- الرئيسية
- الأخبار
- أخبار السلع والمعادن والمؤشرات
- الذهب يرتفع لأعلى مستوى في 3 أسابيع مع اقتراب إنهاء الإغلاق الحكومي الأمريكي وتزايد توقعات خفض الفائدة
الذهب يرتفع لأعلى مستوى في 3 أسابيع مع اقتراب إنهاء الإغلاق الحكومي الأمريكي وتزايد توقعات خفض الفائدة

واصلت أسعار الذهب تحقيق مكاسب قوية خلال تعاملات الثلاثاء، لتسجل أعلى مستوى في نحو ثلاثة أسابيع، مدعومة بتزايد الآمال بخفض جديد لأسعار الفائدة الأمريكية في ديسمبر، إلى جانب مؤشرات على قرب انتهاء أطول إغلاق حكومي في تاريخ الولايات المتحدة.
هذا التحسن في المعدن النفيس جاء رغم ارتفاع الدولار، مما يعكس قوة الطلب على الذهب كملاذ آمن في ظل حالة عدم اليقين الاقتصادي والسياسي السائدة.
أداء الذهب اليوم
أقر مجلس الشيوخ الأمريكي يوم الاثنين اتفاقًا لإعادة تمويل المؤسسات الحكومية، منهياً بذلك أطول إغلاق حكومي في تاريخ البلاد. وقد انعكس هذا القرار إيجابياً على معنويات المستثمرين، إذ ساهم في تخفيف مستوى الغموض الذي كان يضغط على الأسواق، مما منح المستثمرين الثقة للعودة إلى الأصول الآمنة مثل الذهب.
وفي آسيا، شهدت تداولات الذهب يوم الثلاثاء طلباً متزايداً مدفوعاً بمخاوف الأسواق من تداعيات الإغلاق الحكومي وتأثيراته على الاقتصاد الأمريكي، رغم تحسن الشهية للمخاطرة.
كما تجاهلت الأسواق القوة النسبية للدولار الأمريكي، ما يشير إلى أن العوامل السياسية والاقتصادية باتت أكثر تأثيراً على قرارات المستثمرين من تحركات العملة.
عودة البيانات الاقتصادية وضبابية التوقعات
تسببت فترة الإغلاق الحكومي في تأجيل صدور بيانات اقتصادية رئيسية مثل تقرير الوظائف غير الزراعية، ما أوجد حالة من الضبابية بشأن مسار الاقتصاد الأمريكي في المرحلة المقبلة.
ومع عودة عمل المؤسسات الحكومية، من المتوقع أن تعود مؤشرات الاقتصاد إلى الواجهة خلال الأيام المقبلة، لتمنح الأسواق رؤية أوضح حول مستقبل السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي.
وقال إيليا سبيفاك، رئيس قسم الاقتصاد الكلي العالمي في شركة "تيستي لايف"، إن انتهاء الإغلاق الحكومي أزال طبقة من الغموض كانت تضغط على الأسواق، مشيراً إلى أن التوجه العام لبقية العام ما زال يميل نحو الصعود، وأن المسار الحالي للذهب قد يقوده إلى ذروة أكتوبر وربما يتجاوزها.
تراجع البيانات الأمريكية يدعم رهانات خفض الفائدة
أظهرت بيانات حديثة أن الاقتصاد الأمريكي فقد وظائف في أكتوبر، خصوصاً في قطاعات الحكومة والتجزئة، بينما تراجعت ثقة المستهلك إلى أدنى مستوى في أكثر من ثلاث سنوات مطلع نوفمبر، في ظل المخاوف من تداعيات الإغلاق الحكومي.
ويُسعّر المتعاملون في الأسواق حالياً احتمالاً بنسبة 64% لخفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس خلال اجتماع ديسمبر، وفقاً لأداة متابعة الفائدة الأمريكية على موقع "إنفستنغ السعودية".
في المقابل، صرّح ستيفن ميران، عضو مجلس الاحتياطي الفيدرالي، أن خفض الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس قد يكون الخطوة المناسبة، مشيراً إلى أن التضخم تراجع بينما ارتفعت البطالة قليلاً، مما يعزز مبررات التيسير النقدي.
ويُعرف عن الذهب أنه يزدهر في بيئة انخفاض أسعار الفائدة أو الأزمات الاقتصادية، لأنه لا يدرّ عائداً لكنه يحتفظ بقيمته كأصل آمن ضد التضخم وتقلبات السوق.
