- الرئيسية
- الأخبار
- أخبار السلع والمعادن والمؤشرات
- النفط يقفز بأكثر من 2% بعد هجوم أوكراني على روسيا وتزايد الضغوط على الإمدادات العالمية
النفط يقفز بأكثر من 2% بعد هجوم أوكراني على روسيا وتزايد الضغوط على الإمدادات العالمية

شهدت أسعار النفط ارتفاعاً ملحوظاً بأكثر من 2% في تداولات اليوم الجمعة، بعد هجوم أوكراني بطائرات مسيّرة استهدف منشأة نفطية حساسة في ميناء نوفوروسيسك الروسي، أحد أهم مراكز تصدير النفط في روسيا.
يأتي هذا الارتفاع وسط مزيج من المخاطر الجيوسياسية وتشديد العقوبات الأمريكية وارتفاع المخزونات الأميركية، ما يخلق بيئة مضطربة في أسواق الطاقة العالمية. هذه التطورات مجتمعة تعمّق حالة القلق بين المستثمرين حول مستقبل الإمدادات والتوازن بين العرض والطلب.
أداء أسعار النفط اليوم
قفزت أسعار النفط العالمية بشكل حاد اليوم الجمعة بأكثر من 2%، مدفوعة بتصاعد المخاطر الجيوسياسية في البحر الأسود بعد هجوم بطائرة مسيّرة أوكرانية ألحق أضراراً بمستودع نفط روسي في ميناء نوفوروسيسك أحد أهم مرافق شحن النفط الخام والمكثفات الروسية.
هذا التطور جاء في وقت حساس للغاية، حيث تترقب الأسواق تنفيذ العقوبات الأمريكية على عملاقي النفط الروسيين “لوك أويل” و“روسنفت” في 21 نوفمبر، مما يهدد بزيادة تعقيد مسارات تدفقات النفط الروسي إلى الأسواق، ويعمّق المخاوف بشأن نقص محتمل في المعروض خلال الأسابيع المقبلة.
ارتفع خام برنت بنسبة 2.1%، بينما صعد خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 2.4% في التعاملات المبكرة. وبحلول الساعة 02:27 بتوقيت غرينتش:
-
برنت ارتفع 1.34 دولار أو 2.13% إلى 64.35 دولار للبرميل
-
خام غرب تكساس ارتفع 1.40 دولار أو 2.39% إلى 60.09 دولار للبرميل
هذا الارتفاع جاء كرد فعل سريع على الهجوم الذي استهدف البنية التحتية النفطية الروسية، بما يعكس حساسية الأسواق لأي اضطراب قد يؤثر على الإمدادات من واحد من أكبر منتجي النفط في العالم.
قالت السلطات في إقليم كراسنودار إن الهجوم الذي نُفّذ بطائرة مسيّرة أوكرانية أصاب:
ثلاث شقق سكنية ومستودعاً لتفريغ النفط ومنشآت ساحلية مجاورة ويُعتبر ميناء نوفوروسيسك مركزاً رئيسياً لتصدير النفط الروسي، حيث يعالج نحو 2.2 مليون برميل يومياً. وبالتالي، فإن أي اضطراب في عملياته إن كان محدوداً كما أشارت التقاريريُنظر إليه كعامل خطر على التوازن العالمي للمعروض.
العقوبات الأمريكية تضرب قلب الصناعة النفطية الروسية
تستعد الأسواق لبدء تنفيذ العقوبات الأمريكية على لوك أويل وروسنفت وذلك اعتباراً من 21 نوفمبر، حيث ستحظر الولايات المتحدة إجراء أي معاملات مالية أو تجارية مع الشركتين. هذه الخطوة تمثل جزءاً من استراتيجية الضغط على الكرملين لدفعه نحو مفاوضات سلام مع أوكرانيا.
