- الرئيسية
- الأخبار
- أخبار العملات والعملات الرقمية
- تراجعت أسعار بيتكوين والعملات المشفرة اليوم وسط تصاعد التوترات في الشرق الأوسط
تراجعت أسعار بيتكوين والعملات المشفرة اليوم وسط تصاعد التوترات في الشرق الأوسط

سجلت العملات الرقمية تراجعاً جماعياً في بداية تعاملات الأسبوع اليوم، الاثنين 23 يونيو/حزيران 2025، مع تعرض السوق لضغوط كبيرة ناتجة عن تصاعد التوترات في الشرق الأوسط، بعد إعلان الولايات المتحدة تنفيذ هجمات عسكرية استهدفت منشآت نووية داخل إيران.
وجاءت هذه التطورات في وقت حساس تشهده الأسواق العالمية، حيث يتزايد قلق المستثمرين بشأن الأوضاع الجيوسياسية والاقتصادية على حد سواء، مما دفعهم للابتعاد عن الأصول عالية المخاطر واللجوء إلى الدولار الأمريكي كملاذ آمن .
أداء البيتكوين اليوم
تراجعت عملة بيتكوين، كبرى العملات الرقمية من حيث القيمة السوقية، بنسبة 1.3% لتُتداول عند 101,501 دولار بحلول الساعة 01:35 بتوقيت غرينتش (05:35 بتوقيت السعودية).
ويأتي هذا الانخفاض بعدما سجلت العملة يوم الأحد مستوى منخفضاً بلغ 99,000 دولار، في واحدة من أسوأ جلساتها خلال يونيو الجاري.
وكانت بيتكوين قد تحركت في نطاق تداول يتراوح بين 103,000 و108,000 دولار خلال معظم فترات الشهر، إلا أن خسائر نهاية الأسبوع أدت إلى كسر هذا النطاق، مع حفاظ نسبي على مستوى الدعم النفسي الهام عند 100,000 دولار.
في المقابل، تراجعت القيمة السوقية الإجمالية لبيتكوين إلى 2.018 تريليون دولار، بعد أن فقدت ما نسبته 4.9% من قيمتها خلال الأيام السبعة الماضية فقط.
العملات الرقمية البديلة
لم تقتصر الخسائر على بيتكوين وحدها، بل امتدت لتشمل بقية العملات الرقمية، إذ أثرت حالة الترقب وعدم اليقين في معنويات المستثمرين تجاه السوق بأكمله.
فقد تراجعت عملة إيثر (ETH)، ثاني أكبر العملات المشفرة من حيث القيمة السوقية، بنسبة 1.9% لتسجل 2,247.59 دولار.
كما هبطت عملة XRP بنسبة 2.5% إلى 2.0299 دولار.
وسجلت العملات الرقمية البديلة الأخرى مثل كاردانو (ADA) وسولانا (SOL) تراجعاً بأكثر من 1% لكل منهما، في حين خسرت عملات الميم مثل دوجكوين (DOGE) نسبة 1.3%، وانخفضت عملة $TRUMP بنسبة 1.6% لتستقر عند 8.706 دولار.
التصعيد العسكري بين أمريكا وإيران
جاءت هذه الاضطرابات في سوق العملات الرقمية بعد إعلان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عن تنفيذ ضربات جوية دقيقة استهدفت ثلاث منشآت نووية إيرانية رئيسية، مؤكداً في تصريحاته أن المواقع "قد دُمرت بالكامل".
ورغم عدم وجود تأكيدات مستقلة على صحة هذه التصريحات، أشارت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة إلى عدم رصد أي ارتفاعات في مستويات الإشعاع قرب المنشآت المستهدفة، ما يُبقي الغموض مسيطراً على حقيقة الأضرار.
من جانبها، نددت طهران بالهجمات، مهددة بـ"رد قاسٍ" قد يشمل إغلاق مضيق هرمز، الذي يُعد أحد أكثر الممرات البحرية الاستراتيجية لنقل النفط في العالم. وأثار ذلك المخاوف من اضطرابات قد تؤثر على إمدادات الطاقة العالمية وتهدد استقرار الأسواق في آسيا وأوروبا.
تسببت هذه التهديدات المتزايدة في ارتفاع أسعار النفط بشكل حاد، وهو ما زاد من المخاوف بشأن التضخم المدفوع بالطاقة، خاصة أن أي ارتفاعات في أسعار النفط قد تضغط على الاقتصادات الكبرى وتعيق توجه البنوك المركزية نحو تيسير السياسة النقدية.
وبينما لا ترتبط العملات المشفرة مباشرة بالعوامل الاقتصادية التقليدية، فإنها تتأثر بشدة بتحركات الأسواق المالية عموماً، ومعنويات المستثمرين على وجه الخصوص، نظراً لطبيعتها المضاربية وضعف ارتباطها بأصول حقيقية.
وقد ساهمت التصريحات المتشددة من الاحتياطي الفيدرالي الأميركي الأسبوع الماضي في زيادة الضغط على سوق العملات الرقمية، وسط مخاوف من بقاء أسعار الفائدة عند مستوياتها المرتفعة لفترة أطول من المتوقع.
الأسواق تترقب شهادة جيروم باول أمام الكونغرس
في ظل هذه الأجواء المضطربة، تتجه الأنظار هذا الأسبوع نحو الكونغرس الأميركي، حيث من المقرر أن يُدلي جيروم باول، رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، بشهادته اعتباراً من يوم الثلاثاء، ما قد يوفر إشارات مهمة بشأن مستقبل أسعار الفائدة والسياسة النقدية.
وتُعد هذه التصريحات ذات تأثير مباشر على شهية المستثمرين تجاه الأصول عالية المخاطر مثل العملات الرقمية، التي تستمد قيمتها إلى حد كبير من التوقعات والتقلبات في بيئة السيولة العالمية.
الخلاصة
تشير التحركات الأخيرة إلى أن سوق العملات المشفرة دخلت مرحلة حرجة من التقلبات والضغوط، حيث تؤثر فيها العوامل الجيوسياسية والاقتصادية على حد سواء. وبينما تتجه الأموال نحو الملاذات الآمنة، يتراجع الإقبال على الأصول الرقمية، في ظل غياب واضح لأي محفزات إيجابية على المدى القصير.
ومع استمرار التوتر بين واشنطن وطهران، وترقب الأسواق لنتائج شهادة رئيس الفيدرالي الأميركي، ستبقى العملات الرقمية تحت المجهر، في انتظار ما إذا كانت ستصمد فوق مستويات الدعم النفسية، أم أن الانخفاضات ستتسارع خلال الأيام المقبلة.