الين الياباني يستأنف مكاسبه واليورو يقترب من قمة شهرين وسط ترقّب حاسم للمركزي الأوروبي
شهدت أسواق العملات العالمية مطلع الأسبوع تحركات لافتة، تصدّرها صعود الين الياباني واستقرار اليورو قرب أعلى مستوياته في شهرين، في وقت يواصل فيه الدولار الأمريكي التعرض لضغوط واضحة بفعل السياسة النقدية الأقل تشددًا للاحتياطي الفيدرالي.
وتأتي هذه التحركات في ظل أسبوع حافل باجتماعات بنوك مركزية كبرى، على رأسها بنك اليابان والبنك المركزي الأوروبي، ما يرفع منسوب الترقب والحذر في الأسواق.
أداء الين الياباني اليوم
ارتفع الين الياباني مقابل سلة من العملات الرئيسية والثانوية، مستأنفًا مكاسبه التي توقفت مؤقتًا بنهاية الأسبوع الماضي أمام الدولار الأمريكي. ويأتي هذا الأداء القوي مدعومًا بعاملين رئيسيين: ضعف العملة الأمريكية من جهة، وازدياد الطلب الاستباقي على الين قبيل اجتماع بنك اليابان المرتقب من جهة أخرى.
ويُظهر المستثمرون إقبالًا متزايدًا على شراء الين مع اقتراب اجتماع بنك اليابان المقرر يومي الخميس والجمعة، حيث تسعّر الأسواق على نطاق واسع احتمال رفع أسعار الفائدة بنحو 25 نقطة أساس، في ثاني خطوة تشديد نقدي يتخذها البنك هذا العام، وهو ما يعكس تحولًا تدريجيًا في السياسة النقدية اليابانية بعد سنوات طويلة من التيسير.
سعر صرف الين الياباني اليوم:
-
تراجع الدولار الأمريكي مقابل الين بنسبة 0.4% إلى 155.18 ين
-
سعر الافتتاح: 155.80 ين
-
أعلى مستوى خلال الجلسة: 155.99 ين
وكان الين قد أنهى تعاملات يوم الجمعة منخفضًا بنحو 0.15% مقابل الدولار، مسجلًا أول خسارة له خلال ثلاثة أيام، وذلك في إطار عمليات جني أرباح محدودة والتقاط أنفاس، بالتزامن مع توقف مؤقت في هبوط العملة الأمريكية.
الدولار الأمريكي تحت ضغط مستمر
واصل الدولار الأمريكي أداءه الضعيف مع بداية الأسبوع، حيث انخفض مؤشر الدولار يوم الاثنين بنحو 0.1%، مقتربًا مجددًا من أدنى مستوياته في شهرين، ليعكس استمرار الضغوط السلبية على العملة الأمريكية أمام سلة من العملات العالمية.
ويعود هذا الضعف إلى تداعيات الاجتماع الأخير لمجلس الاحتياطي الفيدرالي، والذي جاء أقل تشددًا مما كانت تتوقعه الأسواق، الأمر الذي أعاد إحياء الرهانات على استمرار دورة خفض أسعار الفائدة الفيدرالية خلال عام 2026.
هذه التوقعات قلّصت من جاذبية الدولار، ودفعت المستثمرين لإعادة توزيع مراكزهم باتجاه عملات أخرى ذات آفاق نقدية أكثر تشددًا نسبيًا.
أداء سعر اليورو اليوم
في السوق الأوروبية، حافظ اليورو على تداولاته القوية، ليتحرك قرب أعلى مستوى له في شهرين مقابل الدولار الأمريكي، مستفيدًا هو الآخر من ضعف العملة الأمريكية، إضافة إلى تحسن نسبي في التوقعات الاقتصادية داخل منطقة اليورو.
سعر صرف اليورو اليوم:
-
ارتفع اليورو مقابل الدولار بنسبة 0.1% إلى 1.1745 دولار
-
سعر الافتتاح: 1.1735 دولار
-
أدنى مستوى خلال الجلسة: 1.1728 دولار
وكان اليورو قد أنهى تعاملات يوم الجمعة مستقرًا دون تغيير يُذكر مقابل الدولار، بعد أن سجل مكاسب على مدار يومين متتاليين، بلغ خلالها أعلى مستوى في شهرين عند 1.1763 دولار.
وعلى أساس أسبوعي، حقق اليورو مكاسب قوية بلغت 0.85% مقابل الدولار، مسجلًا ثالث ارتفاع أسبوعي متتالٍ، مدعومًا بتقلص فجوة أسعار الفائدة بين أوروبا والولايات المتحدة، إلى جانب التفاؤل المتزايد بشأن احتمالات التوصل إلى اتفاق سلام بين روسيا وأوكرانيا، وهو عامل داعم لاستقرار الاقتصاد الأوروبي.
الأنظار على اجتماع البنك المركزي الأوروبي
تتجه أنظار الأسواق هذا الأسبوع إلى اجتماع البنك المركزي الأوروبي، المقرر عقده يومي الأربعاء والخميس، في ختام اجتماعات السياسة النقدية لعام 2025.
وتشير التوقعات شبه الإجماعية إلى إبقاء أسعار الفائدة الأوروبية دون تغيير، وذلك للاجتماع الرابع على التوالي، عند نطاق 2.15%، وهو أدنى مستوى للفائدة الأوروبية منذ أكتوبر 2022.
ورغم ترجيح تثبيت الفائدة، إلا أن المستثمرين يترقبون عن كثب نبرة البيان الصحفي وتصريحات رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاجارد، بحثًا عن إشارات جديدة حول مستقبل السياسة النقدية خلال عام 2026، ولا سيما ما يتعلق بإمكانية استئناف دورة خفض أسعار الفائدة.
وكانت لاجارد قد أشادت الأسبوع الماضي بتحسّن الأنشطة الاقتصادية في منطقة اليورو خلال الفترة الأخيرة، ملمّحة إلى احتمال رفع توقعات النمو الاقتصادي خلال اجتماع هذا الأسبوع، وهو ما قد يمنح اليورو دعمًا إضافيًا في حال تأكدت هذه الإشارات.
خلاصة المشهد في أسواق العملات
-
الين الياباني: مدعوم بتوقعات رفع الفائدة وزيادة الطلب الاستباقي قبل اجتماع بنك اليابان.
-
اليورو: مستقر قرب قمم شهرين بدعم من تحسن التوقعات الاقتصادية وترقب حاسم لقرارات المركزي الأوروبي.
-
الدولار الأمريكي: يواصل التراجع تحت وطأة السياسة النقدية الأقل تشددًا وتزايد رهانات خفض الفائدة خلال 2026.
ومع ازدحام الأجندة الاقتصادية هذا الأسبوع، تبقى أسواق العملات في حالة ترقب مرتفعة، بانتظار ما ستسفر عنه اجتماعات البنوك المركزية الكبرى، والتي قد ترسم ملامح الاتجاهات الرئيسية للعملات خلال الأسابيع المقبلة.