- الرئيسية
- الأخبار
- أخبار العملات والعملات الرقمية
- اليورو تحت الضغط السلبي بعد تعليقات باول الحذرة وسط ترقب قرارات الفيدرالي والمركزي الأوروبي
اليورو تحت الضغط السلبي بعد تعليقات باول الحذرة وسط ترقب قرارات الفيدرالي والمركزي الأوروبي

شهد اليورو تراجعًا ملحوظًا في السوق الأوروبية يوم الأربعاء أمام سلة من العملات العالمية، متجهاً نحو تكبد أول خسارة خلال ثلاثة أيام مقابل الدولار الأمريكي، وذلك في ظل انتعاش العملة الأمريكية بعد تصريحات حذرة من رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول.
ورغم أن البنك المركزي الأوروبي أظهر لهجة أكثر تشددًا من المتوقع في اجتماعه الأخير، فإن المستثمرين يترقبون بيانات اقتصادية أوروبية وأمريكية حاسمة لتحديد المسار القادم للفائدة.
الأداء العام لليورو مقابل الدولار
تراجع اليورو مقابل الدولار بنسبة 0.2% ليصل إلى 1.1795 دولار مقارنة مع سعر افتتاح عند 1.1815 دولار، بعد أن سجل أعلى مستوى خلال الجلسة عند 1.1819 دولار.
وكانت العملة الأوروبية الموحدة قد أنهت تعاملات الثلاثاء بارتفاع طفيف بنسبة 0.1%، وهو ثاني مكسب يومي على التوالي، بدعم من بيانات أمريكية أظهرت تباطؤ الأنشطة الصناعية والتجارية خلال سبتمبر.
قوة الدولار بعد تصريحات باول
ارتفع مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية أمام سلة من ست عملات رئيسية، بنسبة 0.2% إلى 97.080 نقطة، ليحقق أول مكاسب له منذ ثلاثة أيام يأتي هذا الانتعاش وسط تزايد الشكوك بشأن احتمال تنفيذ مزيد من الخفض في أسعار الفائدة الأمريكية قبل نهاية العام.
أعاد جيروم باول التأكيد على أن الاقتصاد الأمريكي يقف أمام معضلة صعبة، حيث يتعين على الفيدرالي الموازنة بين مخاطر التضخم المتسارع ومخاطر ضعف سوق العمل قال باول:
-
التيسير النقدي المبكر قد يرسخ التضخم.
-
التشديد المفرط قد يضر بسوق العمل دون داعٍ.
وأكد أن الفيدرالي لا يمتلك خيارات خالية من المخاطر في هذه المرحلة، وهو ما يفسر اللهجة الحذرة التي أثارت قلق الأسواق.
آراء المحللين
-
قال جيمس نايفتون، كبير وسطاء العملات في شركة كونفيرا، إن تصريحات باول أكدت النهج الحذر للبنك المركزي.
-
وأضاف أن التوازن بين التضخم وسوق العمل يضع صانعي السياسة أمام معضلة مستمرة، وأن أي خطأ في التوقيت قد يؤدي إلى نتائج سلبية مزدوجة.
السياسة النقدية الأوروبية تحت المجهر
على الجانب الأوروبي، لا يتوقع صانعو السياسات في البنك المركزي الأوروبي الحاجة لمزيد من الخفض في أسعار الفائدة للوصول إلى هدف التضخم البالغ 2%.
-
تشير التقديرات إلى أن أسعار الفائدة قد تبقى مستقرة عند مستوياتها الحالية لفترة طويلة، ما لم تواجه منطقة اليورو صدمة اقتصادية كبيرة.
-
حالياً، تسعّر أسواق المال احتمالية خفض الفائدة الأوروبية في أكتوبر بنسبة لا تتجاوز 10%.
-
المتداولون قلصوا بالفعل رهاناتهم على تخفيف السياسة النقدية، معتبرين أن دورة الخفض قد انتهت للعام الحالي.
ويترقب المستثمرون في الفترة المقبلة صدور بيانات اقتصادية أوروبية جديدة، إضافة إلى متابعة تصريحات مسؤولي البنك المركزي الأوروبي التي قد تعيد تشكيل التوقعات.
باول يعيد التأكيد على موقفه
في خطاب أمام غرفة تجارة بروفيدنس في رود آيلاند، شدد باول مجدداً على صعوبة المرحلة الحالية، إذ يواجه التضخم تسارعاً يفوق التوقعات بينما يثير تباطؤ نمو الوظائف القلق بشأن صحة سوق العمل.
-
لم يقدم أي إشارة واضحة حول موعد الخفض القادم للفائدة.
-
أكد أن المخاطر قائمة في الاتجاهين: خفض الفائدة بسرعة قد يفاقم التضخم، بينما البطء الشديد قد يؤدي إلى زيادة البطالة.
وكان الفيدرالي قد خفض الفائدة بالفعل في وقت سابق من الشهر، وهو أول خفض هذا العام، فيما تتوقع الأسواق خفضاً إضافياً بمقدار ربع نقطة مئوية في الاجتماعين المتبقيين للفيدرالي هذا العام.
الموقف الأوروبي من تصريحات ترامب بشأن أوكرانيا
رغم الأجواء السياسية الإيجابية نسبيًا بعد تصريحات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب حول إمكانية استعادة أوكرانيا لأراضيها بدعم من الناتو وأوروبا، لم يستفد اليورو من ذلك وبقي تحت ضغط.
-
هبط زوج اليورو/دولار بنسبة 0.2% إلى 1.1794.
-
الأسواق تعاملت مع تصريحات ترامب بحذر شديد، لغياب أي تقدم ملموس في المفاوضات.
-
يرى محللو ING أن هناك مخاطر هبوطية إضافية على اليورو، خاصة بعد حديث ترامب عن إمكانية مواجهة مباشرة بين الناتو وروسيا إذا استمرت انتهاكات المجال الجوي.
تأثير التطورات على الجنيه الإسترليني
لم يقتصر التأثير على اليورو فقط، بل امتد إلى الإسترليني:
-
انخفض زوج الجنيه الإسترليني/دولار بنسبة 0.3% إلى 1.3487.
-
عاد بذلك قرب أدنى مستوى له في أسبوعين، والذي سجله الأسبوع الماضي، متأثراً بضعف الثقة العامة في الأداء الاقتصادي البريطاني.
الخلاصة والتوقعات
-
اليورو يواجه ضغوطاً مزدوجة: سياسة الفيدرالي الحذرة وتوقعات ثبات الفائدة الأوروبية.
-
الدولار الأمريكي يستمد قوته من تصريحات باول التي توازن بين التضخم والبطالة.
-
الأسواق الأوروبية تترقب البيانات الاقتصادية المقبلة لتحديد مسار السياسة النقدية.
-
العوامل الجيوسياسية مثل تصريحات ترامب حول أوكرانيا تظل عاملاً مؤثراً لكنها لم تمنح اليورو دعماً ملموساً.
في المجمل، تبقى التوقعات على المدى القصير سلبية لليورو مقابل الدولار، مع إمكانية استمرار تقلبات محدودة إلى حين صدور بيانات أمريكية وأوروبية جديدة.