ارتفاع الدولار الأسترالي والنيوزيلندي بدعم السياسة النقدية وتجاهل الأسواق للرسوم الأميركية

شهدت تداولات يوم الخميس ارتفاعًا طفيفًا للدولار الأسترالي والدولار النيوزيلندي، في ظل تماسكهما عند مستويات دعم رئيسية، متجاهلين إلى حد كبير الموجة الأخيرة من الرسوم الجمركية التي أعلنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

 

في المقابل، ساعدت التطورات في قرارات السياسة النقدية، والنتائج القوية في أسواق الأسهم الأميركية، في دعم هذين العملتين اللتين تُعدان مقياسًا لشهية المخاطرة العالمية.

 

أداء الدولار الأسترالي والنيوزيلندي

ارتفع الدولار الأسترالي والدولار النيوزيلندي يوم الخميس بعدما تمكنا من الثبات عند مستويات دعم رئيسية مهمة من الناحية الفنية، وهو ما عزز شهية المستثمرين للشراء عند هذه المستويات المنخفضة نسبيًا.

 

يأتي هذا في وقت تجاهلت فيه الأسواق العالمية إلى حد كبير أحدث جولات التصعيد في الحرب التجارية التي أطلقها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي أعلن يوم الأربعاء عن حزمة جديدة من الرسوم الجمركية، الأمر الذي أثار في البداية مخاوف بشأن تباطؤ التجارة العالمية والنمو الاقتصادي.

تفاصيل الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يوم الأربعاء عن فرض رسوم جمركية بنسبة 50% على واردات النحاس، في خطوة تصعيدية تستهدف هذا المعدن الصناعي الحيوي. كما شملت الإجراءات الجمركية الجديدة رسوماً بنسبة 50% على السلع القادمة من البرازيل، على أن يبدأ تطبيقها ابتداءً من الأول من أغسطس.

 

إضافة إلى ذلك، كشفت الإدارة الأميركية عن إرسال رسائل إلى سبعة شركاء تجاريين أصغر حجماً، تشرح لهم تفاصيل الإجراءات الجمركية الإضافية التي ستُفرض عليهم.

 

ورغم هذه التطورات المقلقة من الناحية التجارية، فقد بدا أن المتداولين في أسواق العملات والأسهم تجاهلوا بشكل كبير تأثيرها الفوري، ربما في ظل افتراض أن هذه الإجراءات ستخضع لمفاوضات أو سيتم تعديلها قبل دخولها حيز التنفيذ.

قرارات السياسة النقدية تدعم الدولار الأسترالي

في أستراليا، استفاد الدولار الأسترالي من قرار مفاجئ للبنك المركزي الأسترالي بالإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير هذا الأسبوع، وهو ما خالف توقعات بعض المحللين الذين كانوا يراهنون على احتمال خفض الفائدة في وقت قريب.

 

وقد عزز هذا القرار التوقعات بأن البنك المركزي الأسترالي ربما يؤجل بدء دورة التيسير النقدي، ما أضفى دعماً إضافيًا على العملة الأسترالية مقابل العملات الرئيسية الأخرى.

توقعات خفض الفائدة تضغط على الدولار النيوزيلندي

على النقيض من ذلك، تأثر الدولار النيوزيلندي سلبًا نتيجة التوقعات المتزايدة بأن البنك المركزي النيوزيلندي قد يتجه نحو خفض الفائدة في وقت قريب.

 

تُظهر بيانات سوق المقايضات أن هناك احتمالًا بنسبة 62% بأن يقوم البنك المركزي النيوزيلندي بخفض الفائدة في اجتماعه المقبل في أغسطس، خاصة بعدما أبقى أسعار الفائدة دون تغيير في اجتماعه الأخير كما كان متوقعًا على نطاق واسع.

 

علاوة على ذلك، تُسعّر الأسواق حاليًا خفضًا إجماليًا مقداره 37 نقطة أساس في أسعار الفائدة بحلول فبراير من العام المقبل، في إشارة إلى توقعات مستمرة بأن السياسة النقدية ستزداد تيسيرًا في نيوزيلندا.

