- الرئيسية
- الأخبار
- أخبار السلع والمعادن والمؤشرات
- أسعار الذهب تتراجع عن أعلى مستوياتها في خمسة أسابيع وسط تفاؤل تجاري
أسعار الذهب تتراجع عن أعلى مستوياتها في خمسة أسابيع وسط تفاؤل تجاري

شهدت أسعار الذهب تراجعاً ملحوظاً خلال تداولات نهاية الأسبوع، مبتعدة عن أعلى مستوياتها في خمسة أسابيع، وسط تراجع الطلب على الأصول الآمنة نتيجة تحسن المعنويات في الأسواق العالمية، بدعم من التفاؤل حول التقدم في المفاوضات التجارية وتطورات الذكاء الاصطناعي.
ومع ذلك، ظل ضعف الدولار الأمريكي عاملاً مساعدًا في الحد من هذه الخسائر. وتترقب الأسواق أحداثاً محورية الأسبوع المقبل أبرزها اجتماع الفيدرالي الأمريكي والمهل التجارية للرئيس ترامب، مما يضفي طابعًا حذرًا على توجهات المستثمرين.
أداء أسعار الذهب اليوم
تراجعت أسعار الذهب متخلية عن معظم مكاسبها الأسبوعية، في ظل حالة من التفاؤل التي تسود الأسواق العالمية بشأن إمكانية التوصل إلى اتفاقات تجارية جديدة بين الولايات المتحدة وشركائها، بالإضافة إلى التقدم السريع في تقنيات الذكاء الاصطناعي، وهو ما عزز شهية المستثمرين نحو المخاطرة ودفعهم للتخلي مؤقتًا عن الأصول الآمنة.
وفي هذا السياق، أشار كلفن وونغ، كبير محللي الأسواق في شركة "أواندا"، إلى أن "الهبوط الحالي هو نتيجة طبيعية لعمليات جني أرباح من قبل المضاربين على الصعود، وذلك بعد بلوغ الذهب مستويات مرتفعة مؤخراً، في ظل ظهور إشارات إيجابية بشأن الاتفاقات التجارية".
وأضاف وونغ أن "الدولار يواصل إظهار ميل نحو الضعف، وإذا استمرت التوقعات بشأن خفض الفائدة من قبل الفيدرالي الأمريكي، فإن الذهب سيستمر في تلقي دعم قوي بالقرب من مستوى 3,360 دولارًا للأوقية".
تفاؤل تجاري أمريكي-أوروبي يدفع الأسواق للهدوء
أفاد دبلوماسيون أوروبيون بأن المحادثات بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي أحرزت تقدمًا ملموسًا، مع احتمالية التوصل إلى اتفاق تجاري جديد قد يتضمن فرض تعريفة موحدة بنسبة 15% على الواردات الأوروبية، ضمن إطار مشابه للاتفاق الذي تم توقيعه سابقًا مع اليابان.
هذا التطور عزز من الإقبال على الأسهم وقلل من اهتمام المستثمرين بالذهب كملاذ آمن، خصوصًا مع بروز توقعات بتوقيع المزيد من الصفقات التجارية خلال الفترة المقبلة.
ضعف الدولار يمنح الذهب بعض الدعم
ورغم الضغوط البيعية على المعدن الأصفر، إلا أن الدولار الأمريكي الضعيف نسبيًا ساهم في التخفيف من حدة تراجعات الذهب، حيث يتجه مؤشر الدولار لتسجيل أسوأ أداء أسبوعي له منذ نحو شهر. ويؤدي تراجع الدولار إلى جعل الذهب المقوّم به أقل تكلفة لحاملي العملات الأخرى، مما يعزز من جاذبية المعدن النفيس نسبيًا.
أظهرت بيانات حديثة أن طلبات إعانات البطالة في الولايات المتحدة انخفضت على نحو غير متوقع الأسبوع الماضي، مما يشير إلى استقرار سوق العمل رغم تباطؤ وتيرة التوظيف. هذا الاستقرار يعقّد مهمة مجلس الاحتياطي الفيدرالي بشأن اتخاذ قرارات بشأن أسعار الفائدة، خاصةً في ظل تباطؤ التضخم وتذبذب النشاط الاقتصادي.
