- الرئيسية
- الأخبار
- أخبار العملات والعملات الرقمية
- تراجع الدولار الأمريكي بفعل تصريحات فيدرالية متساهلة والأنظار على البيانات الاقتصادية
تراجع الدولار الأمريكي بفعل تصريحات فيدرالية متساهلة والأنظار على البيانات الاقتصادية

يشهد الدولار الأمريكي ضغوطًا متزايدة وسط تحول لهجة الاحتياطي الفيدرالي نحو التيسير، في وقت تترقب فيه الأسواق سلسلة من البيانات الاقتصادية الأمريكية المؤجلة بسبب الإغلاق الحكومي السابق.
تصريحات عضو الفيدرالي كريستوفر والر حول ضعف سوق العمل دعمت توقعات خفض الفائدة في ديسمبر، فيما أظهرت عملات رئيسية مثل اليورو والين تحركات متفاوتة تعكس توازنات معقدة بين البيانات والأحداث السياسية.
في هذا التقرير الموسّع، نقدم تحليلًا شاملاً للبيانات والأحداث والتصريحات، وتأثيرات كل منها على أسواق العملات.
أداء الدولار الأمريكي اليوم
سجّل الدولار الأمريكي تراجعًا طفيفًا يوم الثلاثاء، نتيجة لهجة متساهلة صدرت عن بعض مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي قبل صدور بيانات اقتصادية مؤثرة قد تعيد تشكيل توقعات السوق بشأن اجتماع السياسة النقدية الأخير هذا العام.
عند الساعة 14:05 صباحًا بتوقيت تركيا، تذبذب مؤشر الدولار الذي يقيس قوة العملة أمام سلة من ست عملات رئيسية ليهبط بنسبة 0.1% إلى المستوى 99.15. هذا الهبوط أتى بعد توقف قصير في مسار الخسائر استمر أربعة أيام متتالية، ما يعكس حساسية العملة لأي تطورات جديدة.
هذا التراجع ليس مجرد حركة تقنية، بل يأتي ضمن سياق أعمق من تزايد المخاوف حول تباطؤ سوق العمل الأمريكي، وعودة الأسواق لتسعير سيناريو خفض الفائدة في ديسمبر، والذي كان قد تراجع في الأيام السابقة بسبب بعض التصريحات المتحفظة.
بيانات سوق العمل – أرقام غير مستقرة بسبب الإغلاق الحكومي
كشفت وزارة العمل الأمريكية في أحدث تقرير عن بلوغ طلبات إعانات البطالة الأولية 232 ألف طلب خلال الأسبوع المنتهي في 18 أكتوبر.
كما بلغ متوسط عدد العاطلين عن العمل لأربعة أسابيع 58 ألفًا، فيما بقي معدل البطالة المؤمن عليها عند 1.3% دون تغيير.
ورغم أن هذه الأرقام تعطي لمحة عن أوضاع سوق العمل، إلا أن الإغلاق الحكومي تسبب في اضطراب النشر، حيث لم تُصدر الوزارة تقاريرها منذ 25 سبتمبر، مما خلق فراغًا معلوماتيًا أربك المستثمرين والاقتصاديين. ومع عودة عمل المؤسسات الحكومية، تترقب الأسواق دفعة من البيانات المؤجلة التي ستؤثر مباشرة في تقييم قوة الاقتصاد الأمريكي.
أهمية هذه البيانات:
تعتبر البيانات المتعلقة بسوق العمل حجر الأساس في تقييم الفيدرالي لمسار الاقتصاد، وبالتالي فإن أي إشارة ضعف—حتى وإن كانت مؤقتة—تشكل عامل ضغط قوي على الدولار.
كان الحدث الأكثر تأثيرًا على الدولار هو حديث عضو مجلس محافظي الفيدرالي كريستوفر والر، الذي أشار بوضوح إلى ازدياد مخاوفه بشأن سوق العمل ودعا إلى خفض إضافي للفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماع ديسمبر.
