- الرئيسية
- الأخبار
- أخبار السلع والمعادن والمؤشرات
- ارتفاع الدولار الأمريكي وسط تصاعد التوترات التجارية بين واشنطن وبكين وترقب بيانات التضخم
ارتفاع الدولار الأمريكي وسط تصاعد التوترات التجارية بين واشنطن وبكين وترقب بيانات التضخم

سجّل الدولار الأمريكي ارتفاعاً طفيفاً خلال تعاملات يوم الخميس، وسط حذر المتداولين تجاه تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، وترقب صدور بيانات التضخم الأمريكية التي قد تحدد المسار المقبل للدولار في المقابل، شهد اليورو والجنيه الإسترليني تراجعاً محدوداً، بينما ظل الين الياباني تحت الضغط بعد التطورات السياسية الأخيرة في طوكيو.
أداء الدولار الأمريكي اليوم
ارتفع مؤشر الدولار الأمريكي بنسبة 0.1% ليصل إلى 98.8050 نقطة عند الساعة 10:50 صباحاً بتوقيت السعودية، بعد أن عانى من خسائر حادة في الأسبوع الماضي. ويأتي هذا الانتعاش المحدود في ظل قلق المستثمرين من احتمال نشوب حرب تجارية جديدة بين واشنطن وبكين.
فقد كشفت تقارير لوكالة رويترز أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تدرس فرض قيود جديدة على تصدير مجموعة من المنتجات التكنولوجية إلى الصين، بما في ذلك أجهزة الكمبيوتر المحمولة، محركات الطائرات، وبعض المعدات التقنية المتقدمة، وذلك كردّ على قيود التصدير التي فرضتها بكين مؤخراً على المعادن النادرة.
هذه الخطوة أثارت حالة من الحذر في الأسواق، حيث يخشى المستثمرون من تجدد النزاع التجاري بين أكبر اقتصادين في العالم، وهو ما قد يعيد إلى الأذهان التوترات التجارية التي أثّرت سابقاً على الأسواق العالمية.
اجتماع محتمل بين ترامب وشي جين بينغ
من المقرر أن يلتقي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الصيني شي جين بينغ في كوريا الجنوبية الأسبوع المقبل، حيث عبّر ترامب عن تفاؤله تجاه المحادثات، لكنه أقرّ في الوقت ذاته بإمكانية عدم حدوث الاجتماع فعلياً.
هذا الغموض يضيف مزيداً من الترقب في الأسواق، في وقت تحتاج فيه العلاقات التجارية بين البلدين إلى دفعة إيجابية لاستعادة الثقة بين المستثمرين.
أعلنت إدارة ترامب عن فرض عقوبات على أكبر شركتين روسيتين في قطاع النفط: "لوك أويل" و"روس نفط"، مبررة القرار بـ"عدم التزام موسكو الجاد بعملية السلام لإنهاء الحرب في أوكرانيا".
أدى هذا القرار إلى ارتفاع أسعار النفط الخام المقوّم بالدولار الأمريكي، ما قدّم دعماً مؤقتاً للعملة الخضراء.
لكن وفقاً للمحلل فرانشيسكو بيسول من بنك ING، فإن هذا الدعم لا يزال محدوداً:
“التحرك الحالي ألغى خسائر أكتوبر حتى الآن فقط، وسنحتاج إلى رؤية خام برنت يتجه نحو 70 دولاراً للبرميل (من 64 دولاراً حالياً) كي نشهد تأثيراً حقيقياً ومستداماً على الدولار الأمريكي.”
الأسواق تترقب بيانات التضخم الأمريكية وسط الإغلاق الحكومي
رغم استمرار الإغلاق الحكومي الأمريكي، فإن الأنظار تتجه نحو صدور مؤشر أسعار المستهلك (CPI) لشهر سبتمبر، والمتوقع إصداره يوم الجمعة.
ويتوقع المحللون أن يأتي التضخم الأساسي عند 0.3% على أساس شهري، بما يتماشى مع التقديرات.
وأضاف بيسول:
“انتعاش الدولار بدأ يتباطأ، ومن المرجح أنه يحتاج إلى بيانات أكثر قوة أو تسعير أكثر تشدداً في توقعات الفائدة ليستمر الصعود.”
وفي ظل تسعير الأسواق لاحتمال خفض الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس بنهاية العام، فإن أي مفاجأة صعودية في بيانات التضخم قد توفر دعماً ملموساً للدولار.
