الين يتراجع عن أعلى مستوى في 4 أسابيع واليورو يفقد ذروة 4 سنوات بفعل جني الأرباح
شهدت أسواق العملات العالمية اليوم الأربعاء تحركات ملحوظة اتسمت بتصحيحات فنية وعمليات جني أرباح واسعة النطاق، أدت إلى تراجع الين الياباني عن أعلى مستوى له في أربعة أسابيع مقابل الدولار الأمريكي، كما تخلى اليورو عن ذروته البالغة أربع سنوات أمام العملة الأمريكية.
جاءت هذه التراجعات وسط ترقب المستثمرين لبيانات سوق العمل الأمريكي وتوقعاتهم بشأن مسار أسعار الفائدة في الولايات المتحدة واليابان ومنطقة اليورو، إضافة إلى ترقب كلمة هامة لرئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاجارد في منتدى سينترا في البرتغال.
كما تلقت الأسواق إشارات مهمة من تصريحات جيروم باول، رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، حول السياسة النقدية الأمريكية، إلى جانب القلق من التداعيات المالية لمشروع قانون الضرائب والإنفاق الضخم الذي يناقشه الكونغرس الأمريكي.
أداء الين الياباني
تصحيحات وجني أرباح تدفع العملة اليابانية للتراجع
تراجع الين الياباني في التعاملات الآسيوية صباح الأربعاء مقابل سلة من العملات الرئيسية والثانوية، متخليًا عن أعلى مستوى له في أربعة أسابيع أمام الدولار الأمريكي. يأتي هذا التراجع في ظل عمليات تصحيح وجني أرباح طبيعية بعد موجة ارتفاع قوية دفعت الين لتحقيق مكاسب ملموسة خلال الأيام الماضية.
وقد اتجه المستثمرون إلى البيع لجني الأرباح بعد مكاسب استمرت يومين متتاليين للين أمام الدولار، ليتجه بذلك نحو تكبد أول خسارة له في آخر ثلاثة أيام.
ترقب بيانات التضخم والأجور والبطالة في اليابان
إلى جانب جني الأرباح، تأثرت العملة اليابانية أيضًا بتراجع التوقعات بشأن إمكانية رفع أسعار الفائدة في اليابان خلال شهر يوليو المقبل، عقب نتائج الاجتماع الأخير لبنك اليابان المركزي.
تنتظر الأسواق صدور المزيد من البيانات الاقتصادية الهامة لتحديد مسار السياسة النقدية، خاصة ما يتعلق بمستويات التضخم، نمو الأجور، ومعدلات البطالة في ثالث أكبر اقتصاد في العالم، وهي مؤشرات ستلعب دورًا محوريًا في حسم قرار البنك المركزي الياباني بشأن توقيت أي رفع مستقبلي لأسعار الفائدة.
سعر صرف الين مقابل الدولار اليوم
بحلول الساعة 10:25 صباحًا بتوقيت تركيا، ارتفع سعر الدولار مقابل الين بنسبة 0.33% إلى 143.93 ين، مقارنة بسعر افتتاح اليوم عند 143.39 ين. وخلال التداولات الصباحية، سجّل الدولار أدنى مستوى له عند 143.31 ين.
يأتي ذلك بعد أن كان الين قد حقق مكاسب قوية يوم الثلاثاء، حيث ارتفع بنسبة 0.4% مقابل الدولار في ثاني مكسب يومي له على التوالي، مسجلاً أعلى مستوى له في أربعة أسابيع عند 142.68 ين، مستفيدًا من موجة بيع واسعة للدولار الأمريكي في أسواق الصرف الأجنبي في ذلك اليوم.
أداء الدولار الأمريكي اليوم
مؤشر الدولار يتعافى جزئيًا
ارتفع مؤشر الدولار الأمريكي بنسبة 0.05% صباح الأربعاء، مسجلًا 96.49 نقطة عند الساعة 10:25 بتوقيت تركيا. ويُظهر هذا الارتفاع الطفيف محاولة العملة الأمريكية التماسك فوق أدنى مستوى لها في ثلاث سنوات، وذلك بعد خسائر متواصلة استمرت سبع جلسات متتالية.