قال والر إن الشركات بدأت التلميح إلى خطط تسريح عمالة بعد فترة طويلة ساد فيها نهج “لا توظيف ولا تسريح”. وأوضح أن هذه التغيّرات قد تكون مرتبطة بعوامل عدة، منها الذكاء الاصطناعي وتغيرات الإنتاجية، مؤكداً أن مرحلة استقرار التوظيف بدأت تتعرض لاهتزازات.
ورغم ذلك، فإن الانقسام داخل الفيدرالي ما يزال واضحًا:
-
بعض المسؤولين يرون أن التضخم ما يزال يشكل خطرًا.
-
آخرون—مثل والر—يركزون على ضعف سوق العمل كعامل رئيسي يدعم خفض الفائدة.
هذا التباين يجعل الأسواق في حالة عدم يقين مرتفع بشأن مسار الفائدة.
توقعات الأسواق – احتمالات الخفض تتراجع
تشير تسعيرات الأسواق الآن إلى:
-
احتمال 40% لخفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماع ديسمبر
-
مقارنةً بـ 60% قبل أسبوع واحد فقط
هذا التراجع يعكس تأثير تصريحات بعض مسؤولي الفيدرالي الذين عبروا عن تحفظاتهم تجاه أي تيسير إضافي بالوقت الحالي.
في المقابل، يتوقع محللو ING أن تبدأ البيانات الأمريكية قريبًا في دعم سيناريو الخفض من جديد، معتبرين أن الدولار سيبقى معرضًا للضغوط في الأسابيع القليلة المقبلة.
حركة سعر اليورو اليوم
ارتفع زوج اليورو/دولار بشكل طفيف إلى 1.1593، مستفيدًا من تراجع الدولار، بعد ثلاثة أيام من الهبوط يرى ING أن اليورو ما يزال يمتلك إمكانات صعود قوية، موضحين:
-
أن الزوج يتداول دون قيمته العادلة على المدى القصير
-
وأن انحسار المخاطر السياسية في فرنسا ساعد في استقرار العملة
-
وأن هدف نهاية العام ما يزال عند 1.180
كما أشار البنك إلى أن الموسمية الإيجابية في ديسمبر—وهي فترة تاريخيًا داعمة لليورو—قد تدفع الزوج نحو مستويات أعلى.
حركة الجنيه الإسترليني اليوم
تراجع زوج الجنيه الإسترليني/دولار بنسبة 0.1% إلى 1.3152، وسط حالة من الترقب للميزانية المرتقبة من وزيرة المالية راشيل ريفز.
تواجه الحكومة ضغوطًا لجمع عشرات المليارات من الجنيهات لضمان الالتزام بالأهداف المالية قبل موعد 26 نوفمبر، وهو ما يثير مخاوف الأسواق من احتمالات رفع ضرائب أو خفض إنفاق.
حركة الين الياباني اليوم
انخفض زوج الدولار/ين إلى 154.96 بنسبة 0.2%، مع تعافي الين بعد أن لامس أدنى مستوى في تسعة أشهر.
يرتبط هذا التحسن جزئيًا بارتفاع عوائد السندات الحكومية طويلة الأجل في اليابان إلى أعلى مستوياتها منذ عقود، وخصوصًا سندات 20 عامًا.
كما تزايدت مخاوف المستثمرين من أن الحزمة المالية الجديدة تحت قيادة رئيسة الوزراء ساناي تاكايتشي قد تزيد من عبء الديون الهائل بالفعل.
ووفق تسريبات إعلامية، قد تبلغ قيمة الحزمة التحفيزية نحو 149 مليار دولار، وهي خطوة تهدف لدعم اقتصاد يعاني من تباطؤ هيكلي مزمن.
تحركات أخرى في أسواق العملات
-
ارتفع زوج الدولار/يوان بنسبة 0.1% إلى 7.1117
-
استقر زوج الدولار الأسترالي/الدولار الأمريكي قرب 0.6493 دون تغيير يذكر
هذه التحركات المحدودة تعكس حالة ترقب واسعة بانتظار البيانات الأمريكية الأهم خلال الأسبوع.
