- الرئيسية
- الأخبار
- أخبار العملات والعملات الرقمية
- ارتفاع الين الياباني لأعلى مستوى في أربعة أسابيع مقابل الدولار الأمريكي
ارتفاع الين الياباني لأعلى مستوى في أربعة أسابيع مقابل الدولار الأمريكي

سجل الين الياباني مكاسب قوية مع بداية الأسبوع، ليصل إلى أعلى مستوياته منذ أربعة أسابيع مقابل الدولار الأمريكي، وسط تزايد عمليات شراء العملة كملاذ آمن في ظل تصاعد المخاوف بشأن ديون الولايات المتحدة وتزايد التوقعات برفع أسعار الفائدة من قبل بنك اليابان في يونيو المقبل.
وفي الوقت ذاته، شهدت الأسواق اليابانية ارتفاعًا في المؤشرات الرئيسية بدعم من عوامل محلية ودولية.
أداء الين الياباني اليوم
افتتح الين الياباني تعاملات الأسبوع على ارتفاع ملحوظ مقابل سلة من العملات الرئيسية والثانوية، ليواصل مكاسبه لليوم الثاني على التوالي أمام الدولار الأمريكي، مسجلاً أعلى مستوى له منذ أواخر أبريل الماضي.
ويأتي هذا الارتفاع القوي مدفوعًا باستمرار الطلب على العملة اليابانية كملاذ آمن، في ظل التوترات السياسية والاقتصادية العالمية، لا سيما ما يتعلق بالأوضاع المالية في الولايات المتحدة، والتداعيات المتوقعة لقانون الضرائب الجديد المقترح من قبل الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.
المخاوف من تفاقم ديون أمريكا تعزز الطلب على الين
أدت تصريحات دونالد ترامب بشأن قانونه الشامل للإنفاق وخفض الضرائب إلى زيادة المخاوف بشأن الاستقرار المالي في الولايات المتحدة. وأكد ترامب يوم الأحد أن القانون قد يشهد "تغييرات كبيرة" عند مناقشته في مجلس الشيوخ، مما ألقى بظلال من الشك حول التوقعات الاقتصادية الأمريكية.
ووفقًا لمكتب الميزانية في الكونجرس الأمريكي، فإن مشروع قانون الضرائب الذي أقره مجلس النواب يُتوقع أن يضيف نحو 3.8 تريليون دولار إلى الدين الفيدرالي خلال السنوات العشر المقبلة، مما سيرفع إجمالي ديون الحكومة الأمريكية إلى مستويات تفوق 40 تريليون دولار بحلول 2035.
تلك التقديرات أثارت القلق في الأسواق العالمية، لا سيما بعد أن خفضت وكالة "موديز" التصنيف الائتماني للولايات المتحدة مؤخرًا، بالتزامن مع ضعف الإقبال على مزادات السندات في كل من أمريكا واليابان الأسبوع الماضي.
سعر صرف الين مقابل الدولار
-
انخفض الدولار الأمريكي مقابل الين الياباني بنسبة 0.25% خلال تعاملات اليوم، ليسجل 142.93 ينًا بحلول الساعة 12:30 بتوقيت تركيا، وهو أدنى مستوى له منذ 30 أبريل الماضي.
-
جاء هذا الانخفاض من سعر افتتاح بلغ 142.55 ينًا، بينما بلغ أعلى سعر خلال الجلسة 143.08 ينًا.
-
يوم الجمعة الماضي، سجل الين الياباني مكاسب بنسبة 1.0% مقابل الدولار، في ثامن يوم صعود من أصل تسعة، نتيجة تزايد الطلب على العملة اليابانية كملاذ آمن بعد أن هدد ترامب بفرض رسوم جمركية على الاتحاد الأوروبي وشركة "أبل".
-
وعلى مدار الأسبوع الماضي، ارتفع الين بنسبة 2.1% مقابل الدولار، محققًا أول مكسب أسبوعي منذ خمسة أسابيع، وهو أكبر مكسب أسبوعي خلال شهر ونصف.
توقعات السياسة النقدية اليابانية
بجانب العوامل العالمية، يدعم ارتفاع الين أيضًا تصاعد الضغوط التضخمية في اليابان، مما يضع صانعي السياسات في بنك اليابان أمام خيار صعب، وقد يدفعهم إلى رفع أسعار الفائدة خلال اجتماعهم المقبل في يونيو.
المراقبون يترقبون مزيدًا من الأدلة على استمرارية دورة تشديد السياسة النقدية اليابانية، خاصة في ظل التحولات الهيكلية في الأسعار المحلية وأسواق العمل، والتي تبرر خطوات أكثر جرأة من البنك المركزي.
