- الرئيسية
- الأخبار
- أخبار العملات والعملات الرقمية
- الدولار الأمريكي يرتفع من أدنى مستوى في أربعة أسابيع أمام اليورو بعد خطاب باول
الدولار الأمريكي يرتفع من أدنى مستوى في أربعة أسابيع أمام اليورو بعد خطاب باول

شهدت أسواق العملات العالمية مع بداية الأسبوع تقلبات واضحة، حيث حاول الدولار الأميركي انتشال نفسه من أدنى مستوى في أربعة أسابيع أمام اليورو، بعدما تراجع بأكثر من 1% إثر خطاب حذر ألقاه رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، جيروم باول، خلال ندوة جاكسون هول السنوية.
هذا الخطاب حمل رسائل مزدوجة؛ فمن جهة فتح الباب أمام خفض أسعار الفائدة في سبتمبر المقبل، ومن جهة أخرى وجّه تحذيراً للأسواق من المبالغة في توقع دورة تيسير نقدي قوية.
وبينما انعكس ذلك على تحركات العملات الرئيسية الأخرى مثل الين الياباني والدولار الأسترالي، ازداد الجدل حول مستقبل السياسة النقدية الأميركية مع استمرار الانقسام داخل مجلس الاحتياطي الفيدرالي، وضغوط سياسية متزايدة من الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
الدولار يحاول استعادة توازنه أمام اليورو
مع بداية تعاملات يوم الاثنين، أظهر الدولار الأميركي محاولات للتعافي من خسائره الكبيرة المسجلة في الجلسة السابقة:
-
ارتفع بنسبة 0.1% ليسجل 1.1705 دولار مقابل اليورو.
-
لكنه ظل قريباً من أدنى مستوى بلغه يوم الجمعة عند 1.174225 دولار، وهو المستوى الأدنى منذ 28 يوليو/تموز.
هذا الأداء يعكس مزيجاً من الضغوط المزدوجة: من ناحية تصريحات باول التي أعادت إشعال توقعات خفض الفائدة، ومن ناحية أخرى البيانات الاقتصادية المتضاربة التي جعلت موقف الأسواق أكثر حذراً.
تحركات العملات الأخرى: الين والجنيه والأسترالي
الين الياباني مقابل الجنيه والدولار
-
صعد الين بنسبة 0.1% ليسجل 1.3509 مقابل الجنيه الإسترليني، بعد خسارته 0.8% في الجلسة السابقة.
-
أمام الدولار، ارتفع بنسبة 0.3% ليصل إلى 147.26 ين، معوضاً جزءاً من خسائره التي بلغت 1% يوم الجمعة.
هذا التعافي الجزئي للين يعكس تحركات تصحيحية أكثر من كونه تحولاً في الاتجاه، إذ لا تزال الضغوط قائمة بفعل ارتفاع عوائد السندات الأميركية.
الدولار الأسترالي: عملة المخاطر
-
قفز الدولار الأسترالي لفترة وجيزة إلى أعلى مستوى له في أسبوع عند 0.6523 دولار أميركي.
-
لكنه سرعان ما تراجع ليستقر عند 0.6490 دولار دون تغيير يُذكر مقارنة بالجلسة السابقة.
-
يأتي ذلك بعد مكاسب قوية سجلها الأسترالي بنسبة 1.1% يوم الجمعة، بدعم من تحسن شهية المخاطرة.
الأداء المتذبذب للأسترالي يعكس حساسيته الكبيرة لتقلبات أسواق السلع والتوقعات بشأن الاقتصاد العالمي، خصوصاً مع ارتباطه الوثيق بالاقتصاد الصيني.
خطاب باول في جاكسون هول: بين الحذر وفتح باب التيسير
في خطابه أمام نخبة من الاقتصاديين وصناع القرار الدوليين خلال ندوة جاكسون هول، قدم جيروم باول رؤية حذرة للوضع الاقتصادي الأميركي:
-
إقرار بالمخاطر: أكد أن مخاطر تراجع التوظيف آخذة في التزايد، وقد تتحقق بسرعة إذا استمرت الظروف الحالية.
-
رسالة مزدوجة: أشار إلى أن الفيدرالي مستعد لخفض أسعار الفائدة إذا لزم الأمر، لكنه حذر الأسواق من توقع تخفيف كبير.
