الين الياباني يسجل أقوى أداء أسبوعي في أكثر من شهر وسط توقعات برفع أسعار الفائدة

اقترب الين الياباني من تسجيل أفضل أداء أسبوعي له في أكثر من شهر، خلال تعاملات يوم الجمعة المبكرة، مدعومًا بتنامي التوقعات بأن بنك اليابان قد يتجه لرفع أسعار الفائدة في اجتماعه الأسبوع المقبل. هذا التطور أثر سلبًا على الدولار الأمريكي، بينما ينتظر المتداولون تغييرات محتملة في السياسة النقدية، بالتزامن مع أحداث سياسية واقتصادية دولية، مثل عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.

العوامل الداعمة لأداء الين الياباني

تصريحات مسؤولي بنك اليابان، إلى جانب البيانات الاقتصادية التي تشير إلى استمرار ضغوط الأسعار والنمو القوي للأجور في اليابان، عززت ثقة السوق في احتمال حدوث تحول في السياسة النقدية. وضع المتداولون احتمالات بنسبة 80% لرفع أسعار الفائدة الأسبوع المقبل، مما ساهم في دفع العملة اليابانية للارتفاع.

أداء الين الياباني في الأسواق

التحركات اليومية

•  ارتفع الدولار الأمريكي مقابل الين بنسبة 0.35% ليصل إلى 155.66 ين مقارنة بسعر افتتاح تعاملات اليوم عند 155.11ين سجل الين أدنى مستوى عند 154.97ين، وهو الأدنى منذ 19 ديسمبر الماضي.
• ارتفع الين بنسبة 1.5 بالمئة مقابل الدولار هذا الأسبوع، وهو أقوى أداء أسبوعي له منذ أواخر نوفمبر. وكان قد انخفض قليلا إلى 155.40 مقابل الدولار الجمعة، لكنه لا يزال قريبا من أعلى مستوى له في شهر عند 155.10 الذي لامسه الخميس.
• أداء يوم الخميس: شهد الين مكاسب قوية بنسبة 0.85% مقابل الدولار الأمريكي، محققًا ثاني ارتفاع يومي على التوالي. هذا الأداء جاء بفضل التراجع الحاد في العائد على سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات.

الأداء الأسبوعي

مع اقتراب نهاية الأسبوع، ارتفع الين الياباني بنسبة 1.3% مقابل الدولار الأمريكي، مما يجعله على وشك تسجيل ثاني مكسب أسبوعي خلال الثلاثة أسابيع الأخيرة. يُعد هذا أيضًا أول مكسب أسبوعي للعملة اليابانية في عام 2025، مما يعكس تحولًا إيجابيًا في أدائها بعد فترة من التراجع.

تصريحات مسؤولي بنك اليابان وتأثيرها على الأسواق

كازو أويدا: سياسة نقدية متوازنة

في اجتماع مع مديري فروع بنك اليابان يوم الأربعاء، صرح محافظ البنك المركزي الياباني كازو أويدا بأن البنك المركزي قد يرفع أسعار الفائدة ويعدل درجة التيسير النقدي في حال استمرت إشارات التحسن الاقتصادي وحققت ظروف الأسعار مستهدف التضخم. وأكد أويدا أن الاجتماع المقبل سيشهد نقاشًا مكثفًا حول التطورات الاقتصادية، مع اتخاذ القرار المناسب بناءً على دراسة شاملة للوضع.

تصريحات ريوزو هيمينو

من جهته، صرح ريوزو هيمينو، نائب محافظ بنك اليابان، يوم الثلاثاء، بأن البنك سيناقش خلال الاجتماع المقبل احتمالية رفع أسعار الفائدة، خاصة مع ارتفاع احتمالات استمرار مكاسب الأجور ووضوح آفاق السياسة الأمريكية. وارتبط هذا التصريح بانتظار خطاب تنصيب دونالد ترامب، الذي يضيف مزيدًا من الغموض إلى المشهد الاقتصادي العالمي.

الاستراتيجية الاستثمارية والتحليل

علّقت شارو تشانانا، كبيرة استراتيجيي الاستثمار في "ساكسو بنك"، قائلة: "تشير بيانات التضخم والأجور إلى أن بنك اليابان قد يرفع أسعار الفائدة بشكل أكبر". لكنها أضافت: "مع ذلك، فإن قوة الين قد تكون عابرة، خاصة إذا فاجأ كازو أويدا الأسواق مجددًا بتعليقات متشائمة على الرغم من رفع أسعار الفائدة".

تحركات العملات الأخرى ومؤشر الدولار

في سياق متصل، استقر اليورو عند مستوى 1.03065 دولار، في حين لم يسجل الجنيه الإسترليني تغيرًا يُذكر عند 1.22425 دولار، وفقًا لبيانات "رويترز" أما مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل ست عملات رئيسية أخرى، فقد استقر عند مستوى 108.94، مبتعدًا قليلًا عن أعلى مستوى له في أكثر من عامين والذي سجله في بداية الأسبوع.

توقعات مؤشر الدولار

من المتوقع أن يتراجع مؤشر الدولار بنسبة 0.6% خلال الأسبوع الحالي، مما قد يكسر سلسلة مكاسب استمرت ستة أسابيع. يعود هذا التراجع إلى تغيّر توقعات المتداولين بشأن سياسات الفائدة الأمريكية، خاصة بعد صدور بيانات التضخم الأساسي في الولايات المتحدة يوم الأربعاء، والتي دفعت بعض المحللين لتوقع خفض الفائدة مرتين خلال عام 2025.

بيانات الاقتصاد الأمريكي وتأثيرها على السياسة النقدية

أظهرت البيانات الاقتصادية الصادرة يوم الخميس ارتفاع مبيعات التجزئة في الولايات المتحدة خلال ديسمبر، مما يعكس قوة الطلب الاستهلاكي. هذا التطور عزز الآراء التي ترى ضرورة أن يتوخى بنك الاحتياطي الفيدرالي الحذر في خفض أسعار الفائدة خلال هذا العام. في المقابل، يظل التضخم مصدر قلق رئيسي، مما يجعل قرارات الفيدرالي محور اهتمام الأسواق العالمية.

اجتماع بنك اليابان: محط الأنظار

من المقرر أن يعقد بنك اليابان اجتماعه يومي 23 و24 يناير لدراسة التطورات الاقتصادية الأخيرة. سيركز الاجتماع على ضغوط الأسعار، التي لا تزال مرتفعة، ونمو الأجور القوي، لاتخاذ القرار المناسب بشأن السياسة النقدية. يتوقع أن يكون هذا الاجتماع نقطة تحول في مسار السياسة النقدية اليابانية، مع انعكاسات واسعة على الأسواق العالمية، خاصة إذا تم رفع أسعار الفائدة كما تتوقع الأسواق.

الخلاصة : يمثل أداء الين الياباني خلال الأسبوع الحالي إشارة واضحة إلى تغير التوقعات بشأن السياسة النقدية اليابانية. ومع تزايد التوقعات برفع أسعار الفائدة، تظل الأسواق في حالة ترقب لقرارات بنك اليابان وتأثيرها على تحركات العملات العالمية في الوقت ذاته، يُظهر المشهد الاقتصادي الأمريكي تعقيدًا أكبر، حيث يتعين على بنك الاحتياطي الفيدرالي موازنة نمو الطلب مع جهود السيطرة على التضخم.