تعليقات المحللين: الفائدة والرسوم الجمركية ستحدد مسار العملات

قالت كريستينا كليفتون، كبيرة الاقتصاديين في بنك الكومنولث الأسترالي، إن أي خفض للفائدة في نيوزيلندا قد يمنح الدولار الأسترالي بعض الدعم مقابل نظيره النيوزيلندي وأضافت كليفتون:

 

«تأجيل دورة خفض الفائدة من قبل البنك الأسترالي قد يدعم الدولار الأسترالي، لكن زوج العملة AUD/USD سيتأثر في الغالب بأخبار الرسوم الجمركية خلال بقية الأسبوع.»

تُظهر هذه التصريحات أن تطورات السياسة النقدية المحلية ستظل مهمة، لكنها لن تكون العامل الوحيد الذي يحدد مسار العملتين، إذ ستلعب المخاطر التجارية العالمية والأخبار السياسية دورًا محوريًا في تشكيل حركة الأسعار.

 

رغم التصعيد التجاري، أغلقت بورصة وول ستريت تداولات يوم الأربعاء على ارتفاع، مما ساعد في تهدئة مخاوف المستثمرين.

 

وسجلت شركة «نفيديا» الأميركية العملاقة للرقائق مستوى قياسيًا جديدًا في قيمتها السوقية بلغ 4 تريليونات دولار، لتصبح أول شركة في قطاع أشباه الموصلات تبلغ هذه القيمة.

 

هذا الارتفاع في أسواق الأسهم العالمية يعكس شهية قوية للمخاطرة بين المستثمرين، وهو ما دعم الدولار الأسترالي والدولار النيوزيلندي، وكلاهما يُعتبر مؤشراً حساسًا لهذه الشهية، لارتباطهما الوثيق بأسعار السلع والتجارة العالمية.

سعر الدولار الأسترالي والنيوزيلندي

  • الدولار الأسترالي مقابل الدولار الأميركي (AUD/USD):
    ارتفع بنسبة 0.1% إلى 0.6544 دولار أميركي، محافظًا على مكاسب مماثلة حققها في الليلة السابقة. ابتعد الزوج عن أدنى مستوى سجله يوم الاثنين عند 0.6485، وذلك بدعم مباشر من قرار البنك المركزي الأسترالي بالإبقاء على الفائدة.

  • الدولار النيوزيلندي مقابل الدولار الأميركي (NZD/USD):
    صعد 0.1% إلى 0.6005 دولار بعد يومين من الاستقرار النسبي. حافظ الزوج على الدعم عند مستوى 60 سنتًا، لكنه لا يزال أدنى بكثير من ذروته في تسعة أشهر عند 0.6120 دولار.

حركة الأزواج المتقاطعة مقابل الين والدولار النيوزيلندي

  • استقر الدولار الأسترالي مقابل الدولار النيوزيلندي (AUD/NZD) عند 1.089 دولار نيوزيلندي، مقتربًا من أعلى مستوى له في شهرين، مستفيدًا من فارق التوقعات في السياسة النقدية بين البلدين.

  • سجل الدولار الأسترالي مقابل الين الياباني (AUD/JPY) مستوى 95.5 ين، متراجعًا قليلاً عن ذروته في خمسة أشهر البالغة 96.21 ين، لكنه ظل في نطاق مرتفع نسبيًا بفضل تحسن شهية المخاطرة العالمية.

 

الخلاصة

يعكس الأداء الإيجابي النسبي للعملتين الأسترالية والنيوزيلندية قدرة الأسواق على تجاهل موجات التوتر التجاري في المدى القصير، خاصة في ظل دعم من قرارات السياسة النقدية المحلية وارتفاعات قياسية في أسواق الأسهم الأميركية.

 

مع ذلك، تظل المخاطر قائمة، حيث من المتوقع أن تستمر أخبار الرسوم الجمركية، وتوقعات أسعار الفائدة، والتطورات في شهية المخاطرة العالمية، في لعب دور حاسم في توجيه مسار زوجي AUD/USD وNZD/USD خلال الفترة المقبلة.

تم التحديث في: الخميس, 10 تموز 2025 10:39
حقوق النشر © جميع الحقوق محفوظة لشركة أصول