- الرئيسية
- الأخبار
- أخبار السلع والمعادن والمؤشرات
- الفضة تواصل صعودها التاريخي وتخترق مستويات قياسية وسط شح المعروض وتوقعات التيسير النقدي
الفضة تواصل صعودها التاريخي وتخترق مستويات قياسية وسط شح المعروض وتوقعات التيسير النقدي

تواصل أسعار الفضة العالمية تسجيل أداء استثنائي خلال تعاملات يوم الأربعاء، حيث امتدت موجة الارتفاعات التي انطلقت بقوة منذ بداية الأسبوع لتتجاوز سقف 60 دولارًا للأونصة، وهو مستوى تاريخي تم اختراقه للمرة الأولى خلال تداولات الثلاثاء.
وجاء هذا التحرك القوي في ظل استمرار الندرة الملحوظة في المعروض من المعدن الأبيض، إضافة إلى تنامي التوقعات بأن مجلس الاحتياطي الفيدرالي في طريقه لتبنّي موقف نقدي أكثر مرونة خلال المرحلة المقبلة.
وبينما تستعد الأسواق لاستقبال ما سيقوله جيروم باول في ختام اجتماع السياسة النقدية، شهد الذهب حالة من الثبات النسبي مقارنة بالتحركات العنيفة للفضة، في وقت تسود فيه قناعة واسعة بين المستثمرين بأن الفيدرالي سيتجه نحو خفض جديد لأسعار الفائدة، وهو ما يُعد عادةً عاملًا داعمًا للمعادن الثمينة ككل.
أداء أسعار الفضة اليوم
حققت الفضة ارتفاعًا إضافيًا خلال تداولات الأربعاء، حيث صعدت بنحو 1.3% لتسجل مستوى قياسيًا جديدًا عند 61.4790 دولارًا للأونصة.
ويأتي هذا التقدم السريع في الأسعار مدعومًا بتدفقات كبيرة من رؤوس الأموال المضاربية التي تراهن بقوة على أن الفيدرالي سيقر خفضًا بمقدار ربع نقطة مئوية في اجتماعه الجاري.
وترجع أهمية هذا الخفض إلى تأثيره الإيجابي المباشر على المعادن غير المدرة للعائد، إذ تصبح أكثر جاذبية مقارنة بالأصول ذات العوائد المرتفعة في بيئة نقدية ميسرة.
ويشير ديفيد ويلسون، مدير استراتيجية السلع في بنك بي إن بي باريبا، إلى أن الفضة تملك قاعدة ضخمة من المستثمرين الأفراد والمضاربين، الأمر الذي يجعل أي حركة صعودية قادرة على جذب مزيد من الأموال، وبالتالي تضخيم الزخم الصعودي بشكل كبير.
لا تقتصر نظرة الأسواق على الاجتماع الحالي للفيدرالي، بل يتجه تركيز المتعاملين إلى رسم صورة أوضح لما ستكون عليه السياسة النقدية خلال 2025.
وفي هذا السياق، جاءت تصريحات كيفن هاسيت—المرشح البارز لدى الرئيس دونالد ترامب لخلافة جيروم باول—لتضيف بُعدًا جديدًا للتوقعات، حيث أكد أن هناك مساحة كبيرة لخفض أسعار الفائدة بصورة أعمق، وهو ما يعزز التكهنات بأن دورة تيسير نقدي ممتدة قد تكون في بدايتها.
الفضة تضيق الفجوة التاريخية مع الذهب بدعم من الطلب الصناعي
واصلت الفضة تقليص فجوتها التاريخية مع الذهب بشكل لافت. ففي أكتوبر الماضي، كانت هناك حاجة إلى 82 أونصة من الفضة للحصول على أونصة واحدة من الذهب، بينما انخفض هذا الرقم اليوم إلى نحو 69 أونصة فقط، بحسب ما صرح به جيغار تريفيدي، كبير محللي الأبحاث في شركة ریلالینس سيكيوريتيز.
ويأتي هذا الانكماش في الفجوة مدفوعًا بزيادة واضحة ومتسارعة في الطلب الصناعي على الفضة، خاصة في قطاعات يُتوقع أن تقود النمو العالمي خلال العقد القادم. وتشير الدراسات الحديثة الصادرة عن "معهد الفضة" إلى أن الطلب الصناعي سيقفز إلى مستويات قياسية بحلول 2030، بدعم من:
-
صناعة الطاقة الشمسية التي تعتمد بشكل أساسي على الفضة في تصنيع الخلايا الكهروضوئية
-
التوسع المتزايد في المركبات الكهربائية وأنظمة الشحن
-
احتياجات مراكز البيانات
-
تقنيات الذكاء الاصطناعي والبنية التحتية المرتبطة بها
وتشير هذه الدراسات إلى أن الطلب الصناعي وحده كفيل بإحداث فجوة كبيرة بين العرض والطلب، ما يجعل المعروض الحالي غير كافٍ لتلبية الاحتياجات المستقبلية.
أكدت ماريا سميرنوفا، مديرة الاستثمار في سبروت أسيت مانجمنت، أن تدفقات صناديق المؤشرات المدعومة بالفضة لعبت دورًا أساسيًا في تعزيز المكاسب الأخيرة، خاصة مع إدراج الولايات المتحدة للفضة ضمن قائمة المعادن الحيوية. وقد ساهم هذا الإدراج في زيادة الطلب الاستثماري على المعدن الأبيض باعتباره عنصرًا استراتيجيًا ذا أهمية اقتصادية وأمنية.
