية في دفع المؤشر إلى مستويات أدنى.
ماذا يكشف لنا مؤشر سعر الصرف الحقيقي (REER)؟
يُعد مؤشر سعر الصرف الحقيقي أداة رئيسية لقياس القوة الشرائية الفعلية للعملة التركية في الخارج، وذلك بعد أخذ التغيرات في معدلات التضخم المحلية والدولية في الحسبان.
ويُشير تراجع هذا المؤشر إلى أن الليرة فقدت من قيمتها الحقيقية على المستوى العالمي، حتى وإن ظلت أسعار الصرف الاسمية مستقرة أو قريبة من الثبات.
هذا التراجع في القيمة الحقيقية يحمل في طيّاته مجموعة من الآثار الاقتصادية المتباينة:
-
من جهة، يؤدي إلى ارتفاع كلفة الواردات، مما يضعف القدرة الشرائية للمستهلك التركي في الخارج.
-
ومن جهة أخرى، يعزز من تنافسية الصادرات التركية، نتيجة لانخفاض الكلفة النسبية للبضائع والخدمات التركية في الأسواق العالمية.
لكن استمرارية هذا الاتجاه التنازلي تعكس الضغوط العميقة التي تعاني منها الليرة التركية، وسط تحديات اقتصادية كلية معقدة وتقلبات حادة في سوق العملات.
الدولار يواصل الصعود رغم تدخلات البنك المركزي
فيما يتعلق بأداء العملة الأميركية، فقد سجّل سعر صرف الدولار الأمريكي مقابل الليرة التركية 40.6595، وهو مستوى يقترب من أعلى قمة تاريخية للدولار أمام الليرة التركية، ما يعكس استمرار الضغوط الاقتصادية الحادة، على الرغم من محاولات التدخل المكثفة من البنك المركزي التركي خلال الفترة الأخيرة وسجل اليورو 47.28 ليرة تركية عند الساعة 12:00 بتوقيت تركيا
وفي خطوة مفاجئة للأسواق، أقدم البنك المركزي التركي في 24 يوليو 2025 على اتخاذ قرار جريء بخفض سعر الفائدة بنسبة 3% دفعة واحدة، ليتم خفضه من 46% إلى 43%. هذا القرار كان أكثر حدة مما توقّعه المحللون، الذين كانوا يتوقعون خفضًا تدريجيًا أقل.
ورغم هذا الخفض الحاد، فإن الليرة لم تستجب إيجابيًا، حيث ارتفع الدولار من 40.4753 في يوم الخفض إلى 40.6595 خلال أسبوعين فقط، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 0.45%. هذه الزيادة تعكس أن السوق لا تزال ترى في الليرة عملة ضعيفة، في ظل فقدان الثقة في السياسة النقدية الراهنة.
وفي الوقت الذي تعمل فيه تركيا على إعادة بناء احتياطياتها من النقد الأجنبي، والتي بلغت 166.2 مليار دولار في منتصف يوليو، إلا أن هذه الاحتياطيات لم تكن كافية لتهدئة السوق أو كبح الضغوط المتصاعدة على العملة.
السبب يعود إلى القلق المستمر من الاختلالات الاقتصادية الكلية، والضغوط التضخمية المتزايدة، والمخاوف بشأن فعالية السياسات الاقتصادية في ظل استمرار التوسع النقدي والتقلبات الجيوسياسية.
بيانات فنية متباينة تعكس التردد في الأسواق
تشير التحليلات الفنية اللحظية التي توفرها منصة WarrenAI ضمن InvestingPro إلى وجود تذبذب كبير في الإشارات الفنية، ما يُعبر عن صراع قائم بين قوى الشراء والبيع، في غياب محفزات واضحة لتحركات قوية في السوق.
-
مؤشرات الزخم مثل MACD وStochastic وWilliams %R وROC جميعها تعطي إشارات شراء واضحة، وهو ما يُفسر استمرار الزخم الصعودي للعملة الأميركية مقابل الليرة.
-
في المقابل، تُظهر المتوسطات المتحركة القصيرة (من SMA و EMA لـ5 حتى 50 يومًا) توصيات بيع، وهو ما يُشير إلى تراجع نسبي في الزخم خلال الجلسات الأخيرة.
-
أما المتوسطات المتحركة الأطول (100 و200 يوم)، فقد تحولت إلى إشارات شراء، وهو ما يُعزز النظرة الإيجابية على المدى المتوسط للدولار مقابل الليرة.
أما مؤشر ADX، والذي يُستخدم لقياس قوة الاتجاه السعري، فقد بلغ 34.18، مما يدل على أن السوق يسير في اتجاه واضح وقوي، على الرغم من أن الإشارة اللحظية الحالية هي "بيع"، ما قد يُعني أننا أمام مرحلة تصحيح فني مؤقت قبل استئناف الصعود.
مستويات حرجة للمراقبة
تشير البيانات الفنية من منصة WarrenAI إلى أن السوق حاليًا يتذبذب حول مستوى 40.67، وهو مستوى محوري يمثل نقطة اشتباك رئيسية بين قوى البيع والشراء.
-
الدعم الأساسي يقع عند 40.6660، وكسره قد يمهد الطريق لانخفاضات سريعة ومؤقتة.
-
النقطة المحورية عند 40.6787 هي المنطقة التي يتحرك حولها السعر في الوقت الراهن.
-
أما المقاومة الأقرب، فتقع عند 40.6921، وإذا تم تجاوزها بوضوح، فقد يفتح ذلك المجال أمام موجة صعود جديدة قد تدفع الدولار نحو مستويات تاريخية غير مسبوقة مقابل الليرة.
التحليل النهائي:
تُظهر البيانات اللحظية أن الأسواق لا تزال تراهن على استمرار ضعف الليرة التركية، في ظل بقاء أسعار الفائدة الحقيقية سالبة، واستمرار المخاطر الاقتصادية والسياسية.
وعلى الرغم من إشارات الشراء اللحظية، فإن ضعف المتوسطات القصيرة والتذبذب الفني الحالي يُشير إلى احتمال تصحيحات محدودة، خصوصًا في حال فشل السعر في اختراق المقاومة الفنية عند 40.6921.
بالمقابل، أي اختراق فوق 40.69 سيُعتبر إشارة فنية قوية إلى استمرار الاتجاه الصعودي، وقد يُمهّد الطريق نحو قمم سعرية تاريخية جديدة. أما كسر مستوى 40.66، فقد يقود إلى تصحيح محدود لا يغيّر حتى الآن من الاتجاه الصاعد العام.
منصة WarrenAI: أداة تحليل احترافي للمستثمرين
توفر منصة WarrenAI ضمن خدمات InvestingPro تجربة تحليل فني متقدمة وبيانات لحظية معمّقة تساعد المستثمرين على اتخاذ قرارات دقيقة ومحسوبة.
من خلال أدوات تحليل الزخم، المتوسطات المتحركة، ونقاط الدعم والمقاومة، يمكن للمستخدمين تتبع تحركات العملات، الأسهم، والمؤشرات بشكل لحظي واحترافي، مع تعزيز قرارات التداول والاستثمار بمؤشرات كمية موثوقة.