تواصل أسعار الذهب تحركاتها في نطاق هبوطي للأسبوع الثاني على التوالي، متأثرة بمزيج من العوامل الاقتصادية والأسواق المالية العالمية ورغم حالة الاستقرار النسبي التي شهدتها الأسعار خلال تعاملات صباح الجمعة، إلا أن الضغوط على المعدن الأصفر تتزايد بفعل ارتفاع عوائد سندات الخزانة الأميركية.
إلى جانب ترقب الأسواق لصدور تقرير الوظائف غير الزراعية في الولايات المتحدة، وهو أحد المؤشرات الاقتصادية الرئيسية التي تعكس صحة سوق العمل.
تأتي هذه التراجعات في ظل استمرار المستثمرين في تقييم بيانات طلبات إعانة البطالة الأميركية التي صدرت مؤخرًا، وتوجه الأنظار نحو موقف الاحتياطي الفدرالي من خفض أسعار الفائدة في اجتماعه القادم. هذه العوامل مجتمعة تضع الذهب تحت ضغوط إضافية، حيث يسعى المستثمرون لفهم ملامح السياسة النقدية المقبلة وسط بيئة اقتصادية متقلبة.
أداء أسعار الذهب وتحديث السوق
شهدت أسعار الذهب انخفاضًا ملحوظًا خلال الأسبوع، حيث سجلت في المعاملات الفورية 2,638 دولارًا للأونصة بحلول الساعة 11:00 بتوقيت تركيا، متراجعة بنسبة 0.8% منذ بداية الأسبوع. وفي العقود الآجلة، بلغت الأسعار 2,660.39 دولارًا للأونصة.
جاء هذا التراجع في ظل ارتفاع عوائد سندات الخزانة الأميركية لأجل عشر سنوات بنسبة 0.3%، مدفوعة ببيانات طلبات إعانة البطالة الأسبوعية، مما أثر على جاذبية الذهب كملاذ آمن.
الترقب لتقرير الوظائف الأميركية
يتجه اهتمام الأسواق إلى بيانات الوظائف غير الزراعية التي قد توفر إشارات حاسمة حول سياسات الاحتياطي الفدرالي المقبلة.
-
توقعات سوق العمل:
أظهر استطلاع أجرته رويترز أن الوظائف غير الزراعية من المرجح أن تسجل زيادة قدرها 200 ألف وظيفة في نوفمبر، مقارنة بزيادة طفيفة بلغت 12 ألف وظيفة فقط في أكتوبر، وهو الرقم الأدنى منذ ديسمبر 2020.
-
تأثير التقرير على أسعار الذهب:
أشار رئيس استراتيجية السلع في Saxo Bank، أولي هانسن، إلى أن أي ضعف في بيانات الوظائف قد يضيف دعمًا لأسعار الذهب، بينما يتم تسعير البيانات القوية بشكل كبير بالفعل في السوق الحالية.
تصريحات مسؤولي الاحتياطي الفدرالي
أكد جيروم باول، رئيس الاحتياطي الفدرالي، خلال حديثه يوم الأربعاء، أن الاقتصاد الأميركي يظهر قوة أكبر من المتوقع، مما يدفعه لاتخاذ موقف أكثر حذرًا تجاه خفض أسعار الفائدة.
وتعكس توقعات السوق احتمالات بنسبة 70% لخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماع الاحتياطي الفدرالي المقبل يومي 17 و18 ديسمبر.
عوامل أخرى تؤثر على الذهب
-
أداء الأصول المنافسة:
سجلت عملة بتكوين ارتفاعًا تاريخيًا لتتجاوز حاجز 100 ألف دولار لأول مرة يوم الخميس، لكنها عادت للتراجع لاحقًا.
-
تأثير الصناعة على المعادن الأخرى:
وفقًا لتقرير بنك ANZ، كان استبدال البلاديوم بالبلاتين في صناعة محفزات السيارات عاملًا رئيسيًا في انخفاض الطلب على البلاديوم، مما أضاف ديناميكية جديدة في سوق المعادن.
توقعات السوق المستقبلية
في ظل البيئة الحالية، يظل الذهب مرتبطًا ارتباطًا وثيقًا بتوقعات أسعار الفائدة الأميركية. وكما أشار ديفيد ميغر، مدير تداول المعادن في High Ridge Futures:
"نحن في فترة ركود، ونترقب بيانات أو حوافز جديدة قد تدفع الذهب للخروج من النطاق الحالي".
الخلاصة : يبقى التركيز الأكبر على تقرير الوظائف الأميركية الذي قد يكون له تأثير حاسم على مسار أسعار الذهب والأسواق المالية. ومع استمرار البيئة الضاغطة بفعل عوائد السندات المرتفعة، يبقى الذهب تحت ضغط حتى ظهور إشارات واضحة من الاحتياطي الفدرالي بشأن خفض الفائدة.
