- الرئيسية
- الأخبار
- أخبار السلع والمعادن والمؤشرات
- الذهب يحافظ على مكاسب طفيفة قبيل قرار الفيدرالي الأميركي وسط ترقب حذر في الأسواق العالمية
الذهب يحافظ على مكاسب طفيفة قبيل قرار الفيدرالي الأميركي وسط ترقب حذر في الأسواق العالمية

حافظت أسعار الذهب على مكاسبها المحدودة خلال تعاملات صباح الأربعاء، في وقت يترقب فيه المستثمرون قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي بشأن أسعار الفائدة، وسط مؤشرات على تغير محتمل في سياسة البنك المركزي خلال الفترة المقبلة.
وتدعم المعدن الأصفر حالياً عدة عوامل، أبرزها تراجع عوائد السندات الأميركية وانخفاض مؤشر الدولار، بالإضافة إلى تصاعد الترقب لمؤشرات اقتصادية مرتقبة قد تعيد الزخم للذهب على المدى القصير.
أداء أسعار الذهب اليوم
استقرت أسعار الذهب في تعاملات صباح الأربعاء، مع تراجع حجم التداولات وتباطؤ الزخم في الأسواق، بينما يحبس المستثمرون أنفاسهم انتظاراً لنتائج اجتماع السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي.
وتتركز التوقعات على إبقاء الفيدرالي أسعار الفائدة دون تغيير، إلا أن الأنظار تتجه إلى أي إشارات محتملة قد يطلقها صناع القرار حول توجهات السياسة النقدية خلال الفترة القادمة.
وقال "كلفن وونغ"، كبير محللي السوق في شركة "أواندا"، إن هناك مؤشرات على أن البنك المركزي الأميركي قد يبدأ في إبداء ميل نحو التيسير النقدي، وهي خطوة من شأنها التأثير سلباً على عوائد سندات الخزانة الأميركية، مما يعزز جاذبية الذهب كملاذ آمن. وأضاف وونغ أن قوة الدولار الأميركي قد هدأت نسبياً في الوقت الحالي، مما أتاح للمعدن النفيس فرصة للاحتفاظ بمكاسبه.
تراجع مؤشر الدولار واستقرار عوائد السندات
شهد مؤشر الدولار الأميركي تراجعاً من أعلى مستوياته في أكثر من شهر، ما أعطى دفعة إضافية لأسعار الذهب. في الوقت نفسه، استقرت عوائد سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات بالقرب من أدنى مستوياتها خلال شهر، وهو ما يمثل عامل دعم آخر للمعدن الأصفر.
ورغم الضغط المتواصل من الرئيس الأميركي دونالد ترامب على مجلس الاحتياطي الفيدرالي لخفض الفائدة، من المتوقع أن يُبقي المجلس على أسعار الفائدة دون تغيير في اجتماعه الحالي. ومع ذلك، تشير التوقعات إلى احتمالية خفض الفائدة في اجتماع سبتمبر المقبل، ما يزيد من حالة الترقب في الأسواق.
ويُعرف عن الذهب أنه يستفيد من بيئات الفائدة المنخفضة، إذ يقلل ذلك من تكلفة الفرصة البديلة لحيازة أصول غير مدرّة للعائد مثل الذهب.
أشار المحلل "وونغ" إلى أن الذهب قد ينجح في استعادة زخمه الصعودي على المدى القصير، إذا ما تجاوز مستويات فنية مهمة بنهاية هذا الأسبوع. وقال إنه في حال اخترقت الأسعار حاجز 3,350 دولارًا للأونصة، خصوصاً في ظل صدور بيانات مرتقبة حول التضخم وسوق العمل في الولايات المتحدة، فإن ذلك قد يدفع الأسعار إلى الأعلى مجدداً.
وخلال تداولات الأربعاء، استقر الذهب بالقرب من مستوى 3,330 دولاراً للأونصة، بعدما سجل ارتفاعاً بنسبة 0.4% في جلسة الثلاثاء، بدعم من انخفاض عوائد سندات الخزانة الأميركية، عقب مزاد ناجح لسندات مدتها سبع سنوات.
الفيدرالي تحت المجهر وسط ضغوط سياسية واقتصادية
تتجه الأنظار إلى نتائج اجتماع الفيدرالي الأميركي، في ظل تضارب الإشارات الاقتصادية، والضغوط السياسية المتزايدة من البيت الأبيض، خاصة من الرئيس دونالد ترامب، الذي كثّف من دعواته لتقليص تكاليف الاقتراض.
لكن، على الجانب الآخر، تشير المؤشرات الاقتصادية الحالية إلى متانة نسبية في أداء الاقتصاد الأميركي، مما يمنح مبرراً لصانعي القرار في البنك المركزي للاستمرار في السياسة النقدية الحالية دون تغيير في الوقت الراهن.
