قفزة في أسعار النفط وسط تقارير عن احتمالات تصاعد التوترات في الشرق الأوسط

شهدت أسعار النفط ارتفاعًا ملحوظًا بعد تقرير يفيد باحتمال تنفيذ إيران هجومًا على إسرائيل من الأراضي العراقية في الأيام المقبلة وجاء هذا التقرير من موقع "أكسيوس" نقلاً عن مصادر إسرائيلية، حيث ذكر أن إيران تخطط لهجوم عبر جماعات مسلحة تدعمها في العراق باستخدام طائرات مسيرة وصواريخ باليستية وقد أدى هذا إلى إعادة انتباه الأسواق نحو مخاطر اندلاع أعمال عدائية في منطقة الشرق الأوسط.

أداء أسعار النفط في السوق

ارتفع خام "برنت" بنسبة 2.55% ليصل إلى 74.67 دولاراً للبرميل يوم الجمعة الساعة 11:20 بتوقيت تركيا، بينما ارتفع خام "غرب تكساس الوسيط" بنسبة 2.79% ليبلغ 71.17 دولاراً للبرميل ورغم هذا الارتفاع في الأسعار، فإن النفط ما زال في طريقه لتسجيل خسارة أسبوعية تُقدَّر بنسبة 1%، وذلك بسبب تراجع علاوة المخاطر الجيوسياسية في بداية الأسبوع.

أسباب ارتفاع أسعار النفط

شهدت الفترة الأخيرة تصاعدًا في المواجهات بين إيران وإسرائيل، خاصة بعد الهجمات التي نفذتها إسرائيل ضد حزب الله في لبنان، واستهداف قادة إيران الإقليميين. ورغم ذلك، أشار الجيش الإسرائيلي إلى أنه سيرد بقوة على أي هجوم إيراني جديد، لكن هناك تفكيرًا أيضًا في مبادرة أمريكية قد تهدف إلى تهدئة التوترات في لبنان.

قد يهمك : دليل شامل عن النفط السلعة الأكثر تداولاً في العالم وكيفية الاستثمار بها

دعم أسعار النفط من قبل "أوبك+"

من ناحية أخرى، تلقت أسعار النفط دعمًا هذا الأسبوع بسبب التوقعات التي تفيد بأن تحالف "أوبك+" قد يؤجل زيادة مقررة في الإنتاج، التي كانت متوقعة في نهاية العام.

ورغم أن هذا التأجيل قد يدفع الأسعار للارتفاع، فإن المحللين يشيرون إلى استمرار ضعف أساسيات السوق، حيث يُحذّر بنك "ستاندرد تشارترد" من أن الهدوء في السوق قد يكون سابقًا لأوانه، وأن التوترات الجيوسياسية قد تشهد تصاعدًا مجددًا في أي لحظة.

تأثيرات وتوقعات على السوق العالمية

أشارت فاندانا هاري، مؤسسة شركة "فندا إنسايتس" في سنغافورة، إلى أنه على الرغم من وجود مؤشرات لتهدئة النزاعات، إلا أن سوق النفط لا يمكنه تجاهل إشارات تصاعد التوترات في الشرق الأوسط. وقالت إنه من الواضح أن كلا الطرفين، إيران وإسرائيل، يتجنبان اتخاذ خطوات قد تؤدي إلى حرب شاملة في المنطقة.

الأحداث المقبلة وتأثيرها على سوق النفط

ينتظر سوق النفط عدة أحداث رئيسية قد تكون لها تداعيات على الأسعار، من بينها الانتخابات الأمريكية واجتماع الهيئة التشريعية العليا في الصين، بالإضافة إلى قرار وشيك من "أوبك+" بشأن استئناف إنتاج النفط بشكل تدريجي بدايةً من شهر ديسمبر المقبل.

تعد هذه التطورات من العوامل المؤثرة التي تترقبها الأسواق بحذر، حيث سيتحدد بناءً عليها اتجاه أسعار النفط في المستقبل القريب، وسط ترقب لأي إشارات توحي بعودة الاستقرار أو تفاقم التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط.