- الرئيسية
- الأخبار
- أخبار السلع والمعادن والمؤشرات
- النفط يمحو مكاسبه المبكرة وسط تصاعد التوترات الجيوسياسية وتراجع شهية المخاطر
النفط يمحو مكاسبه المبكرة وسط تصاعد التوترات الجيوسياسية وتراجع شهية المخاطر

محَت أسعار النفط مكاسبها الأولية خلال تعاملات الخميس، بعد أن أثارت الولايات المتحدة موجة جديدة من التوتر الجيوسياسي باحتجاز ناقلة نفط خاضعة للعقوبات قبالة سواحل فنزويلا، في خطوة انعكست مباشرة على حركة الأسواق وأثقلت كاهل الأصول عالية المخاطر، بالتزامن مع تراجع الأسهم العالمية وانحسار شهية المستثمرين للمخاطرة.
ورغم أن خام "برنت" حافظ على تماسكه فوق مستوى 62 دولارًا للبرميل، فإن مكاسبه تقلّصت بعد ارتفاع سابق بنحو 0.7%. كما تداول خام "غرب تكساس الوسيط" دون 59 دولارًا، متتبعًا ضغوطًا ناتجة عن نتائج أعمال مخيبة للآمال من الشركات، إضافة إلى التوترات المتصاعدة بين واشنطن وكاراكاس.
أداء أسعار النفط اليوم
جاء ارتفاع النفط للجلسة الثانية على التوالي بعد أن احتجزت الولايات المتحدة ناقلة نفط ضخمة مشمولة بالعقوبات قرب السواحل الفنزويلية، ما رفع القلق من احتمال تعطل المزيد من الإمدادات العالمية.
وصعدت العقود الآجلة لخام "برنت" بمقدار 27 سنتًا أو 0.4% إلى 62.48 دولارًا للبرميل، فيما ارتفع خام غرب تكساس الأميركي 33 سنتًا أو 0.6% إلى 58.79 دولارًا للبرميل .
وأوضح توني سيكامور، محلل السوق لدى "آي جي"، أن أسعار الخام وجدت دعمًا مباشرًا بعد ورود أنباء احتجاز الناقلة، فضلًا عن تقارير تحدثت عن هجوم أوكراني استهدف سفينة تابعة لـ"أسطول الظل" الروسي، وهو ما عزز المخاوف بشأن أمن إمدادات الطاقة عالميًا.
وأضاف سيكامور أن هذه التطورات "من المرجح أن تُبقي خام غرب تكساس فوق مستوى الدعم الرئيسي البالغ 55 دولارًا حتى نهاية العام، ما لم يتم التوصل إلى اتفاق مفاجئ للسلام في أوكرانيا".
واشنطن تُصعّد… وكاراكاس تتهمها بالقرصنة
الرئيس الأميركي دونالد ترامب أكد يوم الأربعاء:
"احتجزنا للتو ناقلة نفط على ساحل فنزويلا.. ناقلة كبيرة جدًا.. إنها الأكبر على الإطلاق في الواقع، وهناك أمور أخرى تحدث".
ورغم أن الإدارة الأميركية لم تُعلن اسم السفينة رسميًا، قالت مجموعة "فانجارد" البريطانية إن الناقلة المحتجزة يُعتقد أنها (سكيبر)، والتي جرى اعتراضها في وقت مبكر صباح الأربعاء.
التصعيد الأميركي أثار غضب كاراكاس، التي وصفت العملية بأنها "عمل قرصنة"، وسط مؤشرات على أن واشنطن تعزز وجودها العسكري في البحر الكاريبي لفرض رقابة صارمة على صادرات النفط الفنزويلي.
معروض كبير من الخام الخاضع للعقوبات… وخصومات آسيوية أكبر
ذكرت مصادر في السوق أن المشترين الآسيويين يضغطون للحصول على خصومات كبيرة على الخام الفنزويلي، في ظل وفرة الإمدادات من النفط الخاضع للعقوبات القادم من روسيا وإيران، وارتفاع المخاطر المتعلقة بالشحن من الموانئ الفنزويلية.
وتصدّر فنزويلا نحو 586 ألف برميل يوميًا، يذهب معظمها للصين، بينما يستمر جزء من إنتاج "شيفرون" في التوجه إلى الولايات المتحدة، حيث أكدت الشركة أن عملياتها تجري بشكل طبيعي رغم التوترات.