ومن المتوقع أن يُبقي الفيدرالي الأمريكي أسعار الفائدة دون تغيير في اجتماعه المرتقب يومي 29 و30 يوليو، رغم تسعير الأسواق لاحتمال خفض الفائدة في سبتمبر بنسبة ليست قليلة.
سعر الذهب اليوم
تراجع الذهب الفوري بنسبة 0.60% إلى 3,348 دولارًا للأونصة، فيما سجلت عقود الذهب الآجلة 3,349 دولارًا للأونصة بحلول الساعة 11:45 صباحًا بتوقيت تركيا.
وعند التسوية، انخفضت العقود الآجلة للذهب تسليم أغسطس بنسبة 0.70% أو ما يعادل 24.1 دولار إلى مستوى 3,373.50 دولار للأوقية.
أداء المعادن النفيسة الأخرى
تراجعت أسعار المعادن الأخرى إلى جانب الذهب، متأثرة بتحسن شهية المخاطرة في الأسواق وانخفضت الفضة الفورية بنسبة 0.35% لتسجل 38.92 دولارًا للأوقية، رغم أنها ما زالت تتجه نحو مكاسب أسبوعية بنسبة 2%.
كما تراجع البلاتين بنسبة 0.8% إلى 1,396.43 دولارًا للأونصة، بينما هبط البلاديوم بنسبة 1.62% إلى 1,267 دولارًا.
وجاء هذا التراجع في أسعار المعادن النفيسة بالتزامن مع تسجيل مؤشرات وول ستريت لمستويات قياسية جديدة مدفوعة بآمال في توقيع المزيد من الصفقات التجارية ونتائج أرباح قوية للشركات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي.
النحاس يسجل تباينًا بين لندن وكومكس
فيما يتعلق بالمعادن الصناعية، تراجعت عقود النحاس القياسية في بورصة لندن بنسبة 0.3% إلى 9,844.45 دولارًا للطن. أما عقود النحاس في بورصة كومكس الأمريكية فقد سجلت تراجعًا بنسبة 0.2% إلى 5.8153 دولارًا للرطل.
ورغم الأداء الضعيف في لندن، كانت عقود النحاس الأمريكية تتجه لتحقيق مكاسب أسبوعية بنسبة 3.8%، مدعومة بتوقعات بنقص محتمل في المعروض نتيجة التعريفات الجمركية الجديدة التي فرضها الرئيس ترامب.
تبقى الأسواق في حالة ترقب لما ستحمله الأيام المقبلة، إذ يُتوقع أن يشكل اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي أبرز الأحداث الاقتصادية، وسط ترجيحات بعدم حدوث أي تغيير في سياسة الفائدة.
رغم الضغوط السياسية المستمرة من قبل الرئيس ترامب لتخفيض أسعار الفائدة، أكد رئيس الفيدرالي جيروم باول أن حالة عدم اليقين الناتجة عن التأثيرات التضخمية للتعريفات الجمركية تُعد عائقًا أمام اتخاذ قرارات جريئة في الوقت الراهن.
وقد زار ترامب مقر الفيدرالي الأمريكي الخميس للإشراف على مشروع تجديد، في خطوة فسّرها بعض المراقبين بأنها وسيلة للضغط على باول أو حتى لإقالته.
وسينقضي أيضًا الموعد النهائي الذي حدده ترامب في الأول من أغسطس لتطبيق رسوم جمركية جديدة، حيث من المنتظر أن تدخل تعريفات بنسبة 50% على النحاس حيز التنفيذ، مما قد يؤدي إلى نقص في المعروض وارتفاع الأسعار في السوق المحلي.
خلاصة تحليلية
تشير المؤشرات الراهنة إلى أن أسعار الذهب دخلت مرحلة من التصحيح الطبيعي بعد موجة صعود قوية، مدفوعة بجني الأرباح وتراجع الطلب على الملاذات الآمنة. لكن لا يزال هناك عوامل داعمة قد تمنع مزيدًا من الهبوط الحاد، من بينها ضعف الدولار، واستمرار الشكوك حول مستقبل السياسة النقدية الأمريكية والتوترات التجارية المتقلبة.
يبقى الذهب أداة تحوّط أساسية في ظل التقلبات الجيوسياسية والاقتصادية، ومع اقتراب الأحداث الكبرى مثل اجتماع الفيدرالي وانتهاء مهلة التعريفات الأمريكية، فإن الأسبوع المقبل قد يشهد مزيدًا من التذبذبات الحادة في السوق.