أداء الأسواق اليابانية
شهدت الأسهم اليابانية بداية إيجابية لهذا الأسبوع، مع تراجع التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى تصريحات ترامب المؤيدة لصفقة الاستحواذ على شركة "يو إس ستيل"، والتي ساعدت على رفع معنويات المستثمرين.
أبرز تحركات السوق:
-
مؤشر "نيكي 225" ارتفع بنسبة 1.0% ليغلق عند 37,531 نقطة.
-
مؤشر "توبكس" الأوسع نطاقًا صعد بنسبة 0.6% ليغلق عند 2,751 نقطة.
-
سهم شركة "نيبون ستيل" ارتفع بنسبة 2.15% عند الإغلاق، بعد أن كان قد قفز بنسبة 7% في وقت سابق من الجلسة، مدعومًا بتصريحات ترامب بأن صفقة الشراكة مع "يو إس ستيل" قد توفر ما لا يقل عن 70 ألف وظيفة وتضخ 14 مليار دولار في الاقتصاد الأمريكي.
السندات اليابانية تجذب المشترين مع صعود تاريخي للعوائد
واصلت السندات الحكومية اليابانية صعودها لليوم الثاني على التوالي اليوم الاثنين، مدعومة بارتفاع العوائد التي جذبت اهتمام المستثمرين، في وقت يسود فيه الحذر في الأسواق قبل مزاد مرتقب للسندات طويلة الأجل هذا الأسبوع.
وشهدت الأسواق العالمية مؤخراً عمليات بيع مكثفة للسندات ذات الآجال الطويلة، وسط تصاعد المخاوف بشأن الانضباط المالي وتراجع مشتريات البنوك المركزية من أدوات الدين.
وفي اليابان تحديداً، زادت المخاوف نتيجة تراجع بنك اليابان عن وتيرته السابقة في شراء السندات، إلى جانب الجدل السياسي الدائر حول برامج التحفيز الاقتصادي.
وأظهرت نتائج مزاد السندات لأجل 20 عاماً، الذي عُقد الأسبوع الماضي، ضعفاً ملحوظاً في الطلب، نقلاً عن وكالة رويترز، ما يبرز محدودية قدرة السوق على استيعاب الإصدارات الجديدة المخصصة لتمويل عجز الموازنة اليابانية.
وتتجه الأنظار حالياً نحو مزاد سندات الأربعين عاماً -وهي الأطول أجلاً في السوق اليابانية- المقرر عقده يوم الأربعاء، إذ تنوي وزارة المالية إصدار نحو 500 مليار ين (ما يعادل 3.5 مليار دولار أميركي).
وفي هذا السياق قال «ياسوناري أوينو»، كبير الاقتصاديين في الأسواق لدى مصرف ميزوهو، «عائدات السندات فائقة الطول ترتفع كما الطائرة الورقية من دون خيط، في ظل غياب مشترين كبار ومستقرين»، مضيفاً أن مسألة الانضباط المالي الكلي ينبغي أن تكون أولوية لدى الحكومة والائتلاف الحاكم، داعياً وزارة المالية إلى إعادة النظر في توازن العرض والطلب من خلال تعديل حجم الإصدارات.
وسجل عائد السندات لأجل 40 عاماً تراجعاً بمقدار 1.5 نقطة أساس إلى 3.535 في المئة، بعدما بلغ مستوى قياسياً بلغ 3.675 في المئة الأسبوع الماضي.
كما تراجع العائد على السندات لأجل 30 عاماً بمقدار 3.5 نقطة أساس ليصل إلى 3.03 في المئة، منخفضاً من أعلى مستوى له عند 3.185 في المئة، أما السندات القياسية لأجل 10 سنوات، فانخفض عائدها بمقدار 3 نقاط أساس ليصل إلى 1.515 في المئة.
تأتي هذه التحركات في إطار نقاش أوسع حول مستقبل السياسة المالية والنقدية في ثالث أكبر اقتصاد في العالم، في ظل محاولات الحكومة اليابانية موازنة أهداف النمو الاقتصادي مع السيطرة على مستويات الدين المتفاقمة.
نظرة مستقبلية: هل تستمر مكاسب الين؟
في ظل استمرار المخاوف حول ديون الولايات المتحدة وتوقعات تشديد السياسة النقدية اليابانية، يُرجح أن يواصل الين الياباني أداءه القوي في المدى القصير. ومع اقتراب اجتماع بنك اليابان القادم، ستكون الأسواق في ترقب لأي إشارات حاسمة بشأن توجهات السياسة النقدية، خاصة في ظل التحديات العالمية التي تزيد من جاذبية الأصول الآمنة مثل الين.