- الرئيسية
- الأخبار
- أخبار السلع والمعادن والمؤشرات
- أسعار النفط تتكبد أكبر خسائر أسبوعية بنحو 12% مع توجه أوبك+ لزيادة الإنتاج
أسعار النفط تتكبد أكبر خسائر أسبوعية بنحو 12% مع توجه أوبك+ لزيادة الإنتاج

سجّلت أسعار النفط أكبر خسائرها الأسبوعية هذا العام بنحو 12%، في ظل تقارير عن خطط تحالف أوبك+ لزيادة الإنتاج اعتبارًا من أغسطس، وتلاشي علاوة المخاطر الجيوسياسية بعد وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل.
رغم التراجعات الكبيرة، وجدت الأسعار بعض الدعم من انخفاض المخزونات الأميركية وضعف الدولار، وسط مراقبة الأسواق لاجتماع أوبك+ المقبل الذي قد يقرر زيادات إنتاج إضافية.
اختتمت أسعار النفط تداولات الجمعة 27 يونيو/ حزيران على ارتفاع طفيف عند التسوية، لكنها تكبدت خسائر أسبوعية تقارب 12%، في أكبر خسارة أسبوعية لها هذا العام. جاء ذلك وسط أسبوع حافل بالأحداث الجيوسياسية والتكهنات حول سياسات الإنتاج في تحالف أوبك+.
وأدى تقرير حول خطط تحالف أوبك+ لزيادة الإنتاج في أغسطس/ آب، بعد زيادة مقررة في يوليو/ تموز، إلى ضغوط بيعية حادة في الأسواق، ليتراجع الخامان القياسيان نحو أدنى مستوياتهما منذ أشهر.
أداء أسعار النفط
-
صعدت العقود الآجلة لخام برنت عند التسوية بـ 4 سنتات أو 0.06% إلى 67.77 دولارًا للبرميل.
-
ارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 28 سنتًا أو 0.43% إلى 65.52 دولارًا للبرميل.
ورغم هذه المكاسب الطفيفة يوم الجمعة، ظل الخامان القياسيان متراجعين بأكثر من 11% إلى 12% خلال الأسبوع بأكمله.
خطة أوبك+ لزيادة الإنتاج
قال أربعة مندوبين في تحالف أوبك+، الذي يضم دول أوبك وحلفاء من خارجها بقيادة روسيا، إن التحالف يعتزم رفع الإنتاج بمقدار 411 ألف برميل يوميًا في أغسطس/ آب، بعد زيادة مماثلة مقرر تنفيذها في يوليو/ تموز.
وتزامن هذا الإعلان مع حالة من الحذر والترقب في الأسواق بشأن مدى قدرة الطلب العالمي على استيعاب هذه الإمدادات الإضافية.
تصريحات المحللين: "الأسعار انهارت بعد تقرير الزيادة"
قال فيل فلين، كبير محللي السوق لدى "برايس فيوتشرز غروب":
"صدر التقرير بشأن زيادة أوبك وانهارت الأسعار."
من جانبه، أوضح جانيف شاه، محلل الأسواق في "ريستاد" لوكالة "رويترز"، أن علاوة المخاطر الجيوسياسية في سوق النفط، والتي ارتبطت بالتوترات في الشرق الأوسط، تلاشت تقريبًا بالكامل، ليعود تركيز السوق إلى العوامل الأساسية مثل العرض والطلب.
ذكرت وكالة "بلومبرغ" في تقرير نقلاً عن مصادر مطلعة أن تحالف أوبك+ يخطط لبحث زيادة أخرى في سقف الإنتاج لشهر أغسطس خلال الاجتماع القادم لدول التحالف، المقرر عقده في السادس من يوليو.
هذه الإشارات إلى زيادات محتملة إضافية في الإنتاج أسهمت في زيادة الضغوط النزولية على الأسعار هذا الأسبوع.
وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل: تلاشي المخاوف الجيوسياسية
ساهم التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار بين إيران وإسرائيل في تهدئة المخاوف بشأن اضطرابات الإمدادات في الشرق الأوسط.
