- الرئيسية
- الأخبار
- أخبار العملات والعملات الرقمية
- الين الياباني يواصل ارتفاعه لليوم الثالث وسط تصاعد التوترات العالمية وتوقعات رفع الفائدة
الين الياباني يواصل ارتفاعه لليوم الثالث وسط تصاعد التوترات العالمية وتوقعات رفع الفائدة

واصل الين الياباني ارتفاعه لليوم الثالث على التوالي مقابل الدولار الأمريكي، مدعومًا بزيادة الطلب عليه كملاذ آمن وسط تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، والتطورات الجيوسياسية المتسارعة بين روسيا وأوكرانيا.
يأتي ذلك في ظل بيانات تضخم قوية في طوكيو، عززت التوقعات برفع بنك اليابان لأسعار الفائدة خلال الشهر الجاري، ما أضاف مزيدًا من الزخم لصعود العملة اليابانية.
أداء الين الياباني أمام الدولار اليوم
شهد الين الياباني خلال تداولات السوق الآسيوية اليوم الاثنين، ارتفاعًا جديدًا مقابل سلة من العملات الرئيسية والثانوية، ليمدد بذلك مكاسبه أمام الدولار الأمريكي لليوم الثالث على التوالي.
ويأتي هذا الأداء الإيجابي مدفوعًا بزيادة عمليات شراء الين كأحد أبرز الملاذات الآمنة عالميًا، في ظل حالة عدم اليقين التي تشهدها الأسواق بسبب تصاعد التوترات السياسية والتجارية.
بيانات السوق اليوم:
-
تراجع الدولار أمام الين بنسبة 0.78% ليصل إلى 142.89ين عند الساعة 11:30، مقارنة بسعر الافتتاح البالغ 144.09 ين
-
تم تسجيل أعلى سعر خلال الجلسة عند 144.10¥.
-
يوم الجمعة، سجل الين ارتفاعًا طفيفًا بنسبة 0.1% مقابل الدولار، مدعومًا ببيانات تضخم أقوى من المتوقع في طوكيو.
التوترات التجارية بين واشنطن وبكين
عادت المخاوف التجارية بين الولايات المتحدة والصين إلى الواجهة مجددًا، بعد تجدد الاتهامات المتبادلة بخرق الاتفاق التجاري المبدئي الذي تم التوصل إليه مؤخرًا في جنيف.
في التفاصيل:
-
اتهمت واشنطن بكين بانتهاك اتفاق جنيف، فيما ردت الصين بأن الولايات المتحدة هي من خالفت الشروط المتفق عليها.
-
اللقاء الذي جمع وزير الخزانة الأمريكي "سكوت بيسنت" بنظيره الصيني "هي ليفينغ" في جنيف أدى مؤقتًا إلى تعليق الرسوم الجمركية المتبادلة لمدة 90 يومًا، لكن يبدو أن التفاهمات بدأت تتفكك سريعًا.
-
الصين أعادت تأكيد تمسكها بفرض قيود صارمة على صادرات المعادن الأرضية النادرة، ما خالف توقعات الولايات المتحدة التي كانت تعول على تخفيف هذه القيود في إطار الاتفاق.
هذه التطورات تضع الاتفاق التجاري على المحك وتزيد من احتمالات نشوب أزمة جديدة قد تؤثر على الاستقرار الاقتصادي العالمي، الأمر الذي دفع المستثمرين للبحث عن ملاذات آمنة مثل الين الياباني.
تصاعد التوترات الجيوسياسية
في تحول خطير على الساحة الجيوسياسية، أعلنت أوكرانيا تنفيذ عملية عسكرية نوعية داخل الأراضي الروسية تحت مسمى "شبكة العنكبوت"، استهدفت خلالها خمس قواعد جوية استراتيجية.
تفاصيل العملية:
-
أسفرت الهجمات عن تدمير أكثر من 40 طائرة عسكرية روسية، من بينها قاذفات بعيدة المدى مثل Tu-95 وTu-22M، بالإضافة إلى طائرة الإنذار المبكر A-50.
-
قدّرت أوكرانيا أن العملية ألحقت خسائر بنسبة 34% من أسطول القاذفات الاستراتيجية الروسية، بتكلفة مالية تتجاوز 7 مليارات دولار.
من المتوقع أن ترد روسيا بعمليات انتقامية قاسية، قد تشمل:
-
هجمات صاروخية مركزة على البنية التحتية الحيوية في أوكرانيا، كما حدث في حملات سابقة استهدفت شبكات الكهرباء.
-
استهداف مراكز صنع القرار في كييف باستخدام صواريخ بعيدة المدى، وهو ما من شأنه تصعيد النزاع إلى مستويات غير مسبوقة.
هذا التصعيد العسكري ساهم في تعزيز الطلب على الأصول الآمنة، في مقدمتها الين الياباني والذهب.
التضخم في طوكيو يعزز توقعات رفع الفائدة
أظهرت البيانات الصادرة الأسبوع الماضي من طوكيو استمرار تصاعد الضغوط التضخمية، إذ سجل مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي أعلى مستوى سنوي له في مايو منذ يناير 2023، متجاوزًا التوقعات.
تداعيات اقتصادية:
-
البيانات زادت من احتمالات أن يقدم بنك اليابان على رفع أسعار الفائدة خلال اجتماعه المرتقب في يونيو الجاري.
-
ارتفعت توقعات السوق لرفع الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية من 35% إلى 45%، ما أضاف دعمًا إضافيًا لأداء الين الياباني في الأسواق العالمية.
إذا تم رفع الفائدة فعلًا، فسيكون ذلك بمثابة تحول بارز في السياسة النقدية اليابانية، التي ظلت ميسرة لسنوات طويلة، وهو ما سيعزز من جاذبية العملة اليابانية أمام الدولار وباقي العملات الرئيسية.
خلاصة تحليلية
إن الجمع بين:
-
تصاعد التوترات العالمية الجيوسياسية والتجارية،
-
البيانات الاقتصادية القوية من طوكيو،
-
وتزايد احتمالات تشديد السياسة النقدية في اليابان،
كلها عوامل مجتمعة دعمت الاتجاه الصاعد للين الياباني. ومن المرجح أن يستمر هذا الاتجاه في الأجل القصير إلى المتوسط، ما لم تظهر مستجدات تهدئ المخاوف الجيوسياسية أو تقلب مسار السياسة النقدية لبنك اليابان.