بيانات اقتصادية مرتقبة
ينتظر المتعاملون في الأسواق هذا الأسبوع صدور مجموعة من البيانات الاقتصادية الحيوية التي قد تسهم في إعادة تشكيل توقعات المستثمرين حول مسار السياسة النقدية. وتشمل هذه البيانات مؤشرات التوظيف، والتضخم، والنشاط الاقتصادي العام، والتي من المتوقع أن تؤثر على قرارات الفيدرالي في اجتماعه المقبل بشهر سبتمبر.
ويأتي هذا الترقب في وقت تتواصل فيه تأثيرات الأجندة الجمركية للرئيس ترامب، التي ساهمت بشكل كبير في ارتفاع أسعار الذهب بأكثر من 25% منذ بداية العام الجاري، في ظل تصاعد المخاوف من اندلاع حرب تجارية شاملة، إلى جانب التوترات الجيوسياسية التي عززت الطلب على الأصول الآمنة مثل الذهب.
رغم اقتراب موعد الأول من أغسطس، الذي حدده الرئيس ترامب كمهلة نهائية للمفاوضات، لا تزال الأسواق تُظهر مقاومة واضحة إزاء الإشارات المتباينة القادمة من الجبهة التجارية بين الولايات المتحدة والصين. ولم تنجح المؤشرات الإيجابية الأخيرة حول تقدم المحادثات بين الجانبين في تحفيز شهية المستثمرين للمخاطرة بشكل ملحوظ.
وفي تطور جديد، أفادت تقارير بأن مسؤولين أميركيين وصينيين اتفقوا يوم الثلاثاء على تمديد الهدنة الجمركية بين البلدين لمدة 90 يوماً إضافية، على أن تنتهي في 12 أغسطس، بعد محادثات استمرت يومين في العاصمة السويدية ستوكهولم. وقد أشار مسؤولون أميركيون إلى أن اتخاذ القرار النهائي بشأن مستقبل هذه الهدنة مرهون بموافقة الرئيس ترامب.
صندوق النقد يرفع توقعاته لنمو الاقتصاد العالمي
في سياق منفصل، رفع صندوق النقد الدولي يوم الثلاثاء توقعاته لنمو الاقتصاد العالمي بشكل طفيف لعامي 2025 و2026، مشيراً إلى مفاجأة إيجابية في الطلب العالمي قبيل تنفيذ رسوم جمركية أميركية جديدة في بداية أغسطس، بالإضافة إلى تراجع متوسط معدل الرسوم الفعلي في الولايات المتحدة من 24.4% إلى 17.3%.
الذهب عند التسوية
أنهت أسعار الذهب تعاملات يوم الثلاثاء على ارتفاع، مدعومة بالترقب الحذر من قبل المستثمرين لنتائج اجتماع الفيدرالي الذي بدأ الثلاثاء ويختتم اليوم الأربعاء.
وقد زادت العقود الآجلة للذهب تسليم أغسطس بنسبة 0.42%، أي ما يعادل 14 دولاراً، لتصل عند التسوية إلى 3,324 دولاراً للأونصة.
وسجل السعر الفوري للذهب حوالي 3,332 دولاراً للأونصة عند الساعة 12:20 بتوقيت تركيا، فيما ارتفعت العقود الآجلة للذهب في الولايات المتحدة إلى مستوى 3,387 دولاراً.
في المقابل، تراجعت عقود مؤشر الدولار الأميركي بنسبة 0.1% لتستقر عند 98.56 نقطة، مما وفر دعماً إضافياً لأسعار الذهب.
أداء المعادن النفيسة الأخرى
تباينت أسعار المعادن النفيسة الأخرى في جلسة الثلاثاء، حيث تراجعت أسعار الفضة الفورية بنسبة 0.3% إلى 38.09 دولاراً للأونصة. كما انخفض البلاتين بنسبة 0.9% ليسجل 1,381.97 دولاراً، في حين تراجع البلاديوم بنسبة 0.5% ليصل إلى 1,252.75 دولاراً للأونصة، متأثراً بضعف الطلب الصناعي وتقلبات الأسواق العالمية.
خلاصة:
تظل أسعار الذهب متماسكة في نطاق صعودي محدود، مدعومة بتراجع الدولار وعوائد السندات، بينما تنتظر الأسواق بفارغ الصبر نتائج اجتماع الفيدرالي. وبينما تتجه الأنظار نحو البيانات الاقتصادية المقبلة ومآلات الملف التجاري الأميركي-الصيني، فإن أي تغيير طفيف في لهجة الفيدرالي قد يكون كافياً لإعادة إشعال الزخم الصعودي للذهب خلال الأسابيع القادمة.