- الرئيسية
- الأخبار
- أخبار العملات والعملات الرقمية
- الين الياباني عند أدنى مستوى في 10 أشهر وسط مخاوف مالية وتصاعد عدم اليقين الاقتصادي
الين الياباني عند أدنى مستوى في 10 أشهر وسط مخاوف مالية وتصاعد عدم اليقين الاقتصادي

يشهد الين الياباني تراجعًا حادًا هو الأكبر منذ بداية العام، حيث لامس أدنى مستوى له في عشرة أشهر، وسط تصاعد المخاوف المالية، وترقب المستثمرين لسياسات التحفيز الجديدة في اليابان، إضافة إلى الضبابية المرتبطة بسعر الصرف، وسياسات بنك اليابان، وتطورات الاقتصاد الأمريكي.
أداء الين الياباني اليوم
عمّق الين الياباني خسائره ليصل إلى أدنى مستوى له في 10 أشهر، حيث ارتفع زوج الدولار/الين بنسبة 0.1% ليصل إلى 157.36 ين وهو أعلى مستوى يُسجله منذ منتصف يناير.
يأتي هذا الارتفاع بعدما قفز الزوج بأكثر من 1% خلال الليلة الماضية، ما يؤكد استمرار الضغط البيعي على العملة اليابانية في سوق الفوركس.
هذا الهبوط السريع يعكس مخاوف الأسواق بشأن الاستقرار المالي في اليابان، بالتزامن مع تزايد توقعات المستثمرين بإطلاق حزمة تحفيز مالي ضخمة في البلاد، وتأثير ذلك المحتمل على سعر الين الياباني مقابل الدولار خلال الفترة المقبلة.
التقى محافظ بنك اليابان كازوو أويدا يوم الأربعاء مع وزيرة المالية ساتسوكي كاتاياما ووزير الاقتصاد والمالية مينورو كيوتشي، بهدف مناقشة التطورات الاقتصادية والمالية الراهنة.
ورغم حساسية المرحلة، أكدت كاتاياما أن "المناقشات المحددة حول سعر الصرف لم تحدث"، في إشارة إلى تمسّك الحكومة بموقفها الحذر تجاه التدخل في سوق العملات.
هذا التصريح زاد من شعور الأسواق بأن الحكومة لا تنوي التدخل الفوري للحد من ضعف الين، ما أدى إلى مزيد من الضغوط على العملة.
تحليلات الخبراء
وفقًا لمحللين ماليين، تأتي هذه التحركات في ظل حالة من عدم اليقين تتعلق بحجم وشكل التحفيز المالي الذي تعتزم الحكومة اليابانية إعلانه، إلى جانب التوترات الجارية في العلاقات بين الصين واليابان.
وأشار المحللون إلى أنهم ما زالوا يتوقعون هبوط زوج الدولار/الين على المدى المتوسط حتى عام 2026، لكن غياب الاعتراض الحكومي على ضعف الين، وارتفاع حالة الضبابية بشأن مستقبل السياسات المالية، يضعان ضغطًا قويًا على العملة في الأجل القريب.
خسائر متواصلة للين في السوق الآسيوية
شهد الين الياباني يوم الخميس تراجعًا جديدًا مقابل سلة من العملات الرئيسية والثانوية في السوق الآسيوية، ليواصل خسائره لليوم الخامس على التوالي أمام الدولار الأمريكي.
وسجّل الين أدنى مستوى له في عشرة أشهر، وسط توجه المستثمرين نحو العملة الأمريكية باعتبارها أفضل استثمار متاح، خاصة بعد انخفاض توقعات خفض الفائدة من جانب الاحتياطي الفيدرالي في اجتماع ديسمبر.
كما تدعم خسائر الين التوقعات بأن الحكومة الجديدة برئاسة ساناي تاكايتشي ستطلق حزمة إنفاق مالي ضخمة، مستفيدة من أسعار الفائدة المنخفضة، بهدف دعم النشاط الاقتصادي المتراجع.
وفي الوقت ذاته، نفت وزيرة المالية ساتسوكي كاتاياما حدوث أي نقاش بشأن سعر الصرف خلال اجتماع رئيسة الوزراء مع محافظ بنك اليابان.
سعر الين الياباني اليوم أمام الدولار
-
ارتفع الدولار مقابل الين بنسبة تتجاوز 0.2% ليصل إلى 157.47 ين وهو أعلى مستوى منذ يناير.
-
جاء هذا الارتفاع مقارنة بسعر افتتاح الجلسة عند 157.14 ين، كما سجّل الزوج أعلى مستوى خلال الجلسة عند 156.87 ين.
وفي تعاملات أمس الأربعاء، أنهى الين الجلسة منخفضًا بنسبة 1.1% أمام الدولار، وهي رابع خسارة يومية متتالية، مدفوعة بخطط تاكايتشي التحفيزية وتصريحات وزيرة المالية.
ارتفاع مؤشر الدولار لأعلى مستوى في أسبوعين
على الجانب الآخر، ارتفع مؤشر الدولار الأمريكي يوم الخميس بنسبة 0.2% ليستمر في الصعود للجلسة الخامسة على التوالي، مسجلًا أعلى مستوى في أسبوعين عند 100.32 نقطة.
هذا الارتفاع يعكس قوة العملة الأمريكية مقابل معظم العملات العالمية، ويزيد الضغط على الين والأسواق الآسيوية.
أظهر محضر اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة الذي عُقد يومي 28 و29 أكتوبر أن عددًا من أعضاء الفيدرالي عارضوا خفض سعر الفائدة خلال الاجتماع وبحسب المحضر:
-
العديد من الأعضاء يعتقدون أن الإبقاء على الفائدة دون تغيير حتى نهاية العام هو المسار المناسب.