يأتي هذا الارتفاع في إطار نشاط عمليات شراء انتهازية من مستويات منخفضة للغاية، في وقت يحاول فيه المستثمرون استشراف المسار المستقبلي لأسعار الفائدة الأمريكية والظروف الاقتصادية.
بيانات سوق العمل الأمريكي تدعم الدولار
حصل الدولار على دعم إضافي من بيانات قوية أظهرت مرونة سوق العمل الأمريكي، حيث سجلت فرص العمل المتاحة في الولايات المتحدة بنهاية مايو نحو 7.77 مليون فرصة، متجاوزة توقعات السوق التي أشارت إلى 7.32 مليون فرصة فقط، كما ارتفعت مقارنة مع 7.4 مليون فرصة في نهاية أبريل.
هذه الأرقام عززت الثقة في متانة سوق العمل الأمريكي، الأمر الذي يُعقد التوقعات بشأن مسار أسعار الفائدة ويزيد من حذر الاحتياطي الفيدرالي في اتخاذ قرارات التيسير النقدي المستقبلية.
ترقب بيانات إضافية هامة
تنتظر الأسواق صدور المزيد من البيانات الاقتصادية المهمة هذا الأسبوع، والتي ستوفر إشارات إضافية حول صحة الاقتصاد الأمريكي وتوجهات السياسة النقدية، بما في ذلك:
-
بيانات وظائف القطاع الخاص التي ستصدر اليوم الأربعاء.
-
بيانات طلبات إعانة البطالة الأسبوعية المقررة يوم الخميس.
-
التقرير الشهري للوظائف (تقرير الوظائف غير الزراعية) لشهر يونيو، وهو من أهم مؤشرات صحة سوق العمل الأمريكي.
تصريحات جيروم باول
ألقى رئيس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي جيروم باول يوم الثلاثاء كلمة في المؤتمر السنوي للبنك المركزي الأوروبي في مدينة سينترا بالبرتغال، حيث أكد أن الفيدرالي يتبنى نهجًا "صبورًا" تجاه المزيد من تخفيضات أسعار الفائدة.
رغم ذلك، لم يغلق باول الباب أمام إمكانية خفض الفائدة في اجتماع هذا الشهر، مشيرًا إلى أن القرار سيعتمد بشكل كامل على البيانات الاقتصادية القادمة. هذه التصريحات عكست نهجًا مرنًا وحذرًا في التعامل مع التضخم ومخاطر التباطؤ الاقتصادي.
المخاوف من تداعيات مشروع قانون ترامب للضرائب والإنفاق
إلى جانب التطورات النقدية، تراقب الأسواق أيضًا تطورات النقاش السياسي في الولايات المتحدة، خاصة مشروع القانون الضخم للضرائب والإنفاق الذي يقترحه الرئيس السابق دونالد ترامب.
تشير التقديرات إلى أن هذا المشروع قد يضيف نحو 3.3 تريليون دولار إلى الدين الوطني الأمريكي. وقد أقر مجلس الشيوخ الأمريكي المشروع بالفعل، ومن المتوقع أن يعود إلى مجلس النواب من أجل الموافقة النهائية عليه.
في هذا السياق، قال رودريجو كاتريل، الخبير الاستراتيجي في بنك أستراليا الوطني، إن تأكيد أن هذه الزيادة في الإصدارات (الديون) تعني أن الإنفاق الحكومي سيتجاوز قدرات الدولة المالية بشكل كبير، وهو ما لا يعد خبرًا جيدًا لسوق سندات الخزانة الأمريكية، وقد يكون من بين أسباب الضغط على قيمة الدولار.