قد يهمك : دليل شامل عن النفط السلعة الأكثر تداولاً في العالم وكيفية الاستثمار بها
تأثير العقوبات على الشحنات
وفق بنك JPMorgan:
-
حوالي 1.4 مليون برميل يومياً من النفط الروسي
-
أي ما يقرب من ثلث صادرات النفط البحرية
-
أصبح عالقاً على متن الناقلات
-
بسبب تباطؤ عمليات التفريغ تحت ضغط العقوبات
وقال البنك إن تفريغ الشحنات بعد 21 نوفمبر “سيصبح أصعب بكثير”، وهو ما ينذر بتعطل كبير محتمل في سلاسل الإمداد بالرغم من أن الأضرار في مستودع الشحن شيشكهاريس كانت محدودة، إلا أن الهجوم يكشف عن واقع مهم:
الصادرات الروسية تواجه مخاطر مزدوجة:
الهجمات العسكرية بالطائرات المسيّرة
العقوبات الغربية المتصاعدة
هذا المزيج يضيف ضغوطاً على سوق النفط العالمي في وقت يشهد بالفعل حالة من التذبذب بين مخاوف نقص الإمدادات وارتفاع المخزونات الأميركية.
كانت الأسعار قد شهدت استقراراً يوم الخميس، حيث قام المتعاملون بتقييم تأثير العقوبات الأمريكية المرتقبة، تزامناً مع تراجع القلق بشأن وفرة المعروض العالمي بعدما دفعت تلك العوامل الأسعار للهبوط بأكثر من دولارين في الجلسة السابقة قالت منظمة أوبك إن:
إمدادات النفط العالمية قد تتجاوز الطلب بشكل طفيف في عام 2026
وهذه تقديرات تختلف عن التوقعات السابقة التي كانت تشير إلى عجز في المعروض هذه الإشارة من أوبك كانت أحد الأسباب التي ساهمت في انخفاض الأسعار بأكثر من دولارين يوم الأربعاء.
ارتفاع مفاجئ في مخزونات النفط الأمريكية
أعلنت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية (EIA) أن المخزونات ارتفعت:
-
6.4 مليون برميل
-
لتصل إلى 427.6 مليون برميل
-
خلال الأسبوع المنتهي في 7 نوفمبر
وذلك مقارنة بتوقعات “رويترز” بزيادة قدرها 1.96 مليون برميل فقط أما مخزونات البنزين ونواتج التقطير فانخفضت، لكن بأقل من المتوقع.
يجتمع في المشهد الحالي عدة عوامل تُربك الأسواق:
1. التوترات الجيوسياسية المتصاعدة
هجوم نوفوروسيسك يأتي ضمن سلسلة هجمات بالطائرات المسيّرة استهدفت منشآت روسية، ما يعيد للأذهان سيناريوهات سابقة مثل هجوم أرامكو 2019.
2. تشديد العقوبات الأمريكية
العقوبات على روسنفت ولوك أويل قد تحد من الإمدادات الروسية، أو على الأقل تؤخر وصولها إلى الأسواق.
3. زيادة مفاجئة في المخزونات الأميركية
ارتفاع المخزون يحد من تأثير ارتفاع الأسعار لكنه يضيف طبقة إضافية من الضبابية بشأن الطلب.
4. توقعات أوبك حول المعروض المستقبلي
التوقعات تُظهر فائضاً خفيفاً في 2026، مما يزيد من حساسية الأسواق تجاه أي خطر قصير الأجل على الإمدادات الحالية.
خلاصة
ارتفاع أسعار النفط بأكثر من 2% اليوم ليس مجرد رد فعل على هجوم بطائرة مسيّرة، بل هو انعكاس لحالة مركّبة من:
-
مخاطر جيوسياسية مباشرة
-
ضغط العقوبات الأمريكية
-
تراجع الثقة باستقرار الإمدادات الروسية
-
ارتفاع مفاجئ في المخزون الأمريكي
-
توقعات متغيرة من أوبك
هذه العوامل تجعل سوق النفط العالمي أكثر هشاشة تجاه أي اضطراب جديد، وتزيد من احتمالات أن تشهد الأسعار تقلبات حادة خلال الأسابيع المقبلة.
