الذهب يرتفع من أدنى مستوى في شهر مدعوماً بضعف الدولار وسط انحسار الطلب على الملاذات الآمنة

ارتفعت أسعار الذهب مستفيدة من تراجع الدولار الأميركي، رغم بقاء الطلب على الملاذات الآمنة محدودًا بفعل تراجع التوترات في الشرق الأوسط والتفاؤل بشأن صفقات تجارية أميركية جديدة. في المقابل، حققت أسواق المعادن الأخرى مكاسب قوية بقيادة البلاتين، بينما تأثر النحاس بضعف الطلب الصيني.

أداء أسعار الذهب اليوم

شهدت أسعار الذهب بعض التعافي خلال تداولات الاثنين في السوق الآسيوية، بعد أن سجلت أدنى مستوياتها في أكثر من شهر في وقت سابق. وجاء هذا الارتفاع مدعومًا بشكل أساسي بضعف الدولار الأميركي، ما جعل المعدن النفيس أكثر جاذبية للمستثمرين الدوليين.

• الذهب الفوري ارتفع بنسبة 0.60% ليسجل 3,294 دولارًا للأوقية.

• عقود الذهب الآجلة لشهر أغسطس زادت بنسبة 0.56% لتصل إلى 3,304 دولارات للأوقية، بحلول الساعة 10:00 صباحًا بتوقيت تركيا.

خسائر أسبوعية كبيرة رغم الارتداد الحالي

ورغم المكاسب اليومية الطفيفة، ظل الذهب تحت ضغط خسائر أسبوعية ثقيلة:

• هبط المعدن النفيس بنحو 3% خلال الأسبوع الماضي، وهو أكبر انخفاض أسبوعي منذ أوائل مايو.

• اتجه إلى إنهاء الشهر دون تغيّر يذكر، بعد أن محا الخسائر المكاسب المبكرة التي كانت قد تحققت بفعل التوترات الجيوسياسية.

تزامن هذا التراجع مع وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، والذي قلل من الطلب على الذهب كملاذ آمن.

ضعف الدولار يدعم الذهب

تلقت أسعار الذهب دعمًا مباشرًا من تراجع مؤشر الدولار الأميركي:

• انخفض مؤشر الدولار بنسبة 0.33% خلال ساعات التداول الآسيوية إلى 96.71 نقطة، وهو قريب من أدنى مستوى له في ثلاث سنوات.

جعل هذا التراجع المعدن الأصفر أقل تكلفة لحائزي العملات الأخرى، مما عزز الطلب عليه.

كما ساهمت رهانات الأسواق على خفض واحد على الأقل لأسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي بحلول سبتمبر في إضعاف العملة الأميركية، ما وفر دعمًا إضافيًا للذهب.

انحسار التوترات في الشرق الأوسط يقلل جاذبية الذهب كملاذ آمن

انخفضت المخاطر الجيوسياسية في المنطقة بعد اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، الذي توسط فيه الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأسبوع الماضي.

وقال تيم ووترر، كبير محللي السوق في شركة «كيه. سي. إم»:

«تراجع النظرة التشاؤمية حيال محادثات الرسوم الجمركية، وكذلك انحسار التوترات في الشرق الأوسط، يجعلان الذهب أقل جاذبية مقارنةً بالأصول عالية المخاطر».

ظل اتفاق وقف إطلاق النار، الذي أنهى 12 يومًا من القتال، صامدًا حتى الاثنين، مما حدّ من الطلب على الأصول الآمنة مثل الذهب.

تحسّن المزاج التجاري يعزز الإقبال على المخاطر

على الجانب التجاري، ساعدت سلسلة من التطورات الإيجابية في تعزيز المعنويات في الأسواق وتقليل الحاجة إلى الملاذات الآمنة:

• الصفقة الأميركية الصينية الموقعة في جنيف الأسبوع الماضي:

  • حلت مشكلة شحنات المعادن الأرضية النادرة إلى السوق الأميركية.

