- الرئيسية
- الأخبار
- أخبار السلع والمعادن والمؤشرات
- الذهب يسجل مستوى قياسي ويحقق أفضل مكاسب أسبوعية في ثلاثة أشهر
الذهب يسجل مستوى قياسي ويحقق أفضل مكاسب أسبوعية في ثلاثة أشهر

شهدت أسواق المعادن الثمينة هذا الأسبوع واحدة من أكثر الجلسات إثارة منذ مطلع العام، إذ واصل الذهب مساره الصعودي ليسجل مستويات قياسية جديدة، محققاً أفضل أداء أسبوعي له منذ ثلاثة أشهر جاء هذا الارتفاع في وقت يترقب فيه المستثمرون بقلق السياسات النقدية الأمريكية، خاصة بعد صدور بيانات أظهرت تراجعاً واضحاً في قوة سوق العمل.
أداء الذهب في نهاية الأسبوع
أنهت عقود الذهب الآجلة تعاملات الجمعة عند مستوى 3,641.40 دولار للأوقية، مسجلة ارتفاعاً يومياً بنسبة 0.96%، فيما صعدت العقود الفورية إلى 3,590.25 دولار بزيادة قدرها 1.26%.
وبذلك يكون المعدن الأصفر قد أنهى الأسبوع على مكاسب أسبوعية بنحو 4%، وهي الأقوى منذ يونيو الماضي.
في المقابل، تعرض مؤشر الدولار الأمريكي لضغوط ملحوظة، حيث تراجع بنسبة 0.53% ليغلق عند 97.77 نقطة أمام سلة من العملات الرئيسية، ما زاد من جاذبية الذهب بالنسبة للمستثمرين حاملي العملات الأخرى.
أما الفضة، فقد أغلقت عقودها الآجلة عند 41.46 دولار للأوقية بارتفاع طفيف بلغ 0.10%، لتعكس اتجاهاً أكثر حذراً مقارنة بالذهب.
البيانات الأمريكية في دائرة الضوء
أبرز العوامل التي دفعت الذهب للصعود كان تقرير الوظائف الأمريكي لشهر أغسطس، والذي أظهر تباطؤاً ملحوظاً في وتيرة التوظيف، حيث تراجع نمو الوظائف بشكل أكبر من التوقعات، بينما ارتفع معدل البطالة إلى 4.3%.
هذه الأرقام أعطت إشارات قوية إلى أن سوق العمل الأمريكي بدأ يفقد زخمه، وهو ما يثير مخاوف بشأن تباطؤ النمو الاقتصادي في الولايات المتحدة، أكبر اقتصاد عالمي.
إضافة إلى ذلك، ارتفعت طلبات إعانة البطالة الأسبوعية بأكثر من المتوقع، في حين كشف تقرير مؤسسة ADP عن نمو ضعيف في وظائف القطاع الخاص. هذه المؤشرات مجتمعة دعمت التوقعات بأن الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي قد يجد نفسه مضطراً إلى خفض أسعار الفائدة في اجتماعه المرتقب هذا الشهر.
انعكاسات السياسة النقدية على الذهب
الذهب، بصفته أصلاً لا يدرّ عائداً، يكتسب جاذبية أكبر في بيئة أسعار الفائدة المنخفضة، إذ يقل الفارق بين العوائد التي تقدمها الأصول الأخرى مثل السندات الحكومية مقارنة بالمعدن النفيس.
ومع وصول التوقعات في الأسواق – وفقاً لأداة "فيد ووتش" التابعة لمجموعة CME – إلى تسعير يقارب 100% لاحتمال خفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في سبتمبر، ارتفعت شهية المستثمرين لزيادة مراكزهم في الذهب.
العوامل الجيوسياسية والاقتصادية الداعمة
لا يقتصر دعم الذهب على السياسة النقدية فحسب، بل يستفيد أيضاً من حالة الضبابية العالمية فاستمرار التوترات بين روسيا وأوكرانيا، وتنامي المخاطر المرتبطة بالاقتصاد الصيني، إلى جانب التذبذبات في أسعار الطاقة، جميعها عززت الطلب على الذهب كملاذ آمن.
كذلك، تُواصل البنوك المركزية حول العالم، وعلى رأسها في آسيا والشرق الأوسط، تعزيز احتياطياتها من الذهب كجزء من استراتيجية تنويع الأصول بعيداً عن الدولار.
ومن المقرر أن تصدر بيانات البنك المركزي الصيني الخاصة باحتياطيات الذهب لشهر أغسطس خلال عطلة نهاية الأسبوع، والتي من المتوقع أن تسلط الضوء على مدى استمرار هذا الاتجاه رغم الارتفاعات القياسية للأسعار.
الطلب الاستهلاكي العالمي
في المقابل، فإن الارتفاع الكبير في الأسعار حدّ من الطلب الفعلي على الذهب في أكبر سوقين استهلاكيين عالميين، الصين والهند فقد تراجع الإقبال على شراء المجوهرات والعملات الذهبية نتيجة ارتفاع الأسعار إلى مستويات تاريخية، ما يشير إلى أن الزخم الحالي مدفوع أكثر بالاستثمار والمضاربة لا بالاستهلاك المادي.
أداء الذهب منذ بداية العام
منذ مطلع عام 2025، قفزت أسعار الذهب بأكثر من 36%، بعد ارتفاع سنوي قدره 27% في 2024. ويعكس هذا الأداء الاستثنائي تضافر عدة عوامل:
-
ضعف الدولار الأمريكي.
-
توجه البنوك المركزية نحو تيسير السياسة النقدية.
-
استمرار عمليات شراء الذهب من المؤسسات الرسمية.
-
تصاعد المخاطر الجيوسياسية والاقتصادية عالمياً.
رؤية المحللين
قال تيم ووترر، كبير محللي السوق في شركة KCM Trade:
"الذهب يواصل الصعود بدعم من توقعات خفض الفائدة، والضبابية الاقتصادية، والتوترات الجيوسياسية. كما أن تصريحات الإدارة الأمريكية حول توجهات السياسة النقدية، وخاصة جهود الرئيس السابق دونالد ترامب لإعادة تشكيل الاحتياطي الفيدرالي نحو مزيد من التيسير، تدفع المستثمرين إلى زيادة انكشافهم على الأصول الآمنة".
خلاصة المشهد
يرى خبراء أن مسار الذهب في الفترة المقبلة سيظل مرهوناً بمسارين رئيسيين:
-
قرارات الفيدرالي الأمريكي بشأن الفائدة، والتي قد تحدد اتجاه الذهب على المدى القصير.
-
الظروف الجيوسياسية والاقتصادية العالمية، التي تواصل دعم الطلب على الملاذات الآمنة.
ومع تزايد مؤشرات تباطؤ الاقتصاد الأمريكي وضعف سوق العمل، إلى جانب ضبابية الأوضاع العالمية، يبدو أن الذهب قد يستمر في رحلة صعوده، وربما يسجل مستويات قياسية جديدة في الأشهر المقبلة إذا ما تحقق السيناريو المتوقع بخفض الفائدة.