- الرئيسية
- الأخبار
- أخبار السلع والمعادن والمؤشرات
- الذهب يواصل تحطيم الأرقام القياسية وسط ترقب خفض الفائدة وتصاعد الاضطرابات التجارية
الذهب يواصل تحطيم الأرقام القياسية وسط ترقب خفض الفائدة وتصاعد الاضطرابات التجارية

يشهد الذهب موجة صعود غير مسبوقة، حيث يواصل تسجيل مستويات قياسية مدعومًا بحالة عدم اليقين التي تخيم على الأسواق العالمية، وتزايد قناعة المستثمرين بأن مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي سيتجه إلى خفض أسعار الفائدة خلال اجتماعه المرتقب هذا الشهر.
في الوقت ذاته، جاءت قرارات قضائية ضد الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب لتزيد من الاضطرابات في المشهد التجاري العالمي، بينما تواصل الضغوط السياسية على الفيدرالي تأجيج المخاوف بشأن استقلالية السياسة النقدية.
المقال يستعرض جميع هذه العوامل التي عززت الطلب على المعدن الأصفر كملاذ آمن، كما يرصد تأثيرها على أسواق المعادن الأخرى وتحركات المستثمرين قبيل صدور بيانات الوظائف الأميركية الحاسمة.
أداء أسعار الذهب اليوم
مددت أسعار الذهب العالمية مكاسبها القياسية يوم الأربعاء، مدعومةً بحالة عدم اليقين التي تخيم على الأسواق العالمية، وبزيادة قناعة المستثمرين بأن مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي يتجه نحو خفض أسعار الفائدة خلال اجتماعه هذا الشهر هذا الزخم المتصاعد جعل المعدن النفيس يرسخ موقعه كملاذ آمن في ظل التوترات السياسية والاقتصادية المتلاحقة.
حتى الآن، يحقق الذهب، إلى جانب المعادن الثمينة والصناعية الأخرى، مكاسب قوية منذ بداية الأسبوع، ما يعكس انتقال المستثمرين نحو الأصول الدفاعية وسط تقلبات الأسواق العالمية.
قرارات قضائية تزيد اضطراب المشهد التجاري
البداية جاءت بعد حكم محكمة استئناف أميركية قضى بأن غالبية الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب غير قانونية، مع السماح باستمرارها فقط حتى منتصف أكتوبر.
الحكم فتح الباب أمام اضطرابات جديدة في التجارة العالمية، إذ قد تضطر واشنطن إلى إعادة التفاوض بشأن الاتفاقيات التجارية الأخيرة في حال صدور أحكام أخرى مشابهة.
ترامب لم يتأخر في الرد، إذ انتقد القرار وأكد عزمه استئنافه أمام المحكمة العليا. وفي خطوة لاحقة، أعلنت إدارته أنها ستطلب من المحكمة العليا البت بشكل عاجل في هذه القضية، ما يزيد من حالة الغموض في الأسواق العالمية ويعزز احتمالات تصاعد التوترات التجارية.
إيليا سبيفاك، رئيس الاقتصاد الكلي العالمي في شركة "تاستي لايف"، علق قائلاً: "القرار أدخل الكثير من الشكوك في السوق، لأنه قد يغير جذريًا المشهد الاقتصادي الكلي إذا لم يكن في صالح الرئيس. كما أن محاولة تقويض استقلالية الاحتياطي الفيدرالي تمثل قضية بالغة الأهمية، والتحيز لصالح الذهب واضح للغاية، والزخم يميل باتجاه واحد."
ضغوط سياسية على الفيدرالي
التطورات القضائية ترافقها ضغوط سياسية متزايدة من جانب ترامب على مجلس الاحتياطي الفيدرالي. فقد واصل الرئيس السابق دعواته العلنية لخفض أسعار الفائدة، بل وصل الأمر إلى التهديد بإقالة رئيس المجلس جيروم باول.
كما حاول في وقت سابق إقالة عضو مجلس المحافظين ليزا كوك، في خطوة اعتُبرت تصعيدًا خطيرًا يثير تساؤلات قانونية حول قدرة الفيدرالي على العمل باستقلالية بعيدًا عن التدخل السياسي.
هذه الضغوط السياسية تضيف إلى حالة عدم اليقين، وتزيد من ميل المستثمرين نحو الذهب كملاذ آمن.
خفض الفائدة يرفع جاذبية الذهب
الأسواق المالية باتت شبه متيقنة من أن الفيدرالي سيتجه نحو خفض أسعار الفائدة. عقود الفائدة الأميركية الآجلة تسعّر باحتمال 92% لخفض بمقدار 25 نقطة أساس في ختام اجتماع السياسة النقدية المقرر في 17 سبتمبر، وفقًا لأداة متابعة الفائدة الأميركية على موقع إنفستنغ السعودية.
في بيئة أسعار الفائدة المنخفضة، يتعزز أداء الذهب الذي لا يدر عائدًا، وهو ما يفسر الزيادة الواضحة في الطلب. بالفعل، أعلن SPDR Gold Trust، أكبر صندوق تداول مدعوم بالذهب في العالم، أن حيازاته ارتفعت بنسبة 1.32% لتصل إلى 990.56 طن يوم الثلاثاء، وهو أعلى مستوى منذ أغسطس 2022.
أنظار المستثمرين تتجه الآن إلى بيانات الوظائف غير الزراعية الأميركية المقرر صدورها يوم الجمعة المقبل، والتي ستكون حاسمة في تحديد حجم خفض الفائدة المحتمل من جانب الفيدرالي لاحقًا هذا الشهر.
الدولار الأميركي بدوره يواجه اختبارًا كبيرًا مع صدور هذه البيانات، إذ أن أي ضعف في سوق العمل سيعزز احتمالات الخفض، بينما قوة الأرقام قد تدفع الأسواق إلى إعادة تقييم رهاناتها.
أداء الذهب والمعادن الأخرى
على صعيد التداولات، ارتفع الذهب الفوري بنسبة 0.1% ليصل إلى 3,537.76 دولار للأونصة عند الساعة 11:20 بتوقيت تركيا ، بعد أن لامس مستوى قياسيًا عند 3,546.99 دولار في وقت سابق من الجلسة. كما صعدت العقود الآجلة للذهب الأميركي تسليم ديسمبر بنسبة 0.3% لتسجل 3,603.50 دولار.
أما المعادن الأخرى فقد شهدت تحركات متباينة:
-
تراجعت الفضة الفورية بنسبة 0.4% إلى 40.74 دولار للأونصة، بعد أن سجلت في الجلسة السابقة أعلى مستوى لها منذ سبتمبر 2011.
-
انخفض البلاتين بنسبة 0.1% ليصل إلى 1,401.59 دولار.
-
بينما قفز البلاديوم بنسبة 1.5% ليسجل 1,146.75 دولار.
خلاصة
ما بين الاضطرابات التجارية، الضغوط السياسية على الاحتياطي الفيدرالي، وتصاعد التوقعات بخفض أسعار الفائدة، يجد الذهب نفسه في موقع مثالي لتعزيز مكانته كملاذ آمن. ومع ترقب بيانات الوظائف الأميركية، يبقى الزخم في صالح المعدن الأصفر، في وقت تعكس فيه الأسواق حالة من القلق والتقلبات غير المسبوقة.