سجلت أسعار الذهب ارتفاعًا خلال تعاملات الجمعة بفعل بيانات قوية من سوق العمل الأمريكي، والتي عززت التوقعات بخفض أسعار الفائدة الأمريكية قريبًا. في الوقت ذاته، استأنف البنك المركزي الصيني شراء الذهب بعد توقف استمر ستة أشهر، مما يعكس اهتمامًا عالميًا متزايدًا بالمعدن الثمين كملاذ آمن وسط تحديات اقتصادية وجيوسياسية.
أداء أسعار الذهب والدولار
مع نهاية تداولات الجمعة، ارتفعت العقود الآجلة للذهب تسليم فبراير بنسبة 0.4%، ليصل سعر الأوقية إلى 2659.6 دولار، رغم تسجيل خسائر أسبوعية طفيفة بنسبة 0.8%. أما العقود الفورية، فقد أغلقت عند 2632 دولار للأوقية.
في المقابل، سجل مؤشر الدولار الذي يقيس أداء العملة الأمريكية أمام سلة من ست عملات رئيسية ارتفاعًا بنسبة 0.32%، ليبلغ 106.04 نقطة، ما أضاف ضغطًا على مكاسب الذهب، نظرًا للعلاقة العكسية بين المعدن النفيس وقوة الدولار.
بيانات الوظائف الأمريكية وتأثيرها على الذهب
أصدرت وزارة العمل الأمريكية تقرير الوظائف لشهر نوفمبر، والذي أظهر إضافة 227 ألف وظيفة، متجاوزًا التوقعات البالغة 214 ألف وظيفة. وعلى الرغم من ارتفاع معدل البطالة إلى 4.2% من 4.1%، إلا أن البيانات الإيجابية دعمت التوقعات بخفض وشيك لأسعار الفائدة.
وفقًا للأسواق، بلغت احتمالات خفض الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة خلال اجتماعه في ديسمبر 90%، مقارنة بـ 67% فقط قبل صدور التقرير. هذا التوجه سيعزز الطلب على الذهب مستقبلاً كملاذ آمن مع تراجع العائد على الدولار.
التحليل الفني للذهب
- المستويات المقاومة:
- 2682 دولار للأوقية (أعلى مستوى للأسبوع الحالي).
- 2700 دولار للأوقية (مستوى نفسي قوي).
- المستويات الدعم:
- 2650 دولار للأوقية (دعم أولي).
- 2600 دولار للأوقية (دعم فني قوي).
يشير الأداء الفني إلى ميزة قريبة للمضاربين على الارتفاع، إذ يسعون لتحقيق إغلاق فوق مستوى 2748 دولار أما المضاربون على الانخفاض، فيستهدفون كسر مستوى الدعم عند 2600 دولار لتأكيد الاتجاه الهبوطي.
الصين تعود لشراء الذهب
أعلن بنك الشعب الصيني عن زيادة احتياطياته من الذهب بمقدار 160 ألف أونصة خلال نوفمبر، ليصل الإجمالي إلى 72.96 مليون أونصة. جاء هذا القرار بعد توقف عن الشراء استمر ستة أشهر، حيث حافظت الصين على استراتيجية تنويع احتياطياتها لتقليل الاعتماد على الدولار والتحوط ضد مخاطر تراجع قيمة العملات.
أهمية الخطوة الصينية
- تعزيز أسعار الذهب: استمرار الصين في الشراء يُعطي ثقة للأسواق العالمية بأن الطلب على المعدن لن يتراجع.
- تحوط استراتيجي: يأتي الشراء في ظل وصول أسعار الذهب إلى مستويات قياسية خلال أكتوبر مدفوعة بالتوترات الجيوسياسية والانتخابات الأمريكية الأخيرة.
سلوك السوق الصيني تجاه الذهب
رغم ارتفاع أسعار الذهب بنسبة 30% منذ بداية العام، إلا أن هناك تباينًا في الطلب داخل الصين:
- تراجع مبيعات المجوهرات: مع ارتفاع الأسعار، انخفض الإقبال على السلع الكمالية مثل المجوهرات.
- استقرار مبيعات السبائك والعملات الذهبية: حافظ المستثمرون على شراء الذهب كوسيلة لحماية الثروات وسط ضعف الاقتصاد المحلي.
عوامل رئيسية تؤثر على أسعار الذهب
- التوترات الجيوسياسية:
استمرار الصراعات في الشرق الأوسط وأوكرانيا يدفع المستثمرين نحو الذهب كملاذ آمن.
- السياسات النقدية الأمريكية:
توقعات خفض الفائدة الأمريكية تعزز الطلب على الذهب، مع تراجع جاذبية الدولار.
- الدور المؤسسي:
البنوك المركزية، وعلى رأسها الصين، تستمر في زيادة احتياطيات الذهب، مما يدعم ارتفاع الأسعار.
توقعات السوق للفترة المقبلة
- من المتوقع أن يواصل الذهب تداولاته ضمن مستويات مرتفعة، خاصة مع استمرار دعم العوامل الاقتصادية والجيوسياسية.
- حركة الأسعار ستعتمد على تطورات الدولار وقرارات الاحتياطي الفيدرالي.
- إذا تم تأكيد خفض الفائدة، قد نشهد ارتفاعات إضافية تدفع الذهب لتجاوز مستويات المقاومة الفنية الحالية.
بهذا، يبقى الذهب خيارًا قويًا للمستثمرين الباحثين عن الأمان في ظل حالة عدم اليقين الاقتصادي والسياسي.
