تراجع أسعار النفط وسط مخاوف من ضعف الطلب الأميركي وارتفاع المخزونات

تراجعت أسعار النفط خلال تداولات يوم الخميس، متخلية عن جزء من المكاسب التي حققتها في الجلسة السابقة، وسط حالة من الحذر في الأسواق نتيجة زيادة غير متوقعة في المخزونات الأميركية وتراجع الطلب على البنزين، في وقت تترقب فيه الأسواق مؤشرات جديدة بشأن السياسة النقدية الأميركية، إلى جانب نتائج اجتماع تحالف "أوبك+" المنتظر نهاية الأسبوع.

أداء أسعار النفط اليوم

انخفضت العقود الآجلة لخام برنت بنحو 24 سنتاً أو 0.35% لتسجّل 68.87 دولاراً للبرميل بحلول الساعة 00:44 بتوقيت غرينتش، بعد أن كانت قد قفزت بنسبة 3% في جلسة الأربعاء.

كما تراجع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 24 سنتاً أو 0.36% إلى 67.21 دولاراً للبرميل، بعد ارتفاعه بنسبة 3.1% في اليوم السابق، وفقاً لما نقلته وكالة "رويترز".

وفي الساعة 08:09 صباحًا بتوقيت مكة المكرمة، انخفضت العقود الآجلة لخام "برنت" تسليم سبتمبر – العقد الأكثر نشاطًا – بنسبة 0.8% أو 55 سنتاً إلى 68.56 دولاراً. كذلك، تراجعت العقود الآجلة لخام "نايمكس" الأميركي تسليم أغسطس بنسبة 0.75% أو 50 سنتاً إلى 66.95 دولاراً للبرميل.

زيادة مفاجئة في المخزونات الأميركية تُقلق الأسواق

أكدت إدارة معلومات الطاقة الأميركية أن مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة ارتفعت الأسبوع الماضي بمقدار 3.8 مليون برميل، لتصل إلى 419 مليون برميل، في أول زيادة أسبوعية منذ مايو، في حين كانت التوقعات تشير إلى انخفاض قدره 1.8 مليون برميل.

وعلى الرغم من أن موسم القيادة الصيفي في الولايات المتحدة عادةً ما يدعم الطلب، إلا أن استهلاك البنزين تراجع إلى 8.6 مليون برميل يومياً، ما أثار مخاوف جديدة بشأن ضعف الطلب المحلي في أكبر مستهلك للطاقة في العالم.

دعم مؤقت من التطورات الجيوسياسية والتجارية

جاءت مكاسب أسعار النفط أمس الأربعاء بدعم من تصاعد التوترات الجيوسياسية، بعد أن سنت إيران قانوناً يعلق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة، مما أعاد المخاوف بشأن إمكانية تصاعد الخلاف حول البرنامج النووي الإيراني وتحوله إلى مواجهة مسلحة.

في الوقت نفسه، توصلت الولايات المتحدة وفيتنام إلى اتفاق تجاري يفرض رسوماً جمركية بنسبة 20% على عدد من صادرات الدولة الآسيوية، مما ساهم في تهدئة الأسواق وإضفاء نوع من الاستقرار الاقتصادي على الساحة التجارية الدولية، وهو ما فُسّر كمؤشر إيجابي لاحتمالات تحسن الطلب العالمي على الطاقة.

ترقب لتقرير الوظائف الأميركي واجتماع "أوبك+"

تنتظر الأسواق صدور تقرير الوظائف الشهري الرئيسي في الولايات المتحدة اليوم الخميس، والذي قد يكون له دور كبير في تحديد مسار السياسة النقدية الأميركية للنصف الثاني من عام 2025. أي تراجع ملحوظ في سوق العمل قد يعزز فرص خفض أسعار الفائدة، ما من شأنه تحفيز النشاط الاقتصادي ورفع الطلب على النفط.

وأظهرت بيانات صادرة عن مؤسسة "ADP" للأبحاث أن القطاع الخاص الأميركي فقد 33 ألف وظيفة في يونيو، وهو أول انخفاض في التوظيف منذ أكثر من عامين، ما يعكس تباطؤاً ملحوظاً في النمو.

"أوبك+" في دائرة الضوء

من المرتقب أن يعقد تحالف "أوبك+" اجتماعاً يوم الأحد المقبل لمناقشة مستويات الإنتاج لشهر أغسطس، وسط توقعات واسعة بأن يتم الإعلان عن زيادة كبيرة جديدة في الحصص الإنتاجية. وتوقّع محللون أن تبقى الأسواق حذرة قبيل هذا الحدث، خاصة في ظل عطلة نهاية الأسبوع الطويلة في الولايات المتحدة.

وقال وارن باترسون، رئيس استراتيجية السلع في "آي إن جي غروب"، إن "التفاؤل التجاري قد دعم الأسعار، لكن هذا الدعم قد يكون قصير الأجل"، مشيراً إلى أن الأسواق لن تبالغ في تحمّل المخاطر قبل اتضاح الرؤية بشأن قرار "أوبك+".

تباين في حركة المخزونات الأميركية 

في حين ارتفعت المخزونات النفطية على مستوى البلاد، سجل مركز التخزين الرئيسي في كوشينغ، أوكلاهوما، انخفاضاً للأسبوع الرابع على التوالي، ليبلغ أدنى مستوى موسمي له منذ عام 2014، ما يشير إلى شح في الإمدادات في بعض المواقع.

كما يُظهر الفارق الفوري بين عقود خام "برنت" – أي الفرق بين أقرب عقدين – مستوى 1.21 دولار للبرميل في حالة "باكورديشن"، ما يعكس شحاً في الإمدادات الفورية. ورغم أن هذا المستوى أدنى من الذروة المسجلة خلال الحرب بين إسرائيل وإيران الشهر الماضي، إلا أنه أعلى من مستوى 69 سنتاً المسجل قبل شهر.

تشهد أسعار النفط تقلبات حادة منذ أسابيع، في ظل تذبذب مستويات المخاطر الجيوسياسية، والتغيرات في حجم التداول، إلى جانب التحركات التجارية العالمية. ويرجّح أن تبقى الأسواق في حالة ترقّب حتى تتضح الصورة بشكل أكبر من خلال اجتماع "أوبك+" والتقارير الاقتصادية الأميركية المرتقبة.