- الرئيسية
- الأخبار
- أخبار السلع والمعادن والمؤشرات
- النفط يصعد مع تصاعد هجمات أوكرانيا وتزايد رهانات خفض الفائدة الأميركية
النفط يصعد مع تصاعد هجمات أوكرانيا وتزايد رهانات خفض الفائدة الأميركية

افتتحت أسعار النفط العالمية تعاملات الأسبوع على ارتفاع طفيف، وسط مزيج من التوترات الجيوسياسية الناتجة عن هجمات أوكرانية على منشآت الطاقة الروسية، إلى جانب توقعات اقتصادية متفائلة تدعمها ترجيحات بخفض أسعار الفائدة الأميركية الشهر المقبل.
تحركات أسعار النفط في بداية الأسبوع
شهدت العقود الآجلة للنفط الخام ارتفاعات محدودة خلال جلسة الاثنين:
-
ارتفع خام برنت بنسبة 0.12% مسجلاً 67.81 دولاراً للبرميل.
-
صعد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي بنسبة 0.13% ليصل إلى 63.74 دولاراً للبرميل.
ورغم أن المكاسب بدت طفيفة في نسبتها، فإنها جاءت بدعم من أحداث جيوسياسية واقتصادية رفعت من مستويات القلق في الأسواق العالمية.
هجمات أوكرانية على البنية التحتية للطاقة الروسية
تصاعدت حدة التوترات بين روسيا وأوكرانيا بعد سلسلة من الهجمات بطائرات مسيّرة استهدفت منشآت حيوية للطاقة الروسية:
-
محطة نووية كبرى:
-
استهدف هجوم أوكراني أحد المفاعلات في محطة نووية روسية تُعد من الأكبر على مستوى البلاد.
-
أدى الهجوم إلى تراجع كبير في قدرة المفاعل التشغيلية، ما أثار قلقاً واسعاً بشأن سلامة الإمدادات الطاقوية.
-
-
محطة «أوست لوغا» لتصدير الوقود:
-
اندلع حريق ضخم عقب هجوم مسيّر، مما أدى إلى اضطرابات في حركة التصدير.
-
-
مصفاة «نوفوشاختينسك» جنوب روسيا:
-
استمر حريق ضخم لليوم الرابع على التوالي نتيجة هجوم مماثل.
-
تبلغ الطاقة الإنتاجية لهذه المصفاة نحو 5 ملايين طن سنوياً (أي ما يعادل 100 ألف برميل يومياً)، معظمها مخصص للتصدير، ما يزيد من احتمالات اضطراب الإمدادات النفطية العالمية.
-
وقال توني سيكامور، محلل الأسواق لدى شركة «آي جي»، إن «نجاح أوكرانيا في استهداف البنية التحتية النفطية الروسية يعزز المخاطر الصعودية لأسعار الخام، ويدفع المستثمرين لمزيد من التحوط تجاه أي نقص محتمل في الإمدادات».
قد يهمك : دليل شامل عن النفط السلعة الأكثر تداولاً في العالم وكيفية الاستثمار بها
المواقف السياسية الأميركية تجاه الحرب في أوكرانيا
الهجمات الأوكرانية وما تبعها من خسائر روسية جاءت متزامنة مع تطورات سياسية لافتة على الصعيد الأميركي:
-
صرّح نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس أن روسيا قدّمت تنازلات مهمة في مسار المفاوضات، تشمل:
-
اعتراف موسكو بصعوبة فرض نظام موالٍ لها في كييف.
-
قبولها بمبدأ تقديم ضمانات أمنية لسيادة أوكرانيا.
-
-
في المقابل، شدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب على موقف أكثر صرامة، حيث جدد الجمعة تهديده بفرض عقوبات إضافية على روسيا ما لم يتحقق تقدم ملموس نحو تسوية سلمية خلال أسبوعين.
هذه التباينات في المواقف السياسية الأميركية انعكست مباشرة على توقعات الأسواق بشأن مستقبل الأزمة، وبالتالي على تحركات أسعار الطاقة.
دور توقعات الفيدرالي الأميركي في دعم أسعار النفط
إلى جانب التطورات الجيوسياسية، أسهمت التوقعات الاقتصادية في تعزيز مكاسب أسعار النفط:
-
أشار رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، خلال خطابه يوم الجمعة الماضي، إلى إمكانية خفض أسعار الفائدة الأميركية في اجتماع الشهر المقبل.
-
هذا التصريح رفع منسوب التفاؤل في الأسواق، إذ من شأن خفض الفائدة:
-
تحفيز النمو الاقتصادي.
-
زيادة الطلب على السلع الأساسية، وعلى رأسها النفط والمعادن.
-
تعزيز شهية المخاطرة لدى المستثمرين عالمياً.
-
وقال محللون لدى بنك إيه إن زد لوكالة رويترز:
«تحسّن شهية المخاطرة عبر الأسواق أسهم في تعزيز الإقبال على السلع الأساسية، مدعوماً بمخاوف جديدة حول الإمدادات في قطاعات الطاقة والمعادن».
النظرة المستقبلية لأسواق النفط
وفقاً للمؤشرات الحالية، تبدو أسعار النفط محكومة بمزيج من عوامل جيوسياسية غير مستقرة في شرق أوروبا، وتوقعات نقدية واقتصادية في الولايات المتحدة:
-
استمرار الضغوط على البنية التحتية الروسية قد يفتح المجال أمام موجات صعود جديدة في أسعار الخام.
-
في المقابل، أي تقدم في المفاوضات بين موسكو وكييف، أو نجاح الولايات المتحدة في فرض تسوية، قد يقلص من المخاطر الجيوسياسية.
-
أما من الناحية الاقتصادية، فإن إقدام الفيدرالي الأميركي على خفض الفائدة فعلياً سيشكل دعماً إضافياً لأسعار الطاقة، بينما التريث أو تأجيل القرار قد يحدّ من المكاسب.
خلاصة:
تظل أسعار النفط في حالة ترقب بين المطرقة والسندان: المخاطر الجيوسياسية من جهة، والسياسات النقدية الأميركية من جهة أخرى، ما يجعل مسارها المستقبلي مرهوناً بتطورات ميدانية وسياسية واقتصادية متسارعة خلال الأسابيع المقبلة.