  • قللت الاحتكاك التجاري بين أكبر اقتصادين في العالم.

  • عززت توقعات المستثمرين بإمكانية احتواء التوترات التجارية على المدى القريب.

• اتفاقية التجارة بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة:

  • دخلت حيز التنفيذ يوم الاثنين.

  • خفضت الرسوم الجمركية على السيارات إلى 10%.

  • ألغت الرسوم على قطع غيار الطائرات بالكامل.

إلا أن الأسواق ظلت حذرة مع اقتراب الموعد النهائي في 9 يوليو لإعادة فرض رسوم محتملة على شركاء تجاريين آخرين، بما في ذلك الرسوم العالمية على الصلب والألومنيوم.

تصريحات أميركية حول اتفاقات تجارية جديدة

قال وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت يوم الجمعة إن الولايات المتحدة والصين توصلتا إلى حل للخلافات المتعلقة بشحنات المعادن الأرضية النادرة والمغناطيسات إلى السوق الأميركية.

وأضاف أن إدارة الرئيس ترامب قد تبرم اتفاقيات تجارية منفصلة مع عدد من الدول بحلول مطلع سبتمبر أيلول، في محاولة لتهدئة التوترات التجارية العالمية وتعزيز التجارة الثنائية.

في المقابل، عاد التوتر التجاري بين الولايات المتحدة وكندا إلى الواجهة:

• أوقف الرئيس ترامب بشكل مفاجئ المحادثات التجارية مع كندا يوم الجمعة.

• جاء ذلك احتجاجًا على ضريبة فرضتها أوتاوا على شركات التكنولوجيا الأميركية.

• وصف ترامب الخطوة الكندية بأنها «هجوم صارخ» وتوعد بفرض رسوم جديدة على السلع الكندية خلال الأسبوع المقبل.

أداء قوي لأسواق المعادن الأخرى

إلى جانب الذهب، شهدت أسواق المعادن النفيسة الأخرى ارتفاعات قوية، بدعم من ضعف الدولار وزيادة الإقبال الاستثماري:

• عقود البلاتين الآجلة قفزت بنسبة 1.9% إلى 1,377.00 دولار للأوقية.

  • ارتفع البلاتين بأكثر من 30% منذ بداية الشهر، متجهًا نحو تسجيل أكبر مكاسب شهرية له منذ سنوات، رغم تراجعات طفيفة في الآونة الأخيرة من أعلى مستوى في أكثر من عقد.

• عقود الفضة الآجلة ارتفعت بنسبة 0.56% إلى 36.21 دولارًا للأوقية.

• أسعار النحاس شهدت تباينًا في الأداء:

  • في بورصة لندن للمعادن بقيت العقود القياسية الآجلة دون تغيير عند 9,888.95 دولارًا للطن.

  • في الولايات المتحدة، ارتفعت عقود النحاس الآجلة بنسبة 0.7% إلى 5.132 دولارًا للرطل.

مخاوف بشأن الطلب الصيني على النحاس

ورغم المكاسب اليومية، تعرض النحاس لضغوط بفعل بيانات اقتصادية صينية ضعيفة:

• أظهرت البيانات انكماش قطاع التصنيع الصيني في يونيو، ما سلط الضوء على استمرار ضعف الطلب الخارجي.

• تزايدت المخاوف بشأن التأثير السلبي للرسوم الجمركية الأميركية المرتفعة على أكبر مستورد للنحاس في العالم.

خاتمة

في المجمل، تواصل أسعار الذهب البحث عن اتجاه واضح بين دعم ضعف الدولار وضغوط انحسار المخاطر الجيوسياسية وتراجع الطلب على الملاذات الآمنة.

في الوقت نفسه، تتباين تحركات أسواق المعادن الأخرى وسط آمال في اتفاقات تجارية جديدة وتحديات اقتصادية عالمية قائمة، ما يرسم صورة معقدة لآفاق أسواق السلع في النصف الثاني من العام.