وفي سياق موازٍ، صعّدت أوكرانيا هجماتها على سفن تُصنَّف ضمن "أسطول الظل" الروسي، وذلك رغم محاولات الولايات المتحدة الدفع نحو وقف إطلاق النار. وتشير تقارير إلى وقوع ما لا يقل عن خمس هجمات على سفن ذات صلة بروسيا منذ نهاية الشهر الماضي، ما يزيد المخاطر على حركة التجارة النفطية في البحر الأسود.
تخمة معروض محتملة رغم المخاطر الجيوسياسية
ورغم الدعم اللحظي للأسعار، تواجه السوق ضغوطًا كبيرة من التوقعات بزيادة الإنتاج من "أوبك+" ومن الأميركيتين خلال الفترة المقبلة، وهو ما قد يؤدي إلى تخمة معروض تتجاوز نمو الطلب، وفق تقديرات محللي السلع.
ومن المنتظر صدور تقارير "أوبك" و"وكالة الطاقة الدولية" خلال الساعات المقبلة، والتي ستوفر رؤى مهمة حول مسار الطلب العالمي واتجاهات الإنتاج.
مخزونات النفط الأميركية تسجّل انخفاضًا
أظهرت بيانات حكومية تراجع مخزونات الخام الأميركية بمقدار 1.8 مليون برميل الأسبوع الماضي. كما ارتفعت المخزونات في مركز كوشينغ بعد أربعة أسابيع من الانخفاض، رغم أن مستوياتها لا تزال الأدنى منذ عام 2007 في هذا الوقت من السنة.
أما أسعار التعاملات الآنية، فقد استقر خام برنت لشهر فبراير عند 62.18 دولارًا للبرميل بحلول الساعة 12:17 ظهرًا بتوقيت سنغافورة، بينما لم يتغير خام غرب تكساس الوسيط للتسليم في يناير عند 58.46 دولارًا.
قال روبرت ريني، رئيس أبحاث السلع والكربون في "ويستباك بانكينغ"، إن احتجاز ناقلة فنزويلية وهجوم أوكرانيا على سفينة روسية "يضيفان مباشرة إلى علاوة مخاطر العقوبات والحرب في الأجل القريب"، لكنه حذّر من أن التخمة المتزايدة في السوق "ستضغط على الأسعار في 2026".
ورجّح ريني أن يبقى خام برنت في نطاق 60 – 65 دولارًا خلال المدى القريب.
التحليل الفني للنفط (خام برنت وغرب تكساس)
خام برنت (Brent)
-
الدعم الرئيسي: 60.50 – 59.80 دولار
-
الدعم الأهم: 58.90 دولار
-
المقاومة: 62.80 – 63.40 دولار
-
المقاومة الأقوى: 65.00 دولار
حافظ خام برنت على التداول فوق المستوى المحوري 60 دولارًا، وما يزال التحرك أعلى هذا المستوى يدعم محاولات الصعود. اختراق منطقة 62.80–63.40 يفتح المجال لاستهداف 65 دولارًا، بينما أي كسر واضح دون 59.80 قد يعيد الزخم البيعي ويضغط نحو 58.90.
خام غرب تكساس الوسيط (WTI)
-
الدعم الرئيسي: 57.80 – 56.90 دولار
-
الدعم الأقوى: 55.00 دولار (مستوى نفسي وفني)
-
المقاومة: 59.40 – 60.10 دولار
-
المقاومة القوية: 61.30 دولار
يُظهر غرب تكساس تداولًا متماسكًا فوق 58 دولارًا، بدعم من التوترات الجيوسياسية. اختراق 59.40–60.10 سيعزز اتجاهًا صاعدًا باتجاه 61.30، بينما بقاء الأسعار فوق 55 دولارًا يبقى السيناريو الصاعد قائمًا كما أشار محللو السوق.
الخلاصة:
تراجعت أسعار النفط بعد أن محت مكاسبها المبكرة، إثر احتجاز الولايات المتحدة ناقلة نفط خاضعة للعقوبات قبالة فنزويلا، ما رفع التوترات الجيوسياسية لكنه لم يمنع الضغوط الناتجة عن تراجع الأسهم وضعف شهية المخاطرة.
ورغم الدعم المؤقت للأسعار، تواجه السوق تحديات من زيادة المعروض المتوقع من "أوبك+" والأميركيتين، بينما تشير البيانات إلى انخفاض مخزونات الخام الأميركية. وبينما ترفع التطورات الجيوسياسية علاوة المخاطر على المدى القصير، لا تزال توقعات التخمة تُقيّد صعود الأسعار.
