- الرئيسية
- الأخبار
- أخبار السلع والمعادن والمؤشرات
- انخفاض أسعار الذهب متأثرة بانحسار التوترات التجارية العالمية وتراجع الإقبال على الأصول الآمنة
انخفاض أسعار الذهب متأثرة بانحسار التوترات التجارية العالمية وتراجع الإقبال على الأصول الآمنة

تراجعت أسعار الذهب خلال تعاملات يوم الخميس متأثرة بانحسار التوترات التجارية العالمية وتراجع الإقبال على الأصول الآمنة، على الرغم من الدعم المستمر الذي يوفره ضعف الدولار.
وشهدت الأسواق تحسناً في شهية المخاطرة مع التقدّم في المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة وشركائها، لا سيما الاتحاد الأوروبي واليابان، مما زاد من التوقعات بإبرام مزيد من الاتفاقات التجارية في الفترة المقبلة.
أداء أسعار الذهب اليوم
شهدت أسعار الذهب انخفاضاً ملحوظاً خلال تداولات يوم الخميس، مواصلة خسائرها للجلسة الثانية على التوالي، مع تراجع الإقبال على الأصول الآمنة بسبب تحسّن الأوضاع الجيوسياسية والاقتصادية، وبالأخص على صعيد المحادثات التجارية بين القوى الكبرى.
وتراجع سعر الذهب الفوري إلى نحو 3,375.69 دولاراً للأونصة، منخفضاً بنسبة 0.35% حتى الساعة 10:00 بتوقيت تركيا، بعد هبوط بنسبة 1.3% في الجلسة السابقة، في حين انخفضت العقود الآجلة الأمريكية للذهب بنسبة 0.49% لتسجل 3,381 دولاراً للأونصة.
وفي جلسة يوم الأربعاء، أغلقت عقود الذهب الآجلة تسليم أغسطس على تراجع بنسبة 1.33% أو 46.1 دولاراً، لتصل إلى 3,397.60 دولاراً للأونصة، في ظل موجة بيع وجني أرباح بعد تقارير إيجابية على صعيد العلاقات التجارية.
تقدم في المحادثات التجارية
كان الدافع الرئيسي لانخفاض أسعار الذهب هو التقارير المتتالية التي تشير إلى إحراز تقدم ملموس في المفاوضات التجارية بين الولايات المتحدة وكل من الاتحاد الأوروبي واليابان.
فقد أفادت وكالة "بلومبرغ" أن الاتحاد الأوروبي أبدى استعداده لقبول رسوم جمركية بنسبة 15% على معظم صادراته إلى الولايات المتحدة، في خطوة يُنظر إليها على أنها تنازل كبير لتجنب تصعيد النزاع التجاري.
وبموازاة ذلك، أبرمت الولايات المتحدة اتفاقاً تجارياً مع اليابان تضمّن تعهداً من طوكيو بضخ استثمارات وقروض بقيمة 550 مليار دولار، بالإضافة إلى خفض الرسوم الجمركية على واردات السيارات، وإعفاء سلع أخرى من أي رسوم إضافية.
هذه التطورات قللت من الحاجة إلى التوجه نحو الذهب كملاذ آمن، مما أضعف الطلب على المعدن الأصفر، ودفعه للانخفاض.
الدولار الضعيف يُخفف من خسائر الذهب
على الرغم من انخفاض الذهب، إلا أن تراجع مؤشر الدولار الأمريكي ساهم في الحد من الخسائر، إذ هبط المؤشر إلى أدنى مستوياته في أكثر من أسبوعين عند 97.04 مقابل سلة من العملات الرئيسية.
ويُعد تراجع الدولار عاملاً إيجابياً بالنسبة للذهب، حيث يجعل المعدن المقوّم بالدولار أرخص لحائزي العملات الأخرى.
وفي هذا السياق، قال "براين لان"، المدير التنفيذي لشركة "GoldSilver Central" في سنغافورة:
"شهدنا أمس بناء أسعار الذهب لموجة صعودية جديدة حتى صدرت أخبار على صعيد التجارة، ما أدى إلى عمليات جني أرباح... لقد رأينا أيضًا أن الدولار قد ضعف بشكل ملحوظ، وهذا بالطبع يدعم الذهب. لذلك أعتقد أن ما يحدث حاليًا هو تراجع مؤقت صغير. نحن في الواقع ما زلنا متفائلين جدًا تجاه الذهب".
ترقب للبيانات الاقتصادية وقرارات السياسة النقدية
تتجه أنظار المستثمرين إلى عدة بيانات اقتصادية رئيسية، أبرزها:
-
بيانات طلبات إعانة البطالة الأسبوعية في الولايات المتحدة، المقرر صدورها اليوم الخميس.
-
مؤشر مديري المشتريات الأولي المركّب من "ستاندرد آند بورز غلوبال"، الذي سيعطي مؤشرات أوضح عن صحة الاقتصاد الأمريكي.
-
قرار البنك المركزي الأوروبي بشأن أسعار الفائدة، المتوقع في وقت لاحق اليوم.
-
اجتماع السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي الأسبوع المقبل.
وتُظهر أداة "فيد ووتش" التابعة لمجموعة "CME" أن الأسواق تتوقع بنسبة 63% تثبيت أسعار الفائدة خلال اجتماع يوليو، في حين تتزايد التوقعات بخفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس خلال اجتماع سبتمبر بنسبة احتمال تبلغ 60%.
تكلفة الاقتراض المنخفضة تعد عاملاً إيجابياً للذهب، لأنه لا يدرّ عائداً، مما يزيد من جاذبيته في فترات السياسات النقدية التوسعية.
الذهب منذ بداية العام: مكاسب رغم التقلبات
منذ بداية العام، ارتفع الذهب بأكثر من 25%، مدعوماً بعدم اليقين السياسي والاقتصادي العالمي، خاصة في ظل النزاعات التجارية ومحاولات الإدارة الأميركية لإعادة تشكيل المنظومة التجارية العالمية، إلى جانب التوترات الجيوسياسية في أوكرانيا والشرق الأوسط.
وسجّل الذهب مستوى قياسياً فوق 3,500 دولار للأونصة في أبريل الماضي، لكنه دخل لاحقاً في نطاق تداول ضيق وسط تقلبات الأسواق وترقّب قرارات البنوك المركزية.
أداء المعادن الثمينة الأخرى
إلى جانب الذهب، تأثرت المعادن النفيسة الأخرى كذلك بتطورات الأسواق:
-
الفضة الفورية انخفضت بنسبة 0.6% لتسجل 39.04 دولاراً للأونصة.
-
البلاتين استقر عند 1,410.92 دولاراً.
-
البلاديوم تراجع بنسبة 0.9% إلى 1,266.41 دولاراً.
خلاصة وتوقعات مستقبلية
رغم التراجع الأخير في أسعار الذهب، لا تزال التوقعات الإيجابية قائمة على المدى المتوسط والطويل، خاصة مع استمرار التحديات الجيوسياسية، وعدم وضوح مسار السياسات النقدية في الاقتصادات الكبرى. كما أن أي تعثّر في المفاوضات التجارية أو تجدد التوترات قد يدفع المستثمرين مجدداً إلى الملاذات الآمنة.
ويبقى الذهب أداة استراتيجية للمستثمرين الراغبين في التحوط من تقلبات السوق، وتظل تحركاته مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بعوامل مثل الدولار، وأسعار الفائدة، والتطورات الجيوسياسية والاقتصادية العالمية.