تحركات أسعار الذهب في السوق
عند تسوية تعاملات الإثنين، ارتفعت العقود الآجلة للذهب تسليم ديسمبر بنسبة 2.80% أو ما يعادل 112.2 دولاراً لتصل إلى 4122 دولاراً للأوقية، وهو أعلى مستوى منذ 27 أكتوبر.
أما خلال تعاملات الثلاثاء عند الساعة 12.25 بتوقيت تركيا، فقد ارتفع الذهب الفوري بنسبة 0.64% ليسجل 4,142.4 دولاراً للأونصة، بينما صعدت العقود الآجلة بنسبة 0.68% لتصل إلى 4,149.9 دولاراً للأونصة، مما يؤكد استمرار الاتجاه الصعودي القوي للمعدن الأصفر.
المعادن الثمينة الأخرى تتألق
لم يكن الذهب وحده المستفيد من حالة التفاؤل النسبي؛ فقد شهدت أسواق المعادن الثمينة الأخرى ارتفاعات ملحوظة:
-
صعدت الفضة الفورية بنسبة 0.5% إلى 50.81 دولاراً للأونصة.
-
ارتفع البلاتين بنسبة 0.7% إلى 1,588.80 دولاراً.
-
زاد البلاديوم بنسبة 1.1% إلى 1,430.54 دولاراً للأونصة.
ويرى محللو ANZ أن هذه الارتفاعات مدفوعة بزيادة الطلب على الملاذات الآمنة في ظل عدم اليقين بشأن السياسات التجارية الأمريكية.
الأسواق تترقب حكم المحكمة العليا بشأن التعريفات
أشارت تقارير إلى أن المحكمة العليا الأمريكية استجوبت إدارة ترامب بشأن استخدامها لقانون الطوارئ لفرض تعريفات تجارية جديدة، وسط مخاوف من عدم دستورية تلك الإجراءات.
وقد حذر ترامب من أن إلغاء هذه التعريفات قد يكلف الحكومة أكثر من 2 تريليون دولار في شكل تعويضات أو خسائر في الإيرادات.
وكتب محللو ANZ أن “أي تأخير أو غموض بشأن هذا الحكم سيزيد من حالة عدم اليقين في الأسواق، ما يعزز جاذبية الذهب كملاذ آمن”. ومن المتوقع ألا يصدر الحكم قبل نهاية العام، مما يعني استمرار التوترات التجارية والسياسية.
توقعات البنوك العالمية
في مذكرة تحليلية، توقعت بنك يو بي إس (UBS) أن يواصل الذهب مكاسبه، مشيراً إلى أن المعدن قد يرتفع نحو 4,700 دولار للأونصة في حال استمرار الطلب على الملاذات الآمنة وتفاقم المخاطر السياسية والمالية.
وأضاف البنك أن مستويات الدين العالمي المرتفعة وعدم وضوح السياسات الاقتصادية الأمريكية سيدعمان استمرار الزخم الصعودي للمعدن الأصفر.
وأكد فريق التحليل بقيادة أولريكه هوفمان-بورشاردي أن “حتى مع إنهاء الإغلاق الحكومي، فإن عدم اليقين السياسي والمالي سيظل عاملاً داعماً لأسعار الذهب”.
كما أشار البنك إلى أن الطلب العالمي على الذهب بلغ مستوى قياسياً خلال الربع المنتهي في سبتمبر، بدعم من مشتريات البنوك المركزية وتدفقات الاستثمار، متوقعاً أن يكون الطلب السنوي الأقوى منذ عام 2011.
نظرة مستقبلية للذهب
يتوقع UBS أن يقوم الاحتياطي الفيدرالي بخفضين إضافيين لأسعار الفائدة بحلول أوائل عام 2026، مع ضعف سوق العمل وتراجع ثقة المستهلك، مما سيؤدي إلى انخفاض أسعار الفائدة الحقيقية الأمريكية ويقوّض جاذبية الدولار، وهو ما يدعم الذهب بشكل مباشر.
ويخلص البنك إلى أن الذهب سيبقى "أداة فعالة لتنويع المحافظ الاستثمارية والتحوط ضد المخاطر"، محدداً هدفاً سعرياً لمدة 12 شهراً عند 4,200 دولار للأونصة، مع إمكانية بلوغ 4,700 دولار في حال تصاعد التوترات السياسية أو المالية عالمياً.