أداء اليورو اليوم
عمليات جني أرباح تعيد التوازن للعملة الأوروبية
في السوق الأوروبية، تراجع اليورو يوم الأربعاء مقابل سلة من العملات العالمية، متخليًا عن أعلى مستوى له في أربع سنوات أمام الدولار الأمريكي. ويأتي هذا التراجع في طريقه لتسجيل أول خسارة خلال العشرة أيام الأخيرة، بعد سلسلة مكاسب قوية متواصلة.
يرجع هذا الهبوط بشكل رئيسي إلى نشاط مكثف لعمليات التصحيح وجني الأرباح، وهي سمة معتادة للأسواق بعد تحركات صعودية قوية وطويلة الأمد.
تماسك الدولار الأمريكي فوق أدنى مستوى له في ثلاث سنوات عزز الضغوط على اليورو، خاصة في ظل صدور بيانات أمريكية قوية حول فرص العمل، والتي دعمت التوقعات ببقاء الفيدرالي في موقف أكثر تشددًا أو حذرًا مقارنة بنظرائه.
بيانات التضخم الأوروبية تزيد الغموض
في أوروبا، زادت بيانات التضخم الصادرة هذا الأسبوع من حالة عدم اليقين حول مسار السياسة النقدية الأوروبية، حيث باتت الأسواق أكثر حذرًا بشأن احتمالات خفض أسعار الفائدة من جانب البنك المركزي الأوروبي في اجتماعه المقرر في يوليو الجاري.
يزداد ترقب المستثمرين لتقييم البنك المركزي الأوروبي للتضخم، خاصة في ظل مستويات التضخم الأساسي المرتفعة نسبيًا في العديد من دول منطقة اليورو، ما قد يعقد قرار التيسير النقدي.
بحلول الساعة 15:15 بتوقيت غرينتش، من المقرر أن تلقي رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاجارد كلمة ختامية في منتدى البنوك المركزية في سينترا البرتغالية.
ينتظر المستثمرون هذه الكلمة بترقب كبير، باعتبارها قد توفر إشارات حاسمة حول نوايا البنك المركزي الأوروبي بشأن أسعار الفائدة والسياسة النقدية في المدى القريب.
سعر صرف اليورو أمام الدولار اليوم
بحلول الساعة 10:25 صباحًا بتوقيت تركيا، تراجع اليورو مقابل الدولار بنسبة 0.20% إلى 1.1778 دولار، منخفضًا من سعر افتتاح اليوم عند 1.1806 دولار، بعد أن سجل أعلى مستوى يومي عند 1.1810 دولار.
يأتي هذا بعد أن كان اليورو قد أنهى تعاملات الثلاثاء مرتفعًا بنحو 0.2% مقابل الدولار، مسجلًا تاسع مكسب يومي على التوالي في أطول سلسلة مكاسب يومية له في عام 2025، ووصل إلى أعلى مستوى في أربع سنوات عند 1.1830 دولار.
خاتمة وتحليل
يُظهر مسار الأسواق اليوم أن المتداولين باتوا أكثر حذرًا مع اقتراب صدور بيانات محورية من الولايات المتحدة وأوروبا.
-
عمليات جني الأرباح والتصحيحات الفنية تضغط على العملات التي حققت مكاسب كبيرة مؤخرًا مثل الين واليورو.
-
الدولار يحاول التماسك مدعومًا ببيانات سوق عمل أمريكي مرنة.
-
التوقعات بشأن السياسة النقدية تزداد غموضًا، في ظل إشارات حذرة من الاحتياطي الفيدرالي وترقب الأسواق لموقف البنك المركزي الأوروبي.
-
السياسة المالية الأمريكية، مع مشروع قانون إنفاق ضخم، تضيف طبقة أخرى من التعقيد على مشهد العملات العالمية.
كل هذه العوامل تؤكد أن الأسواق ستظل شديدة الحساسية لأي إشارات جديدة في الأيام المقبلة، سواء من البيانات الاقتصادية أو من تصريحات مسؤولي البنوك المركزية الكبرى.