-
بعض الأعضاء رأوا أن خفض الفائدة في ديسمبر "قد يكون مناسبًا" إذا جاءت البيانات الاقتصادية متوافقة مع توقعاتهم.
وبعد صدور المحضر، أظهرت أداة CME FedWatch:
-
تراجع احتمالات خفض الفائدة بـ 25 نقطة أساس في اجتماع ديسمبر من 48% إلى 30%.
-
ارتفاع احتمالات الإبقاء على الفائدة دون تغيير من 52% إلى 70%.
هذه البيانات دعمت ارتفاع الدولار وأضعفت الين بشكل إضافي.
خطة تحفيز حكومية تفوق 20 تريليون ين
أفادت وكالة كيودو أن الحكومة اليابانية تستعد لإطلاق حزمة تحفيز قد تتجاوز 20 تريليون ين (نحو 129 مليار دولار) بهدف دعم الاقتصاد وسط ارتفاع تكلفة المعيشة والضغوط التضخمية.
ومن المقرر تمويل الجزء الأكبر من الحزمة عبر ميزانية تكميلية تبلغ 17 تريليون ين — ما يعزز توقعات ارتفاع الاقتراض الحكومي.
ومنذ انتخاب ساناي تاكايتشي رئيسة للحكومة، تراجع الين بأكثر من 6%، على الرغم من ارتفاع عوائد السندات اليابانية، بسبب مخاوف الأسواق من حجم الدين المطلوب لتمويل خططها التحفيزية.
الحكومة تنفي مناقشة سعر الصرف
أعادت وزيرة المالية ساتسوكي كاتاياما التأكيد على عدم وجود أي نقاش رسمي بشأن سعر الصرف خلال اجتماع رئيسة الوزراء مع محافظ بنك اليابان.
وأوضحت أن الحكومة تراقب الأسواق بحذر شديد، ما يبعث برسالة بأن التدخل المباشر لا يزال مستبعدًا في الوقت الحالي، ما يترك الين تحت ضغط قوي.
التحليل التقني لزوج الدولار/الين USD/JPY
يشهد زوج الدولار/الين اتجاهًا صاعدًا قويًا مدعومًا بزخم شرائي واضح، بعدما نجح في اختراق مستويات مقاومة محورية، مما يعزز احتمالات استمرار الاتجاه الصاعد خلال المدى القريب.
يتحرك الزوج داخل قناة صاعدة منذ منتصف أكتوبر، ومع كل تراجع بسيط تظهر عمليات شراء جديدة، ما يعكس قوة الطلب على الدولار وضعف الين الياباني بفعل الضغوط الأساسية والمالية والاقتصادية.
المستويات الفنية الرئيسية
1. المقاومة المحورية (الخطر الصاعد)
-
157.50:
تُعد هذه المنطقة أعلى مستوى منذ 10 أشهر، والاختراق الواضح فوقها يفتح المجال فعليًا لاستهداف مستويات أعلى.
في حال الإغلاق اليومي فوق 157.50 فقد يتوجه السعر نحو:-
158.20
-
ثم 159.00
-
والمستوى النفسي الأكبر 160.00، وهو هدف متوقع إذا استمر الدولار في تحقيق مكاسب عالمية.
-
2. الدعم القريب (المنطقة التي تحافظ على الزخم)
-
156.80:
يشكل هذا المستوى أول داعم للاتجاه الصاعد، وفشله يعني دخول السعر في حركة تصحيح مؤقتة. -
156.20:
يعتبر دعمًا فنيًا مهمًا، وكسره قد يشير إلى بداية تراجع أعمق نحو:-
155.70
-
ثم 155.10 (دعم متوسط المدى)
-
3. المؤشرات الفنية
-
مؤشر القوة النسبية RSI:
يتحرك قرب منطقة التشبع الشرائي، لكنه لا يظهر إشارات انعكاس قوية، مما يشير إلى أن القوة الشرائية لا تزال مسيطرة. -
المتوسط المتحرك 50 يومًا:
يقع بعيدًا أسفل السعر، مما يدعم الاتجاه الصاعد ويؤكد سيطرة المشترين. -
الزخم (Momentum):
لا يزال إيجابيًا ويحتفظ بزخم قوي متزامن مع أخبار اقتصادية داعمة للدولار.
الخلاصة الفنية
الاتجاه العام لزوج USD/JPY ما يزال صاعدًا طالما بقي السعر فوق 156.80.
واختراق 157.50 يجعل الهدف التالي مباشرة هو 158.20 ثم 159.00.
أما كسر 156.20 فسيكون أول تحذير على إمكانية حدوث تصحيح هابط أوسع.
خلاصة وتحليل مستقبلي
تُظهر التطورات الحالية أن ضعف الين الياباني ليس وليد صدفة، بل نتيجة تداخل عوامل متعددة:
-
سياسات تحفيز مالي ضخمة
-
ضعف توقعات خفض الفائدة الأمريكية
-
صعود الدولار عالميًا
-
غياب التدخل الياباني في سوق الصرف
-
مؤشرات اقتصادية ضعيفة وتوترات جيوسياسية
وفي ظل استمرار هذه العوامل، تبقى التوقعات للمدى القريب مائلة نحو:
-
مزيد من ضعف الين مقابل الدولار
-
ارتفاع تقلبات الأسواق
-
انتظار تأثير الحزمة التحفيزية الجديدة على الاقتصاد الياباني
-
مراقبة دقيقة لقرار الفيدرالي في ديسمبر