فخلال الحرب التي استمرت 12 يومًا بين البلدين، قفزت أسعار خام برنت مؤقتًا فوق 80 دولارًا للبرميل، قبل أن تتراجع إلى 67 دولارًا بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
كان هذا الإعلان قد أدى إلى عمليات بيع واسعة النطاق في السوق الثلاثاء الماضي، مع تبدد المخاوف حول تعطل الإمدادات من المنطقة.
المخزونات الأميركية
رغم التراجعات الحادة هذا الأسبوع، وجدت الأسعار بعض الدعم من بيانات المخزونات الأميركية.
أظهرت بيانات حكومية رسمية انخفاضًا في مخزونات النفط الخام والوقود الأسبوع الماضي، بالتزامن مع ارتفاع معدلات التكرير وزيادة استهلاك الوقود في السوق الأميركية.
قال فيل فلين، كبير المحللين في مجموعة برايس فيوتشرز:
"بدأت السوق تدرك أن مخزونات الخام أصبحت فجأة محدودة للغاية."
في أوروبا، أظهرت بيانات صدرت الخميس تراجع مخزونات زيت الوقود في مركز التكرير والتخزين بأمستردام-روتردام-أنتويرب إلى أدنى مستوياتها في أكثر من عام.
في آسيا، تراجعت مخزونات نواتج التقطير المتوسطة في سنغافورة وسط ارتفاع صافي الصادرات خلال الأسبوع، ما يعكس استمرار الطلب القوي.
قال محللون إن واردات الصين من النفط الإيراني ارتفعت في يونيو/ حزيران مع تسارع الشحنات قبل اندلاع الصراع وتحسن الطلب من المصافي المستقلة، في مؤشر على استمرار الطلب القوي من أكبر مستورد للنفط في العالم.
تراجع الدولار الأميركي يعزز جاذبية النفط
على صعيد العملات، انخفض مؤشر الدولار الأميركي إلى أدنى مستوياته في ثلاث سنوات، بعد تقارير عن نية الرئيس ترامب تعيين رئيس جديد لمجلس الاحتياطي الفيدرالي في وقت مبكر، ما عزز التوقعات بخفض معدلات الفائدة.
يؤدي ضعف الدولار عادة إلى جعل النفط المقوم بالدولار أكثر جاذبية لحائزي العملات الأخرى، ما يدعم الطلب ويعزز الأسعار.
منصات التنقيب في الولايات المتحدة
كشفت بيانات صدرت الجمعة عن شركة "بيكر هيوز" استمرار تراجع عدد منصات التنقيب عن النفط في الولايات المتحدة للأسبوع التاسع على التوالي.
-
انخفض عدد منصات التنقيب عن النفط بمقدار 6 منصات إلى 432 منصة الأسبوع الماضي.
-
كما تراجع عدد منصات التنقيب عن الغاز الطبيعي بمقدار منصتين إلى 109 منصات في الفترة ذاتها.
يشير هذا الانخفاض المستمر في منصات الحفر إلى توقعات بمزيد من الضغوط على الإنتاج الأميركي في الأشهر المقبلة، وهو ما قد يدعم الأسعار على المدى المتوسط في حال استمر الطلب قويًا.
نظرة مستقبلية: ترقب اجتماع أوبك+ المقبل
تتجه أنظار الأسواق إلى اجتماع أوبك+ المقرر عقده في 6 يوليو، والذي من المتوقع أن يناقش خطط الإنتاج لشهري أغسطس وما بعده.
سيكون قرار التحالف بشأن زيادة الإنتاج حاسمًا في تحديد اتجاهات الأسعار خلال الصيف، خاصة في ظل إشارات على تباطؤ الطلب العالمي، وتبدد علاوة المخاطر الجيوسياسية، وتراجع مخزونات النفط عالميًا.
خاتمة
تعيش سوق النفط حاليًا حالة من التوازن الهش بين ضغوط الزيادة المتوقعة في المعروض من أوبك+ من جهة، والدعم المحدود القادم من انخفاض المخزونات وضعف الدولار من جهة أخرى. في هذا السياق، يظل مسار الأسعار مرهونًا بالتطورات الجيوسياسية وقرارات التحالف النفطي الأبرز عالميًا في اجتماعاته المقبلة.