- الرئيسية
- الأخبار
- أخبار السلع والمعادن والمؤشرات
- النفط يتجه لتسجيل أكبر خسائر أسبوعية منذ يونيو بفعل التعرفات الجمركية والمخاوف الاقتصادية
النفط يتجه لتسجيل أكبر خسائر أسبوعية منذ يونيو بفعل التعرفات الجمركية والمخاوف الاقتصادية

شهدت أسعار النفط العالمية تراجعًا ملحوظًا خلال تعاملات يوم الجمعة 8 أغسطس/آب، وسط ضغوط متزايدة من التعرفات الجمركية الأميركية الجديدة وتباطؤ النشاط الاقتصادي العالمي، لتتجه نحو تكبّد أكبر خسائر أسبوعية منذ يونيو الماضي.
هذا الهبوط جاء في ظل إشارات متباينة بين جهود دبلوماسية لإنهاء الحرب في أوكرانيا، وقرارات إنتاجية من تحالف "أوبك+"، وتصاعد القيود التجارية التي تفرضها الولايات المتحدة على شركائها، مما يضع سوق النفط أمام مزيج معقد من المؤثرات الجيوسياسية والاقتصادية.
أداء أسعار النفط اليوم
انخفضت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 58 سنتًا، أو ما يعادل 0.87%، لتسجل 66.40 دولار للبرميل بحلول الساعة 07:39 بتوقيت غرينتش، وهو ما قد يدفع الخام لتسجيل خسائر أسبوعية تتجاوز 4%.
وفي المقابل، تراجعت العقود الآجلة للخام الأميركي غرب تكساس الوسيط بمقدار 66 سنتًا أو بنسبة 1%، لتصل إلى 63.82 دولار للبرميل، متجهة نحو تسجيل هبوط أسبوعي يزيد على 5%.
وجاء هذا الانخفاض بعد يوم واحد من دخول التعرفات الجمركية الأميركية الجديدة ضد عدد من الشركاء التجاريين حيز التنفيذ، مما زاد المخاوف بشأن تأثير هذه الإجراءات على الاقتصاد العالمي، وبالتالي على الطلب المستقبلي على الطاقة.
التعرفات الجمركية وتأثيرها على سوق النفط
أفاد محللو بنك إيه.إن.زد في مذكرة بحثية أن "التعرفات الجمركية الأخيرة خلقت حالة من القلق لدى المستثمرين بشأن ضعف النشاط الاقتصادي العالمي، وهو ما قد يترجم إلى تباطؤ في الطلب على النفط الخام".
وتزامن ذلك مع إعلان تحالف أوبك+ هذا الأسبوع عن وقف أكبر شريحة من تخفيضات الإنتاج بالكامل بدءًا من الشهر المقبل، أي قبل أشهر من الموعد المحدد مسبقًا، وهو ما عزز من المخاوف بشأن زيادة المعروض في الأسواق.
شهدت أسعار الخام الأميركي تراجعًا للجلسة السادسة على التوالي يوم الخميس، وفي حال استمرار الانخفاض حتى نهاية جلسة الجمعة، فإنها ستسجل أطول سلسلة هبوط متواصل منذ أغسطس 2021.
وفي سياق التطورات الجيوسياسية، صرّح الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأنه مستعد للقاء نظيره الروسي فلاديمير بوتين حتى في حال رفض الأخير عقد اجتماع مشترك مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وذلك في إطار مهلة حددها ترامب لموسكو حتى يوم الجمعة للموافقة على هدنة.
قد يهمك : دليل شامل عن النفط السلعة الأكثر تداولاً في العالم وكيفية الاستثمار بها
أكد الكرملين يوم الخميس أن التحضيرات جارية لعقد لقاء مرتقب بين ترامب وبوتين خلال الأيام المقبلة، مما عزز من الآمال بإمكانية التوصل إلى تسوية دبلوماسية تنهي الحرب في أوكرانيا.
هذا التطور ساهم في تهدئة المخاوف من انقطاع الإمدادات الروسية، خاصة مع ما أشار إليه محللون من أن التعرفات الأميركية على واردات الهند من النفط الروسي لم تؤثر فعليًا على تدفقات الإمدادات الخارجية.
ضغوط أميركية على الهند والصين
التوترات التجارية لم تتوقف عند هذا الحد، إذ هدد ترامب بفرض تعرفات جمركية مماثلة على الصين بسبب مشترياتها من النفط الروسي، بعد أن ضاعف في وقت سابق هذا الأسبوع الرسوم الجمركية على جميع الواردات الهندية إلى 50%، كإجراء عقابي على شراء البلاد النفط الخام من موسكو.
هذه الخطوة دفعت شركات التكرير الحكومية في الهند إلى خفض عمليات الشراء والبحث عن بدائل أخرى للإمدادات النفطية.
كما صرّح وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت بأن بلاده قد تتخذ إجراءات مماثلة ضد الصين في المستقبل القريب إذا استمرت في شراء الطاقة من روسيا.
عوامل ضغط إضافية على السوق
تراجع أسعار النفط في أغسطس جاء بعد ثلاثة أشهر من المكاسب، فيما يستعد المستثمرون لاحتمال حدوث فائض في المعروض خلال الربع الأخير من العام، خاصة بعد قرار "أوبك+" تخفيف القيود على الإمدادات.
وفي الوقت نفسه، ظهرت مؤشرات على تباطؤ النمو الاقتصادي الأميركي، مع تأثر النشاط الاقتصادي بالرسوم التجارية الواسعة التي فرضتها إدارة ترامب، وهو ما يمثل تهديدًا مباشرًا للطلب على الطاقة.
قالت غاو مينغيو، كبيرة محللي الطاقة في شركة إس دي آي سي إيسنس فيوتشرز، إن "الإشارات الإيجابية من المحادثات الأميركية-الروسية، وخطط عقد لقاء مباشر بين ترامب وبوتين، خففت المخاوف بشأن تعطل الإمدادات الروسية، وهو ما أدى إلى تراجع كبير في علاوات المخاطر الجيوسياسية".
وأضافت أن السوق قد تتجه نحو معنويات أكثر تشاؤمًا مع اقتراب نهاية موسم ذروة الطلب، خاصة في ظل أساسيات عرض وطلب سلبية.
من المؤشرات اللافتة أيضًا تقلص الفارق السعري لخام برنت، وهو الفرق بين أقرب عقدين، حيث انخفض إلى 53 سنتًا للبرميل في حالة الـ"باكورديشن"، مقارنة بأكثر من دولار واحد للبرميل قبل شهر، ما يعكس تراجع شدة ظروف السوق الفورية وتنامي المخاوف من وفرة الإمدادات.