أزمة المعروض العالمية تشتد رغم التحسن الجزئي في مخازن لندن
تضاعفت قيمة الفضة أكثر من مرتين منذ بداية العام، متجاوزة بكثير مكاسب الذهب التي بلغت نحو 60% وتسارعت موجة الصعود خصوصًا بعد أزمة نقص المعروض التي شهدها السوق في أكتوبر، والتي وُصفت بأنها الأكبر منذ عقود.
وعلى الرغم من تسجيل بعض التحسن مع وصول تدفقات إضافية إلى مخازن لندن، فإن تكاليف الاقتراض لا تزال مرتفعة، ما يشير إلى استمرار حالة التشدد في المعروض الفعلي.
وفي الأسواق الصينية، تراجعت المخزونات إلى أدنى مستوياتها منذ عشر سنوات، وهو ما يُعد مؤشرًا مقلقًا يعكس ضغوطًا إضافية على سلسلة الإمداد العالمية.
شهدت صناديق المؤشرات المدعومة بالفضة خلال الأسبوع الماضي أكبر تدفق استثماري منذ يوليو، ما يدل على عودة قوية للسيولة الباحثة عن فرص في المعادن.
كما ارتفعت أحجام تداول عقود الشراء بشكل ملحوظ خلال الثلاثاء، مسجلة مستويات قريبة من تلك التي شوهدت خلال موجة الشراء القصيرة السابقة، وهو ما يعكس استعداد المستثمرين لمزيد من الصعود.
التوقعات: بين احتمالات التصحيح وفرصة بلوغ 100 دولار للأونصة
يرى ديفيد ويلسون أن الارتفاع المتسارع الذي تجاوز 20% خلال ثلاثة أسابيع فقط يعكس قوة زخم قد يتبعها تصحيح سعري طبيعي ومع ذلك، يؤكد أن الحالة الإيجابية الطاغية على الأسواق قد تمنح الفضة القدرة على الاستمرار في الارتفاع، خصوصًا في ظل توقعات متداولة تشير إلى إمكانية بلوغ السعر مستوى 100 دولار للأونصة في حال استمرار الضغط على المعروض وتزايد الطلب الاقتصادي والصناعي.
وتبقى الأسواق في حالة ترقب لقرار محتمل من الولايات المتحدة بشأن فرض رسوم جمركية على واردات الفضة، بعد إدراجها ضمن قائمة المعادن الحيوية. وقد دفع هذا القلق بعض المنتجين إلى الاحتفاظ بكميات من المعروض داخل الولايات المتحدة، ما أبقى مخزونات بورصة كومكس قرب مستويات تاريخية مرتفعة رغم تراجعها من ذروة أكتوبر.
أداء الذهب في الأسواق
ارتفع الذهب عند تسوية تعاملات الثلاثاء، مستفيدًا من التفاؤل بشأن احتمالات خفض الفائدة وسجلت العقود الآجلة تسليم فبراير ارتفاعًا بنسبة 0.44%، ليصل السعر إلى 4236.20 دولارًا للأونصة.
أما الذهب الفوري فقد حافظ على استقراره قرب 4208 دولارات للأونصة، بينما بقيت عقود فبراير الأميركية عند 4237 دولارًا للأونصة، في أداء يوحي بأن المستثمرين ينتظرون بوضوح قرار الفيدرالي قبل اتخاذ مراكز جديدة.
حركة المعادن الأخرى
-
البلاتين: تراجع بنسبة 1.3% إلى 1667.89 دولار.
-
البلاديوم: انخفض بنسبة 0.6% ليسجل 1497.31 دولار.
التحليل الفني للذهب (XAU/USD)
الاتجاه العام:
مائل للصعود لكن بحدة أقل مقارنة بالفضة، مع بقاء الأسعار فوق مناطق دعم قوية.
المستويات الفنية الرئيسية:
-
المقاومات:
-
4248 دولار — مقاومة لحظية
-
4275 دولار — مقاومة قوية قد تعزز الزخم الصعودي إذا تم اختراقها
-
4310 دولار — الهدف التالي في حال استمرار الضغط الشرائي
-
-
الدعوم:
-
4200 دولار — دعم محوري للمدى القصير
-
4175 دولار — دعم قوي جداً، كسره يفتح الطريق لتصحيح أعمق
-
4148 دولار — دعم ممتد للمدى المتوسط
-
التوقع الفني:
الثبات أعلى 4200 دولار يبقي النظرة إيجابية ويزيد احتمالات إعادة اختبار 4275 – 4310 دولار.
كسر 4175 قد يفعّل موجة تصحيح نحو 4148 دولار.
التحليل الفني للفضة (XAG/USD)
الاتجاه العام:
صاعد بقوة مع زخم استثنائي بعد اختراق مستوى 60 دولار لأول مرة تاريخيًا.
المستويات الفنية الرئيسية:
-
المقاومات:
-
61.80 دولار — مقاومة لحظية
-
62.50 دولار — مستوى مهم لمواصلة الصعود
-
64.00 دولار — هدف محتمل في حال استمرار الزخم والشراء القوي
-
-
الدعوم:
-
60.80 دولار — دعم أول للمدى القصير
-
59.90 دولار — دعم بارز يحمي الاتجاه الصاعد
-
58.70 دولار — دعم رئيسي، كسره يعني تحوّل في الاتجاه
-
التوقع الفني:
الاستقرار فوق 60.80 دولار يبقي الاتجاه قويًا ويدعم استهداف 62.50 ثم 64.00 دولار.
أما كسر 59.90 فيفتح المجال لتصحيح أوسع نحو 58.70 دولار.