اليورو يتراجع قليلاً وسط هدوء أوروبي
شهد زوج اليورو/دولار انخفاضاً بنسبة 0.2% إلى 1.1592، متأثراً بإعلان العقوبات الأمريكية الجديدة على الشركات الروسية.
وأشار المحلل بيسول إلى أن الزوج “يحوم حول مستوى 1.1600، وهو مستوى قد يشكل نقطة ارتكاز مؤقتة خلال الأيام القادمة، إذا لم تُحدث بيانات التضخم الأمريكية مفاجآت كبيرة.”
ومن المقرر أن يعقد البنك المركزي الأوروبي اجتماعه الأسبوع المقبل، لكن لا يتوقع المستثمرون تغييرات كبيرة في السياسة النقدية، خاصة مع استقرار التضخم قرب هدف البنك البالغ 2%، وتحسن التوقعات الاقتصادية في منطقة اليورو.
الجنيه الإسترليني تحت الضغط رغم ثبات التضخم
تراجع زوج الجنيه الإسترليني/الدولار الأمريكي إلى 1.3351، بعدما أظهرت بيانات يوم الأربعاء أن التضخم البريطاني استقر عند 3.8% في سبتمبر، مخالفاً التوقعات التي كانت تشير إلى تسارع نحو 4.0%.
ويعكس هذا التباطؤ النسبي في الأسعار ضغوطاً على بنك إنجلترا الذي يوازن بين مخاوف الركود وضرورة إبقاء السياسة النقدية مشددة نسبياً.
ويُتوقع أن يستمر الجنيه في نطاق عرضي محدود خلال الأيام المقبلة ما لم تصدر بيانات اقتصادية مفاجئة تغيّر مسار السياسة النقدية.
الين الياباني يواصل الضعف بعد تولي تاكايتشي رئاسة الوزراء
في آسيا، ارتفع زوج الدولار/ين بنسبة 0.4% إلى 152.58، مسجلاً أعلى مستوى في تسعة أيام، وسط استمرار ضعف الين الياباني بعد التطورات السياسية الأخيرة في البلاد.
فقد أصبحت ساناي تاكايتشي، زعيمة الحزب الديمقراطي الليبرالي، رئيسة وزراء اليابان في وقت سابق من هذا الأسبوع، ويُنظر إليها على نطاق واسع على أنها حمامة مالية تميل إلى تيسير السياسة النقدية وتوسيع الإنفاق لدعم الاقتصاد.
ومن المتوقع أن يؤدي هذا التوجه إلى استمرار الضغط على الين في المدى القريب، خاصة في ظل اتساع الفجوة بين أسعار الفائدة في اليابان ونظيرتها الأمريكية.
تحليل وتوقعات مستقبلية لتحركات العملات
-
الدولار الأمريكي:
من المرجح أن يحافظ الدولار على زخمه الحالي طالما ظلت التوترات التجارية قائمة، لكن استمرار الصعود يعتمد بشكل كبير على قوة بيانات التضخم القادمة، والتي قد تحدد نغمة السياسة النقدية للفيدرالي الأمريكي خلال الربع الأخير من العام. -
اليورو:
قد يواجه ضغوطاً محدودة طالما بقيت السياسة الأوروبية مستقرة، إلا أن أي تباطؤ في النمو أو إشارات من المركزي الأوروبي بشأن تمديد برامج التيسير قد تدفع العملة الموحدة نحو 1.1500. -
الجنيه الإسترليني:
سيظل خاضعاً لتقلبات بيانات التضخم وسوق العمل البريطانية، مع احتمالية اختبار مستوى دعم 1.3300 في حال استمرار ضغوط الركود. -
الين الياباني:
ضعف الين مرجح للاستمرار، خاصة إذا حافظ بنك اليابان على نهجه التيسيري، وقد يشهد زوج الدولار/ين مقاومة قوية قرب مستوى 153.00، بينما يبقى الدعم عند 151.50.
خلاصة
تعكس تحركات العملات العالمية الحالية حالة من الترقب والقلق في الأسواق، حيث تتداخل العوامل السياسية (التوتر التجاري والعقوبات الروسية) مع البيانات الاقتصادية المنتظرة (التضخم الأمريكي).
ويبقى المسار المستقبلي للدولار والعملات الرئيسية مرهوناً بما إذا كانت بيانات التضخم القادمة ستدعم استمرار تشدد الفيدرالي الأمريكي أو ستعيد إحياء توقعات خفض الفائدة مجدداً.