- الرئيسية
- الأخبار
- أخبار السلع والمعادن والمؤشرات
- تراجع أسعار النفط من أعلى مستوياتها في أسبوعين وسط جني أرباح ومخاوف العرض العالمي
تراجع أسعار النفط من أعلى مستوياتها في أسبوعين وسط جني أرباح ومخاوف العرض العالمي

شهدت أسعار النفط انخفاضاً طفيفاً خلال تعاملات اليوم الثلاثاء، متراجعة من أعلى مستوياتها في أسبوعين بعد صعود قوي مدفوع باتفاق تجاري مبدئي بين الولايات المتحدة والصين.
ويأتي التراجع في ظل عمليات جني أرباح من قبل المستثمرين، إلى جانب مؤشرات على تقدم في المحادثات مع إيران، وزيادة متوقعة في إنتاج "أوبك+"، مما أثار مخاوف بشأن فائض المعروض في الأسواق خلال الفترة المقبلة.
أسعار النفط تتراجع بعد مكاسب قوية
سجلت أسعار النفط بعض الخسائر الطفيفة في التعاملات المبكرة ليوم الثلاثاء، حيث تراجع خام برنت بنسبة 0.2% أو بمقدار 15 سنتاً ليصل إلى 64.81 دولاراً للبرميل، بينما انخفض خام غرب تكساس الوسيط الأميركي بنسبة 0.1% أو 12 سنتاً ليستقر عند 61.83 دولاراً للبرميل.
وكانت الأسعار قد شهدت ارتفاعاً ملحوظاً في الجلسة السابقة يوم الاثنين، حيث أغلق الخامان القياسيان على ارتفاع بنحو 1.5% لكل منهما، وهو أعلى مستوى إغلاق منذ 28 أبريل، بدعم من اتفاق الولايات المتحدة والصين على تقليص الرسوم الجمركية لمدة 90 يوماً، ما عزز التفاؤل بشأن نهاية وشيكة للحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم.
تأتي هذه الخسائر الطفيفة في إطار عمليات جني الأرباح من قبل المستثمرين بعد مكاسب الجلسة السابقة.
وقد تعرضت الأسعار لمزيد من الضغط عقب تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترمب بشأن إحراز تقدم في المحادثات النووية مع إيران خلال عطلة نهاية الأسبوع، مما أثار توقعات بتخفيف محتمل للعقوبات على صادرات النفط الإيرانية، وهو ما قد يؤدي إلى زيادة الإمدادات العالمية خلال الأشهر المقبلة.
التوترات التجارية هدأت لكن الغموض لا يزال قائماً
أشار محللو بنك "آي إن جي" في مذكرة إلى العملاء إلى أن "انحسار التوترات التجارية بين الصين والولايات المتحدة يعد تطوراً إيجابياً، إلا أن عدم اليقين لا يزال يخيم على السوق بشأن ما قد يحدث خلال فترة الهدنة البالغة 90 يوماً". وأضافوا أن هذا الغموض من شأنه أن يستمر في التأثير سلباً على مستويات الطلب العالمي على النفط، لا سيما إذا لم تُترجم الاتفاقات المؤقتة إلى حلول دائمة.
قد يهمك : دليل شامل عن النفط السلعة الأكثر تداولاً في العالم وكيفية الاستثمار بها
استمرار الترقب لبيانات مخزونات النفط الأميركية
يتابع المستثمرون عن كثب البيانات المرتقبة من معهد البترول الأميركي حول مخزونات النفط في الولايات المتحدة، والمقرر صدورها في وقت لاحق اليوم، يليها التقرير الرسمي من إدارة معلومات الطاقة الأميركية يوم الأربعاء. وستشكل هذه البيانات عنصراً حاسماً في تحديد اتجاهات السوق على المدى القصير، خاصة في ظل تقلبات الأسعار الحالية.
الأسواق تترقب زيادة محتملة في إنتاج "أوبك+"
من المتوقع أن يعقد تحالف "أوبك+" اجتماعاً حاسماً في الأول من يونيو المقبل، حيث تشير التقديرات إلى إمكانية زيادة الإنتاج بمعدلات تفوق التوقعات السابقة، ما قد يؤدي إلى تشكّل فائض في المعروض العالمي خلال النصف الثاني من العام الجاري. وتأتي هذه الخطوة في وقت لا تزال فيه أسعار النفط متقلبة بسبب العوامل الجيوسياسية والاقتصادية.
انعكاسات الحرب التجارية والرسوم الجمركية على أسواق الطاقة
تجدر الإشارة إلى أن أسعار النفط كانت قد انخفضت بأكثر من 10% منذ إعلان ترمب عن فرض رسوم جمركية موسعة في بداية أبريل، مما دفع الصين ودولاً أخرى إلى الرد بإجراءات انتقامية. وقد ساهم ذلك في تصاعد التوترات التجارية، ما أدى إلى تباطؤ في النمو الاقتصادي العالمي، وبالتالي تراجع في مستويات الطلب على الوقود.
وفي حين أن الهدنة الحالية بين واشنطن وبكين توفر بعض الارتياح للأسواق، إلا أن القضايا الجوهرية لا تزال دون حل، مثل العجز التجاري الأميركي ومطالبات واشنطن بشأن أزمة الفنتانيل، مما يترك مستقبل العلاقات التجارية غير واضح المعالم.
خلاصة: عوامل متشابكة تحدد مستقبل أسعار النفط
تشير المعطيات الحالية إلى أن أسعار النفط تواجه مجموعة من العوامل المتشابكة، من بينها التحسن المؤقت في العلاقات التجارية بين القوى الاقتصادية الكبرى، وضبابية التقدم في ملف إيران، إلى جانب المخاوف المستمرة من وفرة المعروض نتيجة تحركات "أوبك+".
وفي ظل هذه التحديات، تبقى أسعار النفط عرضة للتقلبات خلال الفترة المقبلة، ريثما تتضح ملامح السياسة التجارية العالمية ومخرجات اجتماعات المنتجين الكبار في السوق.