أعاد النص الكامل لتصريحات والر التأكيد على انقسام أعضاء الفيدرالي:
-
كريستوفر والر: يدعم خفضًا جديدًا بمقدار ربع نقطة
-
ستيفن ميرن: كان يفضل خفضًا بنصف نقطة في الاجتماعين السابقين
-
فيليب جيفرسون: دعا للتحرك ببطء وتقييم البيانات
-
سوزان كولينز: ترى أن أي خفض جديد يجب أن يستند إلى “مبررات قوية”
ويعقد اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة (FOMC) يومي 9 و10 ديسمبر، وسط توقعات متضاربة وبيانات قد تحسم قرار اللحظة الأخيرة.
التحليل الفني لأزواج العملات الرئيسية
1. زوج اليورو/دولار EUR/USD
يشهد الزوج ميلًا صعوديًا تدريجيًا مدعومًا بتراجع الدولار وبقاء اليورو أعلى مناطق الدعم المحورية.
المستويات الفنية المهمة:
-
الدعم الأول: 1.1530
-
الدعم الثاني: 1.1475
-
الدعم الأقوى: 1.1420
-
المقاومة الأولى: 1.1620
-
المقاومة الثانية: 1.1700
-
الهدف المتوقع وفق ING: 1.1800
القراءة الفنية:
الزوج يتحرك فوق المتوسط المتحرك لـ50 يومًا، مما يعزز الزخم الصاعد. الحفاظ على الإغلاق اليومي أعلى 1.1590 يدعم استمرار الصعود. اختراق 1.1700 يفتح الطريق نحو 1.1800. أي هبوط دون 1.1530 قد يؤجل الصعود ويعيد الزوج إلى نطاق تصحيحي أوسع.
زوج الدولار/ين USD/JPY
بعد هبوط الين إلى أدنى مستوى في 9 أشهر، بدأ الزوج في التصحيح الهابط بفعل ارتفاع عوائد السندات اليابانية وتزايد الترقب لحزم التحفيز الحكومية.
المستويات الفنية:
-
الدعم الأول: 154.50
-
الدعم الثاني: 153.80
-
الدعم الرئيسي: 152.90
-
المقاومة الأولى: 155.60
-
المقاومة الثانية: 156.30
القراءة الفنية:
الاتجاه العام لا يزال صاعدًا، لكن الحركة الهابطة الحالية قد تستمر نحو 153.80 إذا فشل الزوج في الإغلاق فوق 155.00. الحفاظ على السعر ضمن القناة الصاعدة يدعم احتمالات العودة إلى 156.00. أي كسر لمستوى 152.90 قد يغيّر الاتجاه قصير المدى.
زوج الجنيه الإسترليني/دولار GBP/USD
يتعرض الزوج لضغوط قبل إعلان ميزانية وزيرة المالية البريطانية، وسط مخاوف من التشديد المالي.
المستويات الفنية:
-
الدعم الأول: 1.3100
-
الدعم الثاني: 1.3030
-
الدعم الثالث: 1.2970
-
المقاومة الأولى: 1.3220
-
المقاومة الثانية: 1.3300
القراءة الفنية:
الاتجاه على المدى القصير يميل للهبوط، خصوصًا إذا كسر مستوى 1.3100. الثبات فوق 1.3150 قد يسمح بارتداد نحو 1.3220. القرارات المالية المقبلة ستكون محركًا رئيسيًا للزوج، وقد تزيد تقلباته خلال الفترة القادمة.
خلاصة شاملة
تشير الصورة الحالية إلى مرحلة حساسة ومفصلية لأسواق العملات:
-
الدولار تحت ضغط بسبب توقعات خفض الفائدة
-
اليورو يمتلك مسارًا صعوديًا محتملًا بدعم من الموازنة الموسمية ونهاية التقلبات السياسية
-
الإسترليني في وضع حرج قبل إعلان الميزانية
-
الين يستفيد مؤقتًا من ارتفاع العوائد لكنه ما يزال محاصرًا بالسياسات التيسيرية
ومع استئناف نشر البيانات الأمريكية المتوقفة—خصوصًا تقرير الوظائف غير الزراعية يوم الخميس—قد تشهد الأسواق تحركات قوية تعيد رسم ملامح الأسبوع بأكمله.