-
توصيف لسوق العمل: وصفها بأنها تُظهر "ضعفاً غريباً" رغم استمرار انخفاض معدلات البطالة، في إشارة إلى تراجع كلٍّ من العرض والطلب في آن واحد.
الرسالة الخفية للأسواق
قال باول بشكل صريح: "لا تتوقعوا تراجعاً حاداً"، موجهاً رسالة للأسواق التي تبالغ في تسعير دورة تيسير نقدي قوية. هذه اللهجة المزدوجة جعلت الأسواق أكثر حذراً في رهاناتها على الفائدة.
توقعات السوق بعد خطاب باول
وفق بيانات بورصة لندن:
-
يتوقع المتداولون بنسبة 84% خفضاً للفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية في اجتماع 17 سبتمبر.
-
يتوقعون أيضاً تخفيضات تراكمية قدرها 53 نقطة أساس بحلول نهاية 2025.
البنوك الاستثمارية الكبرى
-
غولدمان ساكس: اعتبر أن باول تجاوز الحد الأدنى المطلوب من الأسواق فيما يتعلق بالتيسير، لكنه أكد أن وتيرة الخفض ستعتمد على البيانات القادمة.
-
باركليز وبنك بي.إن.بي باريبا: رجحا أن يقوم الفيدرالي بخفض مزدوج في كلٍ من سبتمبر وديسمبر.
الانقسام داخل الفيدرالي: صراع الصقور والحمائم
خطاب باول لم ينهِ الانقسام داخل الفيدرالي:
-
المؤيدون للتيسير (الحمائم): مثل كريستوفر والر، يفضلون خفض الفائدة سريعاً استباقاً لأي تدهور محتمل في سوق العمل.
-
المعارضون (الصقور): مثل بيث هاماك (فيدرالي كليفلاند) يرون أن التضخم لا يزال مرتفعاً جداً وأن سوق العمل "في وضع جيد نسبياً".
حجج الصقور:
-
الأسعار ترتفع بوتيرة متسارعة بسبب الرسوم الجمركية.
-
الهجرة تؤثر على توازن العرض والطلب في سوق العمل.
-
الشركات تختبر حالياً قدرة المستهلكين على تحمل ارتفاع الأسعار، ما قد يفاقم الضغوط التضخمية.
من جانبه، أشار ألبرتو موساليم (فيدرالي سانت لويس) إلى أن الشركات "تختبر موقع منحنى الطلب" برفع الأسعار لمعرفة مدى تقبل السوق.
البيانات الاقتصادية المرتقبة: الفيصل في القرار
الأسواق تترقب بيانات رئيسية ستحدد مسار الفائدة:
-
مؤشر انكماش نفقات الاستهلاك الشخصي (PCE): وهو مقياس التضخم المفضل للفيدرالي، سيصدر يوم الجمعة.
-
تقرير الوظائف لشهر أغسطس: سيصدر بعد أسبوع، وسيكون حاسماً لتقييم ما إذا كانت مخاطر سوق العمل حقيقية أم مبالغاً فيها.
هذه البيانات ستلعب دوراً محورياً في تشكيل قرار الفيدرالي القادم.
الضغوط السياسية: ترامب في مواجهة الفيدرالي
إلى جانب التحديات الاقتصادية، يواجه الفيدرالي ضغوطاً سياسية متزايدة:
-
الرئيس الأميركي دونالد ترامب صعّد من هجماته ضد باول وأعضاء الفيدرالي.
-
هذه الانتقادات تثير مخاوف حول استقلالية السياسة النقدية الأميركية.
-
الأسواق تراقب عن كثب تأثير هذه التوترات على قرارات الفيدرالي المقبلة.
الخلاصة
-
الدولار الأميركي يحاول التعافي لكنه لا يزال تحت الضغط.
-
خطاب باول في جاكسون هول أعاد إشعال توقعات خفض الفائدة لكنه لم يمنح الأسواق ضوءاً أخضر لدورة تيسير قوية.
-
الانقسام داخل الفيدرالي بين صقور التضخم وحمائم سوق العمل يزيد من غموض المشهد.
-
البيانات الاقتصادية المقبلة ستكون الحاسم النهائي لمسار السياسة النقدية واتجاه الدولار.
-
الضغوط السياسية من البيت الأبيض تضيف طبقة جديدة من التعقيد، ما يجعل المرحلة المقبلة شديدة الحساسية للأسواق العالمية.