التحليل الفني لأسعار الذهب
تُظهر الرسوم البيانية اليومية للذهب استمرار الاتجاه الصعودي بوضوح بعد اختراقه لمستوى المقاومة النفسي الهام عند 4,000 دولار للأونصة، مما فتح المجال أمام حركة تصحيحية صاعدة قوية مدعومة بتزايد أحجام التداول وتحوّل الزخم الفني نحو الإيجابية.
الاتجاه العام: صاعد على المدى القصير والمتوسط
-
المتوسط المتحرك لـ50 يوماً ارتفع تدريجياً متقاطعاً مع المتوسط لـ20 يوماً، وهو إشارة فنية على تحول الاتجاه إلى صاعد.
-
مؤشر القوة النسبية (RSI) يتحرك حالياً قرب مستوى 68 نقطة، مما يدل على زخم قوي، لكن مع اقتراب محتمل من منطقة التشبّع الشرائي.
-
مؤشر الماكد (MACD) لا يزال يعزز الاتجاه الإيجابي بعد تقاطع صعودي واضح، ما يشير إلى استمرار السيطرة الشرائية على المدى القريب.
مستويات الدعم الفنية (Support Levels):
-
4,100 دولار للأونصة – يمثل الدعم اللحظي الأول، وهو مستوى ارتدت منه الأسعار في تداولات آسيا.
-
4,050 دولار للأونصة – دعم ثانٍ هام يتوافق مع المتوسط المتحرك لـ20 يوماً، وكسره قد يشير إلى بداية تصحيح محدود.
-
4,000 دولار للأونصة – دعم رئيسي نفسي واستراتيجي، طالما ظل الذهب فوقه، تبقى النظرة العامة إيجابية تماماً.
-
3,960 دولار للأونصة – في حال كسره، سيتحوّل الزخم إلى محايد على المدى القصير مع احتمال اختبار مستويات أدنى.
مستويات المقاومة الفنية (Resistance Levels):
-
4,150 دولار للأونصة – المقاومة الحالية التي يختبرها الذهب الآن، واختراقها يؤكد استمرار الصعود.
-
4,200 دولار للأونصة – هدف فني رئيسي يتطابق مع توقعات بنك “يو بي إس” على المدى المتوسط.
-
4,300 دولار للأونصة – مستوى مقاومة قوي يتوقع أن يشهد عمليات جني أرباح واسعة إذا لم ترافقه بيانات اقتصادية سلبية للدولار.
-
4,470 إلى 4,700 دولار للأونصة – المنطقة المستهدفة في المدى المتوسط إلى الطويل في حال تسارع خفض الفائدة أو تصاعد المخاطر الجيوسياسية.
التوقع الفني العام:
من المتوقع أن يحافظ الذهب على زخمه الإيجابي طالما بقي فوق مستوى 4,000 دولار للأونصة، مع احتمال اختبار المقاومة عند 4,200 خلال الجلسات القادمة.
اختراق هذا المستوى سيعزز من فرص الصعود نحو 4,300 – 4,470 دولار، خاصة إذا استمرت البيانات الأمريكية في إظهار ضعف اقتصادي وتزايدت الرهانات على خفض الفائدة الفيدرالية في ديسمبر.
على الجانب الآخر، أي عودة للتداول دون 4,000 دولار قد تدفع الأسعار نحو تصحيح محدود باتجاه 3,960 – 3,920 دولار، لكن الاتجاه العام سيبقى صاعداً طالما لم يتم كسر هذه المنطقة بشكل واضح.
نصيحة للمستثمرين والمتداولين:
في ظل استمرار حالة عدم اليقين السياسي والاقتصادي في الولايات المتحدة، وتزايد الرهانات على خفض الفائدة، يُنصح المستثمرون بمراقبة مستويات 4,100 و4,200 دولار للأونصة كمؤشرات رئيسية للزخم الصعودي.
أما بالنسبة للمتداولين قصيري الأجل، فقد يكون الشراء قرب مستويات 4,050–4,080 دولار مع استهداف 4,200 دولار إستراتيجية مناسبة في المدى القريب، مع وضع أوامر وقف خسارة دون 3,980 دولار لحماية رأس المال.
رغم التفاؤل بشأن إنهاء الإغلاق الحكومي الأمريكي، فإن استمرار الضبابية الاقتصادية وتزايد الرهانات على خفض الفائدة يبقيان الذهب في موقع القوة. ومع ترقب الأسواق لبيانات اقتصادية حاسمة وحكم المحكمة العليا حول التعريفات، يبدو أن المعدن الأصفر يسير بخطى ثابتة نحو تحقيق مزيد من المكاسب في الأسابيع المقبلة.
